تبدأ بـ 100 ألف وتصل إلى 500 ألف ريال
سعر الفرد وصل 500 ريال والكوشة 40 ألفاً والطقاقة حسب الشهرة
الدوحة – الراية:
شهدت قاعات الأعراس خلال الفترة الماضية حجوزات بالجملة في موسم حفلات الزواج، حيث تراوحت أسعار الحجز ما بين 100 ألف إلى 500 ألف ريال، حسب فخامة القاعة وأسعار الخدمات المقدمة في حين تصل تكاليف إحدى الصالات في الدول المجاورة إلى 7 و12 ألف ريال، وبالطبع هذه الأسعار ترهق الشباب وتزيد من معاناتهم ويظل يسدد فاتورة زواجه للبنوك إلى ما بعد الزواج بسنوات.
ويوجد في الدوحة 18 صالة وقاعة للعرائس وكلها مرتفعة الإيجار بالمقارنة بالدول المجاورة التي تقل بنسبة 60% عن الدوحة وأرجع مدير إحدى صالات الأفراح أسباب الارتفاع هذه في تجهيز الكوشة والكراسي والطاولات والورد والتصوير بخلاف الخدمة المقدمة، ويتم حساب التكلفة حسب عدد الأفراد ومساحة القاعات، حيث تبلغ تكلفة الفرد 500 ريال في إحدى القاعات التي تتسع لنحو 500 فرد، مقابل 200 و300 ريال للفرد في قاعات أخرى أقل مساحة، وتشمل تلك التكلفة أجرة تأجير القاعة والبوفيه المفتوح.
وتقدم قاعات أخرى أقل مساحة أسعاراً أقل تتراوح ما بين 70 و 170 ريالاً للفرد، فيما يؤكد مصممو ديكورات الأعراس بأحد الفنادق الكبرى أن هذه الأيام تشهد ضغطاً كبيراً بالنسبة لمصممي ديكورات الحفلات حيث تتزايد الطلبات على تصميم الديكورات، خصوصاً كوش الأفراح التي تتراوح أسعارها ما بين 5 آلاف إلى 40 ألف ريال!
التجهيزات التي يعتبرها الكثيرون من الضروريات تشمل دعوات العرس وقاعة العرس التي تضم العديد من الترتيبات مثل الديكور والضيافة وأنواع الأطعمة وأغاني الزفات الخاصة والتصوير وفتيات الأمن وفرق الطقاقات التي تحيي المناسبة لساعات متأخرة من الليل، حيث تتباهى الفتيات فيما بينهن باسم الطقاقة التي سوف تحيي فرحها، بالرغم من ارتفاع أسعار الطقاقات والتي تتراوح ما بين 5 آلاف ريال للمبتدئة، وتصل إلى عشرات الآلاف للفنانة أو الطقاقة المعروفة.
ارتفاع تكلفة إقامة الأعراس قضية خطيرة يعتبرها البعض من أهم أسباب تأخر زواج الشباب وارتفاع نسبة العنوسة للفتيات، ويرجعها البعض إلى سعي الأسر والشباب إلى التقليد، والتباهي بتكلفة إقامة العرس، حيث يتباهى البعض بأن كلفة ليلة العرس فقط تكلفت أكثر من 500 ألف ريال، ويتباهى آخرون بعدد المدعوين وكبار الشخصيات التي حضرت الفرح، وبعد عدة أشهر يشتكي هؤلاء من مشاكل القروض التي تراكمت عليهم بسبب إقامة تلك الأعراس.
أكد أن تكاليف القاعات أقل من الخيم .. جويد عثمان:
حفلات الزفاف الأسطورية تتكلف الملايين
يقول جويد عثمان مدير قاعة الجيوان – الدانة : تتسع قاعة الجيوان لحوالي 600 شخص ويتراوح سعر الشخص الواحد حسب نوع البوفية بمبالغ تبدأ من 190 وتصل إلى 300 ريال، في حين يتكلف الشحص 210 ريالات في حال خدمة العشاء العائلي.
وأضاف: الأسعار ليست مرتفعة إذا كان عدد المدعوين قليلاً، كما أن الشكوى من الأسعار سببه ارتفاع تكلفة المعيشة بشكل عام، أما تكلفة إقامة الأعراس فتحدد حسب إمكانية صاحب الدعوة الذي بإمكانه اختيار القاعة التي يقوم بإقامة عرسه فيها، خاصة أن القاعات في قطر متنوعة وتلبي احتياجات كافة القطاعات والفئات.
وأشار إلى أن هناك الكثير من القاعات تعلن أسعاراً مرتفعة ومبالغا فيها مقابل تأجير القاعة وتكاليف العشاء فقط خلافا لديكورات الكوشة التي تصل إلى 40 الف ريال فيما يفضل البعض الاتفاق مع مكتب خاص للديكور لتصميم الطاولات والكوشة مقابل مبلغ يصل إلى 200 الف ريال!.
ويقول: هناك العديد من المواطنين يرصدون ميزانية ضخمة لإقامة الأعراس، ويطلبون خدمات إضافية، وأحيانا يصرون على تغيير الطاولات والديكورات وطلب أنواع محددة من المأكولات والمشروبات، فمثلا اليوم نستعد لحفل زفاف كبير، وقد تم دفع 70 ألف ريال كإيجار للقاعة وللعشاء فقط وهذا يتضمن الخدمة وتقديم المشروبات، في حين قامت عائلة العريس بإحضار 40 طاولة وصلت تكلفة كل طاولة إلى 2500 ريال، خلافا لكعكة العرس وتكلفة التصوير بالفيديو وغيرها من التجهيزات التي سيتم دفعها والتي تصل إلى مبالغ طائلة.
ويشير إلى أن كلفة إقامة الأعراس في الخيام بعيدا عن القاعات يصل إلى مبالغ أكبر، حيث يصل إيجار الخيمة إلى 40 ألف ريال، أما الولائم فتصل قيمتها إلى أكثر من 200 ألف ريال، وبإضافة باقي مستلزمات العرس من مشروبات وكلفة التصوير والفرق الفنية، وخيمة للنساء بما تتضمنه من مستلزمات يصل المبلغ إلى نصف مليون ريال.
ويؤكد أن كثيرا من الأعراس تشهد بذخا فوق العادة وتتجاوز تكلفتها أكثر من 500 ألف ريال، لافتا الى انه في إحدى المرات قام شاب بحجز قاعة العرس مرتين بتواريخ مختلفة يفصل بينها 4 أشهر فقط ليتزوج من فتاتين، كما يقوم بعض الشباب بالاتفاق مع مكتب خاص للإشراف على الديكورات والتصوير بشكل تقني مثل الأفلام التسجيلية، وباستخدام مؤثرات للضوء والصوت والألعاب النارية، وكلها أشياء تضاعف كلفة إقامة العرس.
ويقول: الظلم لا يقع على المرأة فقط، فقد تظلم العروس عريسها بكثير من الأحيان حيث تم إلغاء زفاف أحدهم قبل الموعد المحدد بأيام، بعد ما قررت العروس فجأة وبدون سابق إنذار بالانفصال عن خطيبها رغم دفعه للمبالغ الطائلة لتحضير حفل زفافه ومع ذلك لم يقم العريس بإلغاء الحفل وإنما قامت والدته بخطبة فتاة له في إحدى الحفلات وتم الزواج بعد أيام قليلة، لافتا الى انه في حال إلغاء الحجز يتم رد مبلغ العربون للحاجز إذا كان الإلغاء تم قبل أكثر من شهر من موعد الحفل، أو إعادة نصف المبلغ في حال إلغاء الحفل قبل ذلك.
غير ربحية وتتبع البلديات وتنافس الفنادق
لماذا تأخر مشروع قاعات الأعراس الاقتصادية؟
الحنزاب: غياب التنسيق وراء تعثر تنفيذ المشروع
ارتفاع أسعار قاعات الأعراس دفع المجلس البلدي إلى البحث عن حل لمواجهتها، حيث دعا لإنشاء قاعات أعراس بأسعار مخفضة لمساعدة الشباب على الزواج خاصة .. لكن ماذا حدث لهذا الاقتراح ولماذا لم يرَ النور حتى الآن ؟
يقول سعود عبدالله حمد الحنزاب " رئيس المجلس البلدي المركزي لـ الراية الاسبوعية : إن مشروع إنشاء قاعات أعراس اقتصادية تكون تابعة للبلديات المختلفة اقتراح شهد تجاوبا من المجتمع منذ عرضه للمناقشة قبل عدة سنوات في المجلس البلدي، لكنه لم يحظَ بالمتابعة اللازمة، لذلك سنسعى لطرح الاقتراح مرة أخرى للمناقشة داخل المجلس البلدي، وبالتنسيق مع الجهات المعنية لبحث آليات التنفيذ ووضع الميزانية اللازمة ليرى الاقتراح النور قريباً.
وأضاف: إنشاء قاعات للأعراس تكون تابعة للبلديات المختلفة اقتراح ساهم إلى حد كبير في خفض تكلفة تأجير قاعات الأعراس في الدول المجاورة، بحيث يدفع المواطن ما بين 5 إلى 10 آلاف ريال فقط لتأجير القاعة، وتحدد تكلفة باقي المستلزمات بالاتفاق مع الزبون، لذا نعمل على أن نقتدي بهذه النماذج بهدف تخفيف العبء على المواطنين لاسيما بعد مشاكل الصالات المحتكرة والفنادق التي تُؤجر قاعاتها بأسعار عالية جداً.
ويؤكد محمد شاهين راشد الدوسري عضو المجلس البلدي المركزي أن اقتراح إنشاء قاعات أعراس خاصة بالبلديات وجد صدى كبيرا لدى الشباب عند طرح الفكرة، لكن لم يحدث التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية لوضع آليات كاملة لتنفيذ المشروع، لذلك أناشد كافة الجهات المعنية لتوفير الأراضي اللازمة، وإنشاء تلك القاعات على مساحات واسعة لتنافس القاعات الموجودة، فضلا عن ضرورة دعم الهيئات والمؤسسات الخيرية لهذه الفكرة للتخفيف من معاناة الشباب المادية والتي تستمر عدة أشهر بعد الزواج لتسديد القروض التي حصلوا عليها من البنوك لإقامة أعراسهم.
وأضاف: إذا نظرنا إلى الدول المجاورة كالسعودية مثلا نجد أنهم خصصوا قاعات ذات مساحات هائلة لإقامة الأعراس مقابل رسوم منخفضة للإيجار، ومبالغ أخرى لمستلزمات الاحتفال أقل بكثير من مثيلاتها في الفنادق والقاعات الخاصة،، لذا نطالب ألا يتجاوز إيجار قاعات الأعراس 30 ألف ريال فقط شاملة البوفية الذي يتسع لنحو 100 مدعو، لأن مثل هذه المشروعات غير ربحية وتسعى لتحقيق أهداف اجتماعية، أو تلقى دعما خاصا من الدولة والجهات الخيرية.
ويشير إلى أن تكلفة الزواج أصبحت باهظة، وتشمل توفير مسكن للزوجية، ودفع المهر والشبكة، وهي تكاليف تفوق مقدرة أي شاب حديث التخرج، ما يدفعه إلى الاستدانة والحصول على قروض من البنوك، تظل آثارها السلبية عدة سنوات بعد الزواج، وقد تسبب العديد من المشاكل الاجتماعية للمتزوجين حديثا قد تدفعهم للطلاق.