بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها قد عاد رمضان،عاد وقلوبنا مشتاقة اليه،ونفوسنا تهفو للقائه،فما اعظمك يا رمضان وما احبك الى قلوبنا،اللهم بلغنا رمضان،جرت العادة في نهار رمضان خصوصا هذه الايام

ان نستقبله بشراء الطعام والزاد والطبخ وكأننا ممنوعون عن الاكل الا فيه والله المستعان،فمتى يكون لرمضان معناه الذي فرض له،متى سياتي رمضان ولا نميزه بشراء الاكل حتى نستشعر

لذة العبادة الحقيقية فيه،اما الليل في رمضان فوا أسفاه نقضيه في اللهو وامام التلفاز عوضاً عن قضائة في العبادة لله،اللهم نسالك العافية،الاعلام الجاهل المضلل يجهز افلامه قبل عام او شهور

حتى يعرضها في رمضان لا حول ولا قوة الا بالله،وكم من الاوقات نقضيها امام المسلسلات في رمضان،فمتى نتوب ،متى نتووب امر يراه الكثير هين ولكنه اكثر ما يكون من الفساد والابعاد

عن اخلاص العبادة والتلذذ به،تخيل يمر عليك رمضان وما ختمت القرآن يمر عليك رمضان وما تهجدت بالاسحار اي خسارة هذه،يا من تقضون الليل في السهر امام المسلسلات هل تشعرون
بلذة العبادة في رمضان،هل انتهى رمضان وبكينا عليه لذهاب عبادات لا تكون الا فيه

ها هو رمضان قد عاد مرة أخرى،فلعلنا إليه لانعود،مرة أخرى،اللهم أهله علينا،بالأمن والايمان،والسلامة والاسلام،ها هو رمضان قد عاد،فكيف تركنا

العام الماضي،وكيف وجدنا هذا العام،هو شهر مغفرة الذنو، وشهر القبول ومضاعفة الحسنات،وشهر العتق من النار هو الشهر التي (تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار

وتصفد فيه الشياطين)كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة،هو الشهر الذي(ينادي منادٍ،يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر،ولله عتقاء من النّار،وذلك كل ليلة)كما في السنن وعند

أحمد من حديث أبي هريرة،فحري بالمؤمن الصادق الذي مد الله في عمره،حتى أدرك هذا الشهر،أن يغتنمه بتوبة صادقة وانطلاقة جادة بعزيمة أكيدة، فيجدد العهد مع الله،بأن يلتزم بطاعته،وأن يأتمر بأوامره وينتهي
عن مناهيه،ويستقيم على دينه حتى يلقاه،فإن العبرة بالخواتيم،

عدت يا رمضان
بالخير والبشر والفرح،تنشر مع مقدمك نفحات التقوى في الأجواء،وتعم بطلتك المودة والرحمة والإخاء،وعدت يا رمضان،والناس في لهفة واشتياق،

يستبشرون بمقدمك، ويترقبون هلالك،فهلالك ليس كبقية الأهلة،هلال خير وبركة،عم ببركته أرجاء العالم،ونشر في النفوس روح التسامح والألفة والمحبة والرحمة،وردد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه إذا رأى الهلال قال(اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ،

رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه)وعدت يا رمضان،وعادت أيامك ولياليك ، أيام مشرقة بطاعة الله، وليالي معطرة بذكر الله،أيامك ليست كبقية الأيام، ولياليك ليست كبقية الليالي،كيف لا وقد شرُف يومك بالصيام،

وشرُفت لياليك بالصلاة والتهجد والقيام،أنفس زكية،وأنفاس طاهرة،وقلوب متراحمة،سُئل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه،كيف كنتم تسقبلون شهر رمضان،قال،ما كان

أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم،وعدت يا رمضان،وتجددت مع قدومك مواسم الطاعات،وفتحت معك أبواب الجنان، يقول النبي صلى الله

عليه وسلم(إذا كانت أول ليلة من رمضان،فتحت أبواب الجنة،فلم يغلق منها باب،وغلقت أبواب جهنم،فلم يفتح منها باب،وصفدت الشياطين،وينادى مناد،يا باغي الخير أقبل،ويا باغي الشر

أقصر،ولله عتقاء من النار،وذلك في كل ليلة)على شرط الشيخين،وصححه الألباني في صحيح الترمذي،ومسلم في صحيحه،من حديث أنس،رضي الله عنه،وعدت يا رمضان،وبدأت أنوارك تعم

أرجاء الزمان والمكان، نستشعر من خلالها نفحات ربانية،ومنح فياضة، فاز من تعرض لها، وغنمها، وأعظم فيها العمل،وأري الله منه خيراً،قال عليه الصلاة والسلام(كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ

يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ،إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )رواه مسلم،صححه الألباني في صحيح النسائي،وعدت يا رمضان،فما أشبه الليلـة

بالبارحة،وما أسرع مرور الأيام والليالي،كنا نعتصر ألماً لوداع أيامك ولياليك،وها هي الأيام والليالي قد مرت بنا ونحن في استقبالك من جديد،بفرحة العازمين على نيل الأجر والفضل،وعدت

يا رمضان، فهل من توبة نصوح نفتح بها صفحة جديدة مع أنفسنا، نتأمل فيها حالنا، نغير فيها من أنفسنا،وعدت يا رمضان،أيام وتمضي،فهل نجعلك حجة لنا، ندخرك في صحائف أعمالنا ، أم

تمضي كما مضى غيرك، ونتحسر على مضيك،فلا يعيد البكاء من مات،فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه،لاغتنام فرصه ، وجني ثماره، وليرى الله فينا خيراً في شهرنا، وليكن

التقوى هو هدفنا وشعارنا،ولنتسابق للخيرات من أول أيامه،وعدت يارمضان ،شهر التوبة والمغفرة, شهر الرحمة والعطاء, شهر الطاعات, شهر به ليلة هي خير من ألف شهر،هذا العام

يهل علينا رمضان في حر الصيف ليصبح أكثر صعوبة ومتعة,وليكون الصيام فيه جهاداً،وإنما نشعر بفرحة الإفطار،رمضان ليس شهر لطلب المأكولات الخاصة,وليس شهراً للنوم,أو أخذ

إجازة من العمل,بل هو شهر العمل الصالح،وإلا فكيف لنا أن نشعر بالصيام،رمضان شهر الخير,شهر القرآن والإحسان,ديننا دين حنيف وعريق, فلنعش تعاليمه وقيمه,ولنكن خير أمة

أرسلت للناس, ولنجعل من رمضان شهر طاعة وعبادة لا شهر سهرات وحفلات ومسلسلات,لنتذكر دوماً أن لنا العمل في الدنيا وثواباً في الآخرة،

يارب بلّغنا رمضان ونحن في احسسن حال،لا فاقدين ولا مفقودين،وأعنّا على صيامه وقيامه وتلاوة آياآته شهر القرآان والمغفرة والرضوان،اللهم اجعلنا بذلك الشهر من اهل التقوى والصلاح،وفقنا الله لحسن استقباله،وأعاننا الله فيه على طاعته وحسن عبادته،
اسال الله ان يبلغنا رمضان وان يجعلنا فيه من القائمين الصائمين الذاكرين العتقاء من النار.