( أبو سليمان الاردني تقبله الله )
شاب في مقتبل العمر من سكان محافظة عمان وحيد لوالديه تزينت الدنيا أمامه و أقبلت عليه بزخرفها فاعرض عنها وحزم أمتعته وشد الرحال الي ميادين النزال ومصانع الابطال في بلاد الشام وصل رحمه الله ولم يتلقي تدريباً لشوقه لخوض المعارك فختار ان يكون سائق لسيارة تحمل مدفع 23ملم فاجازه الاخوة في ذلك وأبلي بلاء حسن حتي اعجب به الاخ الرامي واراد ان يثبته معه علي المدفع فابي ابو سليمان وقال له يااخي اني اريد ان اقتل مقتحما في الصفوف الاولي علي قدمي وبعد طول الحاح منه اعادوه الاخوة الي المعسكر ليتلقي تدريبه وعندما انتهي منه ارسل للرباط في منطقة المحالج بشركة القطن ليكون لي شرف مقابلته هناك كان يمتاز رحمه الله بطيبة القلب وسهولة المعشر عطوف حنون صاحب عباده وقيام ليل اذكر من عطفه علي اخوانه انه كان يستيقظ قبل الفجر بنصف ساعة وكان الجو شديد البروده فكان ابوسليمان في هذا الوقت يعد الكاكاو الميلو لاخوانه حتي يتدفؤا به قبل قيامهم للصلاة وعندما ينتهي منه يمر علي اخ اخ يقظه للصلاة ويعطيه كوبه من الكاكاو وهو في فراشة فكان نعم الخلق خلقه , اعطي اجازة من الرباط لثلاثة ايام فوجدته رجع الينا ثاني يوم مع سيارة الطعام فقلنا له الم تذهب في الليل للاجازة لم رجعت في الصباح فرد علينا لم اتحمل الجلوس دون رباط ولم استطع النوم في المقر بعيدا عن صوت الطائرات الميغ فوالله كم فرحنا بعودته الينا مرة اخري فلقد كانت ليلة صعبة بدون ابوسليمان الحنون ,مقتله رحمه الله:في اول تقدم للجيش النصيري علي منطقة المحالج كان بطلنا من ابطال هذه المعركة الشديدة التي استعان فيها الجيش بكلاب ايران فقاتل ايما قتال وابلي بلاء حسن واظهر بأس لم نكون نتوقع ان يظهر من رقيق القلب ابو سليمان ليقتل رحمه الله بقذيفة دبابة فحمله الاخوة وذهبوا به الي احد بيوت العوام القريبة حتي تنتهي المعركة لنرجع بعد ذلك ونجد ان البيت ملئ برائحة المسك التي زكمت انوفنا وانوف اصحاب البيت وتعالت التكبيرات وزغاريد النساء من هذا البيت من شدة رائحة المسك التي خرجت منه وكان ثغره شديد التبسم فاخذناه للاخوة في المقر حتي يدفن في الصباح فجاء الشيخ ابو بكر ليسلم عليه فكشف عن وجهه فوالله رأينا ابتسامته وقد زادت وضوحا كانه يرحب بالشيخ فبكي الجميع فرحمك الله يا ابا سليمان من اخ عطوف حنون واعلى درجتك.