المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارين
لله درك ولا فض فوك والله يجزاك خير على هذه المقالة الرائعة
وأما عني والنظام فأنا من المحافظات عليه وأحترمه ولا أخرج عنه .. وأتضايق جدا من الذين يخالفونه ..
إلا في الحالات الاستثنائية الاضطرارية التي تستدعي منهم التجاوز .
والحمد لله صارت الأمور هنا والظاهرية لنا أحسن بكثير من السابق والناس أصبحوا واعيين للنظام واحترامه ..
فتجد الطوابير منهم وهم مصطفين بالدور إما في المستشفيات أو البنوك والجمعيات .. ولا تجد أحدا يتجاوز بدوره أحدا غيره أو يخل بالنظام ..
إلا في الشوارع فتجد الفوضى كلها وحدث لا حرج عن تجاوزات بعض السائقين ..
ودول الغرب مع إنها دول مجرمة وظالمة ومنحلة دينيا وأخلاقيا إلا إنها دول نظامية وأهلها يقدسون النظام أكثر منا نحن العرب ...
تذكرت مقالة قرأتها للطنطاوي بعنوان احترام النظام عند الغرب .. يقول فيها :
حَدَّثَني رَجُلٌ كَبيرُ القَدْرِ صَادِقُ اللّهجَةِ قال: كُنتُ في لندنَ، فرَأيتُ صَفاً طَويلا مِن الناسِ يَمشي الواحدُ مِنهم على عَقبِ الآخر مُمتداً مِن وَسَطِ الشارعِ إلى آخرهِ، فسألتُ فقالوا إنَّ هذا مركزُ توزيع وأنّ الناسَ يَمشونَ اليهِ صَفاً كُلّما جاءَ واحِدٌ اخَذَ آخرَ الصفِّ فلا يكونُ تزاحمٌ ولا تدافع ولا يَتقدمُ احدٌ دورَه ولو كانَ الوزير ولو كان أمامه الكنّاس وتلك عادتُهم في كُلِّ مكان على مدخل الكنيسة وعلى السينما وأمام بائعِ الجرائدِ وعندَ ركوب الترام أوصعودِ القطار .
قال: ونظرت فرأيتُ في الصفَّ كَلباً في فَمِهِ سَلَّةٌ وهو يمشي مع الناس كلما خَطَو خُطوَة ..
خطا خطوة لايُحاولُ أنْ يتعدى دورَه أو يَسبِقُ مَن أمامه ولا يَسعى مَن وراءه لِيسبِقَه ولا يجدُ غضاضةً أنْ يمشي وراء كلبٍ مادامَ قَد سَبَقَهُ الكلبُ .
فقلتُ ما هذا ؟
قالوا كلبٌ يُرسِلُهُ صاحبه بهذه السلّةِ وفيها الثَّمَنُ والبِطاقةُ فيأتيهِ بنصيبهِ مِن الإعاشة.
لَمّا سَمِعتُ هذه القصّةَ خَجلتُ مِن نفسي أنْ يَكونَ الكلبُ قَد دخلَ النظامَ وتَعلّمَ ادابَ المجتمعِ ونَحنُ لانَزالُ نُبصِرُ أناساً في أكملِ هيئةٍ وأفخم زيٍ تَراهُم فَتَحَسَبُهُم مِن الأكابرِ يُزاحِمونَكَ لِيصعدوا الترامَ قَبلَكَ بعدما وضَعَتَ رِجلَكَ على دَرَجَتِهِ … أو يَمُدُّونَ ايديَهُم مِن فوقِ رأسِكَ إلى شُبّاكِ البريدِ وأنت جِئتَ قَبلَهُم وأنتَ صاحِبُ الدورِ دونَهم… أو يقفزون ليدخُلوا قَبلك على الطبيبِ وأنت تَنظُرُ مُتألماً لِساعتين… وهم إِنّما وَثَبوا مِن البابِ إلى المِحرابِ .
خَجِلتُ مِن رجالٍ لَمْ يتعلموا الانتظامً الّذي تَعلَمَتُهُ الكلابُ !!
حياج الله اختي ارين ،،
ماذكر عن الالتزام بالنظام حاليا به من الصحة الشئ الكثير ، فالوضع اصبح الان مختلفا عما كان عليه الوضع بالسابق ، ربما لزيادة الوعي لدى الافراد باهمية النظام واهمية اتباعه للوصول الى الحاجات والاهداف بالسرعة القصوى .. وربما لان مالم يتم الالتزام به بالرضا ..وجب الالتزام به غصبا ..!
الغرب لديهم الكثير من الافعال مرتبطة ارتباطا شديدا بتعاليم الاسلام وان لم يكونوا مسلمين ، وهو دليل على ان تاخر الامة الاسلامية ليس بسبب الاسلام بتاتا بقدر ماهو بسبب التنصل من تعاليمة وتطبيق مبادئه التي لا يكون وراءها الا الخير الكثير بكل تاكيد ..!
لك كل الشكر اخت ارين على تعقيبك ..وعلى مشاركتنا بتلك المقالة الرائعة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ،،