صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 38

الموضوع: مذكرات سائق تاكسي مطار الملك عبدالعزيز بجده

  1. #1
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498

    مذكرات سائق تاكسي مطار الملك عبدالعزيز بجده

    الوقــت يشــير للســاعة الثامنــة والنــصف مســاءً الموقع أبحر الشماليــة بمدينـة جدة , البحر النـاس في هدوء تمر السيارة وثم يتلوها بعد حيـن سيـارة أخــرى , يوم الإثنين يكون منتصف الأسبــوع وقلما تجد حركــة كثيــرة في مثل هذا الموقــع الوضع طبعاً يختلف يومي الأربعاء والخميـــس .

    هنا معي في هذه الجلســة الرائعــة صديق قديم للتو ينتقل لجدة من المنطقــة الشرقيــــة أكواب الشاهي لا تنقطع الضحك السماء والبحر كلها تشكل لك سيموفونيـة من نوع خــاص في مثــل هذه المواضــع يجد الإنســان وخصوصاً مع صديق حقيقي فرصــة منـاسبــة لإزاحــة بعض ما ينهــك الصدر من أثقــال , تنهيدة قبـــل الحديث , وبسمــة تعلو محيــا صديقي , بعد أخذ ورد في صلب الموضوع , قال : كم لديك من مبــلغ , إذاً يوم الغد سوف ننطلق للمعــارض , هكذا أنتهت هذه الجلسـة الجميــلة , عصر اليوم التالي مرني بسيـارته ثم أنطلقنا لوجهتنا معارض السيارات , تقع في الجزء الجنـوبي من مدينة جدة مكتظة بالبشـــر , لا يمكن لإحد أن يمر دون أن يوقفه أحد ويذكر له الكلمــة الدارجــة ( السيــارة للبيع يا طيب ) يرمي أحدهم بجسده كاملاً أمام السيارة ليوقفك ويسألك هل السيارة للبيـع يضحي من أجل ماذا من أجل أن يقتات ( الحقيقة أن العمل كيفما كــان شرف والصدق أن الريال الي تلاقيــه بعرق جبينـك راح يكون له طعم غيـر ) وصلنــا وجهتنــا , سألنا فوجدنا نوع السيارة المطلوبــة ( h1 هونداي من نوع فــان 9 ركـاب ) أشــترينا السيـارة , صديقي له خبـرة فهو أحد سائقي التاكسي بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة , جهز السيـارة وكان هنـاك تعب شديد في موضوع إجراء إنهاء سيـارة كأجــرة الوضع مختلف تماماً عن شراء سيـارة خصوصــي .

    الخطــوة التاليــة هي البحث عن منفذ للدخول والعمل كسـائق تاكسـي في مطار الملك عبد العزيز بسيارتنا الجديدة , توصلنا أخيراً وبعد جهـد جهيـد لتصريح المطـار الذي يفرض عليك دفع رسوم قدرها آلف ريــال مع أجرة أتعــاب قدرها 100 ريال إذا أنت ملزم بدفع مبلغ 1100 ريال لرئيس المرحليـــن ( يتكرر هذا المبلغ كل سنــة هجرية من شهر محرم ) المسؤول هنــاك وهو ســائق تــاكســي قديم أصبح كبير المرحليــن وأصبح قائد لمواقف تاكسي المطـار بعد أن كان هنــاك شخص سابق له يقال بإنه أجرم بحق سـائقي التــاكسي , يعيب كبير المرحليـن الحالي أنه كثير الصــراخ وكذلك يعيبه أنه دائم الذكر بالنــقص لمن سبقــه من منظميـــن كذلك يطري نفســه بما ليس أهلاً له يتحدث وكأن المطـار بما حوى له لا تسأل عن شهادته أو دوراته التدريبية إنه سائق تــاكسي قديم فقط يتحصل نظيــر ما يقوم به من أعمال مبالغ من السائقيـن سوف يأتي ذكرها .

    خليط من البشــر سـائقي تاكسي المطــار قبائل متنوعة أغلبهم من مطيــر وسليم شباب كالورد يسهر ويشقى , بعضاً منهم على درجة عالية من التعليم وبعضاً منهم على درجة عالية من الجهـــل , وكما يقال أخلاق سواقيــن هذه الكلمــة صحيحة لحدٍ كبيــر فمن خلال تجربتي وجدت أن هنــاك أخلاق سيئة لبعض سائقي التــاكس وحيل ومكر لدى البعض الأخــر , ليس مهماً حالهم وليس مهماً ما هم عليه من نمط ثقافي أو فكــر الأهم أن الغالبيـــة منهم مرتبطيـن بعمل حكومــي حالهم حالي وغالبيتهم من القطـاع العسكري و منهم من يعمل بوظائف إداريــــة وأخرين تخصصية وبعضاً منهم في سلك التعليم وأخريــن عاطليــن ينتظرون فرصهم الوظيفيـــة ( شباب طموح دخولهم للمطار وعملهم كسائقي تاكسي هناك أصبح يمثل هاجــس غير عادي للقدامــى من السائقيــن ) وقد تتسأل لماذا سأقـول لك إن دخل تــاكســي المطــار يعادل راتب موظف حكومــي بالمرتبـــة السادسة أو السابعة فما فــوق وخصوصاً من لديهم سيــارة ( h1 )

    قبل أن أختم هذه الحلقـــة سأشــرح كيف يتحرك التكسي من الموقف حتى صالة القدوم وكيف يرتبط الجميع بمنظومـة محددة وبرتكول لا يسمح بتجاوزه إلا في حالات , المواقف تقع قريباً من الشحن الجوي في الجزء الجنوبي الشرقي من المطـار في نفس مدخل المكتب التنفيذي لكبـار الشخصيــات هنــاك مجموعة من الغرف في الربع الأخير لموقف يتسع لإكثـر من 500 سيــارة وينقسم لجزئيـن جنوبي وفيه ست مسـارات وشمالي وفيه 22 مســار تقف السيــارات في المسـار الواحد تباعاً خلف بعضها البعض وهنــاك شخص يقوم بتسجيـل أرقام لوحـات السيــارات يرسلها لمسؤول يكون على بوابة دخول السيارات لصالة القدوم وهكذا لا تجد سيارة لا ترتبط بالمطـار مهما حدث إلا إذا وجدت بعض التجاوزات وهي تحدث , يدفع كل سـائق تــاكسي وعددهم 600 مبلغ شهري قدره 150 ريـال لكبير المرحليــن والذي يقوم بدورة بدفع رواتب للمرحليـــن تجدونهم عند الأبواب ينادون على الراكب إذا ما رغب في سيـارة أجرة نظــاميــــة .... ( أكبــر هاجــس لسائقي تاكسي المطــار هم اؤلئك الخصوصي أو ما يسمون بالكدادة فهم يكسرون الأسعـار والكدادة ليسو مقتصرين على السعوديين فحسب فهنــاك كدادة من جنسيات عربيـــة بمرأى وتحت علم مرور المطــار .

    هنــا سوف أقف لإتنفــس وسوف أكمـــل بإذن الله سوف أسرد لكم قصص وحكايات غريبة عجيبة عايشتها بنفســـي وربمــا ستجدون المتعــــة في هذا الموضوع وربما ستجدون الكثير من العبــر .

    (( منقول للامانه ))

    -----------------------------------------------------

  2. #2
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه الاولى ( 1 )

    الساعــة الثامنـــة مساءً من شهر رمضــان الكريم الطريق خاليـــة العدد ثمانيـــة أم عمر تركب بجواري وقد تعجبت منها في هذا التصرف وزال العجب حين علمت أنها إيطاليـــة تقصد بيت الله الحرام الطريق من مطار الملك عبد العزيز إلى مكــة يستغرق في الظروف العادية ساعة , أم عمر إمرأة في الأربعيــنــات من العمر تتحدث العربية بطلاقــة مفرطـــة ينادونها بالسنيورة , قالت العفو منك أخي الكريم كم تستغرق رحلتنا لمكــة فقلت تقريباً عشر دقائــق ( كنت أمازح من يسألني هذا السؤال وكنت وقتها أعلم أنها لا تملك خبــرة ببعد المســافة ولا بظروف الطريــق سألتها ولما السؤال قالت مشتاقة لبيت الله , هذه اللحظــة شعرت بقشعريرة تسري بجسدي , أم عمــر المســافة إلى مكــة تقريباً مائة كيلو نظرت نحوها وإذا هي تجهش بالبكــاء وقد ميزت هذا من بريقاً ظهر في عينيها , لباسها أبيض وحجابها على المذهب الشافعي , أم عمر لما لم ترتاحي في المقاعد الخلفيـة فهي أكثر رحابة وأكثر راحــة لماذا أنتِ في المقعدة الأماميـــة ردت وهل تتضايق أخي من هذا قلت أبداً لا يضايقني مجرد سؤال فقالت حكايتها .

    تقول أعمل من عشرين عام وفي كل مرتب أتحصــل عليه أدخر مبلغ محدد لهذه الرحلــة من عشرون عاماً مضــت وأنا أحلم بهذه اللحظــات عشرون عاماً وأنا مشتاقة لرؤية بيت الله العتيــق أرجوك زد من السرعــة أثناء حديثها كانت كلمــا لمحت محطــة بنزين ومحطات البنزين في طريق جدة مكــة متزينة بنور ساطع للدلالة عليها كانت تقول كلما لمحت النور هل هذا الحرم فأقول لها لا ليس بعد , أستغرقت في الحديث من جديد وبين حكاية وحكاية تقول هل هذا الحرم , كنت في نفسي اسأل كيف سيكون شعورها حين تدخل من باب السـلام أو باب الملك عبد العزيز , سبحــان الله العظيــم أنا قريب من الحرم ولم أزره مرة قبل أربعة أشهر وهذه من عشرون عام وهي تقطع من راتبها مبلغ لتزور بيت الله الحرام , بعد نقطة تفتيش الشميسي سيكون على يمينك مسجد وهناك طلوع خفيف حين تصل للربع الأخير منه سوف ترى ساعة أبراج البيت , حين وصلت لهذه النقطــة نظرت نحو أم عمــر وإذا بدموعها تتساقط على وجنتيها كنت حينها أتمالك نفــسي حتى لا أنهــار فالموضوع بالنسبة لي مؤثــر جداً وخصوصاً أنها تتحدث بصوت متقطع وفيه سحنة بسمة حزينة . أم عمر الحرم يقع عند هذه الساعة بالضبط وصلت لإول شارع الستيــن ثم لطلعة تسمــى بطلعة الحفاير قبل الحرم بنحو مئتي متــر تقريباً كان الهدف برج زمزم أحد فنادق أبراج البيـــت . حين لمحت الحرم بإنواره الساطعــة وضعت رأسها على طبلون السيارة وأخذت تبكي بكاءً شديداً حالها يشبه حال من فقدت طفلها الذي رزقت به بعد عقم سنين طويلــة بكت ولم أتمالك نفسي سقطت من عيني دمعــات أتوقعها رأفة بحالي أو ربمــا شفقةً على أم عمـــر ومن معها حيث تركو أهليهم ورحلو من إيطاليــا إلى مكــة من عشرين عام وهم يجمعون كل يورو يتحصلون عليه لهذه الزيــارة .

    قررت الحقيقة أن أوقف السيارة وأنزل مع أم عمــر الوقوف ليس بالأمر اليسير قريب الحرم ولكني ذو نفوذ مع بلطجية الحرم والذين سوف يأتي ذكرهم في التالي أوقفت سيارتي ونزلت مع أم عمر أحمل لها حقائبها حيث أنها لم تسأل فيها فبمجرد وقوف السيارة فتحت الباب وتحركت نحو الحرم أخذ من معها الحقائب ورحت معها للحرم وحين وقفت في باب الملك عبد العزيز نظرت نحو الكعبــة وتصلبت لثواني ثم جثت على الأرض وأخذ تبكي من جديد وتدعو بشكل سريع وتعتذر ( أعتذر منك يا الله ) .

    تركت أم عمر وعدت لسيــارتي وتحركت نحو المطــار من جديد ليأتي يوم جديد بحكــاية جديدة ستكون ربما عن الساحرة التي رغبت في عقد أسحارها في الحرم أو ربما تلك الممثلة التي أوصلتها لمكانٍ سحيق بعيد أو ربما لفتاتين سعوديتين أدتى العمرة بمفردهما أو ربما اتحدث عن حرامية الحرم , او عن من يبيع المعتمرين , وغيرها من العجائب والغرائب فأنتظروني .

    (( منقول للكاتب : لهب الجليد ))

  3. #3
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه الثانيه ( 2 )

    تقدم ذلك الشــاب نحو وسألني أن أوصله لبيت الله الحرام , من عادتي أن أذكر السعر حتى لو لم يسأل الراكب عنه حتى يكون على بينة من الأمر فتكلفة المشوار إلى مكــة في رمضــان 250 ريال جاوبني بالموافقـة وأخذ ينادي في العائــلة التي معــه , من عادتي أيضاً أن أنزل من السيارة في حال ركوب العائــلات إلى السيــارة , بعد أن أنتيهنا وكنا على إستعداد للإنطلاق تقدم ذلك الشاب بالمبلغ المتفق عليه فأرجعته له , حين نصــل إلى الهدف سوف أخذه , كنت أعتقد بإنه سعودي إلا أننا و في الطريــق لمسـت من اللكنــة أنه خليجي وليس بسعودي , غالباً ما يسأل الركـاب عن كارثــة جدة وكيف كانت وأهم الأحداث التي صلت جراء السيول التي كشفت عورة العروس كنت أرد عليهم بذوق رفيــع وبكلمـات بسيطـة , أوضح لهم القدرية في الأمر والطبيعة المناخية لمدينة جدة التي تغيرت مؤخراً , وكذلك بعض الحكايا المؤثـرة , الطريق حقيقة طويــل ويحتــاج منــي لإستراتيجيــة معينــة للحفاظ على سلامتي من الناحية النفسيـــة لهذا السبب فتحركي يكون بهدوء تام وسرعتي محددة , وحتى لا يشعر الركاب بالملل أحضــرت معي ما يقارب العشرين cd متنوعـة , قصص أنبياء عظات وعبــر تلاوات وخصوصاً للشيخ أدريس أبكــر ولقارئ صغير أسمه يـوسف كالو الحقيقة أحدد أحياناً سورة يـوســف عليه الســلام فهي السورة التي أسميها سورة الفرح والسعادة كل أحداثها تحولت في نهايتها لإحداث سعيدة هذه السورة أعشقها بشكل غير عادي , وكذلك سـورة مريم والتي أسميها بسورة الحنــان والحب , حتى آياتها رقيقة وحنونه على اللسان جرب ذلك لتشعر بما أقول .

    كان الطريق مزدحم جداً مما أنهى سورة يوسف عليه الســلام كاملــــة ولم نصل مكـة المكرمـــة بعـد , أخذ أحد الشابيــن يتحدث بلطف شديد فقال أنه من الإمــارات حدثني عن عشقهم للشيخ زايد رحمه الله , شعب الإمــارات وفق خبرتي في تاكسي المطــار شعب لطيف للغاية ودود محب للسعودية بشكل غير عادي لا أعرف إذا كان الشعور متبــادل بين الشعبيـن إلا أنه بالنسبــة لي متبــادل فأنا أحب شعب الإمــارات وأحترمهم جداً فلديهم صفاء ونقاء داخلي ورقة في القلب غير عاديـــة , سألني ذلك الشــاب عن الزحــام وكيف سوف ينتهي ومن هذا القبيــل , تحدثت أحد الفتيات من الخلف وكانت على ما يبدو عالية الثقافة سألت عن مشروع أبراج البيت وهل سوف يزال فندق دار التوحيــد أم لا , جاوبتها , وفي الأثنــاء أقتربنا من وجهتنــا , سكنهم كائــن في أبراج الصفــوة الوقت لا يسمح بالدخول لباب الفندق الحل الوحيــد أن يتم إنزالهم في أنفاق أبراج البيت ليستقلو بعدها السلالم الكهربائيــة صعوداً ومن ثم يتوجهون لإبراج الصفــوة , قبل نزولهم سألوني كرت أو رقم جوال ليتصلو حين رجعتهم , بعد تقريباً ثلاث أيــام رن هاتفي وإذا بها أحدهــن ذكرتني بالأحداث وبهويتهم فتذكرتهم , طلبتني أن أعيدهم وذكرت أن رحلتهم الساعــــة الخامسة عصراً ورغبت في معرفـة الوقت المنــاسب للخروج من الفندق كنت دائماً أعطي للظروف وقتاً خاصاً فقلت المناسب الساعة الواحدة ظهراً , حين الوقت المحدد ركبو معــي وفي وجوههم بؤس غير عادي أحد الفتيات تبكي سألت الشاب عن السبب فقال إنها تبكي لفراق الحرم , سبحان الله .

    طلبــوني أن أنتظر ذلك لإنهم طلبو من الفندق أن يحضر لهم ماء زمزم , أحضر المندوب عشر جراكل ( من مشروع خادم الحرمــين لسقيا زمزم ) سألو عن السعر فقال لهم المندوب 750 ريال طبعاً ذهلت جداً من المبلغ ولكني لم أتحدث سألني أحد الشابين هل السعر منطقــي كان ردي أنتم طيلة الفترة التي بقيتم فيها هنــا تشربون ماء زمزم مجاناً فقال وما المعنــى قلت المعنــى أن المشروع هنــاك على بعد كيلو متر واحد فقط والجركل هنــاك بخمس ريال .

    تركو المندوب الخاص بالفندق مع جراكل ماء زمزم وإنطلقنا نحو مشروع خادم الحرميـن الشريفين لسقيا زمزم الكائن بكدي أوقفت السيارة ونزلت منها وأخذت لهم عشر جراكل بـ 50 ريـال إنطلقنا نحو وجهتنا مطار الملك عبد العزيز وفي الطريــق أخذو يتحدثون بشكل أكثر أريحيـــة من قبــــل فسألتني أحد الفتيـات عن مقبرة أمنــا حواء وهل من الممكن أن نزورها , سألتها وليش تزورون مقبرة أمنا حواء فقالت لإن هنـاك من يقول أنها قبرت فيها ولها قبر طوله ستون ذراع ( مقبرة أمنــا حواء مقبرة يدفن فيها المسلميــن عامة تقع في منطقة تسمى البلد قريبة من دوار أسمه دوار البيعـــة , قريبة من وزارة الخارجيـة ) تبسمــت وكنت أعتقد أنها تمزح فقلت لهم هنــاك أمر أشد روعة من مقبرة أمنا حواء فقبر في الأرض طوله ستون ذراع لا يوجد له معنـــى سوف أريكم سيكل أبونا آدم عليه الســلام ( وكنت أعني دراجـة ضخمــة توجد في حي الفيصلية بجدة تقع في منتصف دوار يسمى بدوار الدراجــة ) توقعت هنــا أن يتبسم الجميــع إلا أن الذهول أصــابهم فقالو ناشدناك الله أن ترينا دراجة سيدنا آدم عليه الســلام , التزمت الصمـت حتى أرى الأثـر لقد ذهلت حين وصلنا لدوار الدارجــة أخذ الجميـع يصـور ويهلل ويكبــر فقلت يا جمــاعة ,,, قالو كيف لا وهذا سيكل أبونا آدم عليه الســلام فقلت أمزح معكم أخذتهم الحيـرة كيف تمزح قلت أمزح نعم توقعت أن قبر أمنا حواء مزحه أيضاً لإنه بصراحة لا يوجد قبر طولة ستون ذراع في المقبــرة ولم أسمع بهكذا أمر , لكن سوف أحدثكم بحديث مهم فحدثتهم عن القناعات وكيف تأثر فينا وفي سلوكنــا وكيف يجب أن نكون حريصين على إنتقاء القناعات التي تنفعنا ولا تضرنـــا إنطلقت نحو المسجد المزار والذي يقصده الأندونونسيين رأوه بأعينهم وقلت لهم أن لدى المعتمرين الأندونونسيين قناعة تقول أن من حج أو أعتمر ولم يزر هذا المسجد والذي بني على نفقة أحد المحسنين لا تقــلل منه حجته ولا عمــرته .

    فأكدو لي بإن من قال لهم بمقبرة أمنــا حواء كان سائاق تــاكسي ركبو معه في زيارتهم الماضية لمكــــة , أوصلتهم والبسمــة تعلو محيانا جميعاً سافرو للإمارات عبر الخطوط السعودية وبقيو في ذهنى ذكرى رائعـــة وبسمــة لا تفارقني وفي إعتقادي أنهم بنفس حالتي , حفظهم الله وبارك الله فيهم وتقبل الله منهم صالح العمــــل , وحفظكم الله تعالى جميعاً وإلى لقاء قريب بإذن الله .

    ربما أحدثكم في القادم عن الممثلة السعودية وحكايتي معها ( هواميــر الصحــراء )

  4. #4
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه الثالثه ( 3 )

    الســاعة تشيــر للعــاشــرة مســاء هذا موعد دخولي لصالة قدوم الركــاب في العادة لا نرد أحداً إينما كان وكيفما كان مشـواره الأهم أن يكون فيما بيننــا تراضي وإتفــاق في السعر مسبقاً , حتى لو مجاناً وأنا راضي لا يمنــع , حيــن تخرج من صالة القدوم تجد أمامك شارعين الأول للخدمات حفظ الله الجميــع ( سيــارات أســعاف سيارات إطفاء ) ثم رصيـف بعرض متريـن ثم شـارع تقف على طوله سيارات الأجــرة كنت في الربع الأخير من ذلك المســار بمعنــى أن موعد ركوب أحد الزبائن معي بات قريباً جداً يتميز مطار الملك عبد العزيز أنك ترى القادميــن عبر الزجـاج كانو كثر الذين يريدون مكــة ويتضح هذا من لبسهم للإحرام , بعد خروجك من الباب لو نظرت تجاه اليســار ستجد في نهايته فندق إسمه كروان أو كراون المطــار لا أفتكر الإسم تحديداً يمين الفندق هناك ما يشبه القبو تدخل منه لتخرج على المكتب التنفيذي لكبار الشخصيــات , ومواقف للمكتب التنفيذي .

    على حيـن غفلةٍ مني إذا بصــوت أنثــوي رقيق جداً يسألني ( أيــن أجد البوابة رقم 7 ) كنت حينها منشغل جداً بمراقبة الخارجين من الصالة رديت ونظري نحو الزجاج الكاشف عن القادميـن ومتى سوف يخرجون , البوابة رقم سبعة مش موجودة هنـا , ثم قالت بلطف وبنبرة تشير لحاجتها الماسة والملحـة لإن أعطيها بعض الإهتمام , طيب أخدمنــي يخوي , نظرت نحوهــا وإذا بها فتاة في الثلاثينات تقريباً من عمرها تسألني أن أجد لها البوابة رقم سبعــة لقد مرت على صف التكاسي من خلفي وتركتهم كلهم وتوجهت نحوي مبـاشرة , لا أعرف لماذا الذي أعرفه يقيناً أنه ربما قدر أراد منـي أن أكتب هذه الكلمــات , طلبتها أن تعطيني العنوان بالتحديد قالت والله يخوي أنا معرف شي ( لكنتها تشير إلى أنها من نجد ) توي طالعة من التنفيذي وواصله توي من الرياض وراجعه للرياض بعد ساعـــة والي يعافيك تســاعدني , طلبتها العنوان مرةً أخرى حتى اسأل المرحلين فهم خبراء بالعناوين قال أحدهم إن البوابــة رقم سبعــة ربما تكون في الصالة الشماليــة وذلك وفق بيانات الفتاة فهي تبحث عن شخص قادم من مصر عبر الخطوط المصــريـــة وهذا يشير وبقوة إلى أن الهدف سوف يهبط أو هبط في الصالة الخاصــة بالخطوط الأجنبيــــة , قالت بلطف شديد توصلني لهنـاك , قلت نعم تفضـلي ركبت خلفي مبـاشــرة , المشوار تلكلفته 70 ريال وفي الطريق وضعت مائة ريال على المقعد بجواري وقالت بكذا حيبقالك عندي 40 ريال لإنك حترجعنـي , أتجهت للصالة الشمــالية أجرت إتصالاتها , وإذا الموقع خطأ , أخذت الهاتف منها وتحدثت مع الرجل وقال أنه في صالة كبيرة وأن هنــاك إجراءات مشددة وأنه محرم عرفت تماماً أنه يقصد صالة الحجاج , أخبرتها أنه في صالة الحجاج إنطلقنا ثم أنتظرت أنتظرت ولا يبدو أن هنــاك أمل في خروج الرجل .

    أثنـاء الإنتظــار قلت لها رحلة العودة بعد نصف ساعة أو أقل ربما تفوتك الرحلة الحجوزات صعبــة جداً , إذا سمحتي ماذا تريدين من الرجل ؟ , قالت أكسسوارات أرسلت لي مع هذا الرجل من مصـر وأنا بحاجتها للمسلسل , تحاول هنا أن تلفت إنتباهي إلى أنها ممثلة , لم القي بالي لرموزها سألتها أن أرجعها للمطـار ثم أقابل أنا الرجل وأخذ الأغراض وأرسلها بالبريد أو مع أي مســافر للريــاض ضحكت , قالت لا بكرة الصبح عندي إجتماع عمـل مع المنتج , طيب أبقولك ترى ساعة الإنتظـار 70 ريال والحين فات أكثر من نصف ساعة قالت لا تهتم في المبلغ , الحقيقة لم أرتــاح , أثناء الإنتظــار قالت أنت بــاين ما عرفتنــي , للأسف لا , ذكرت أسمها فقلت عسى ما تكونين تطلعيــن في لاين سبـورت في إشـارة لعدم معرفتي بالمسلسلات جملة وتفصيــل بل لا أعرف قنــاة أسمها الخليجيـــة ولا أتــابع مسلسل أسمه هواميــر الصحراء أبداً , وأنني بحاجة لإنهاء هذا الوضع بشكل عاجل , أخذت تجري محادثة عبر الهاتف مع شخصية يبدو لي أنها مهمـــة في المسلسل وتطلبه تأجيل إجتماع الغد وأن رحلتها غادرت هذا بعد مضي أكثر من ساعة على وقوفنا في إنتظار الإكسسوارات .

    بعد ساعة ونصف الساعة خرج الرجل ومعه علبة قدمها للسيدة ثم طلبتني أن أنطلق نحو منطقة لإول مرة بحيـاتي أسمع بها مما أضطرني لسؤال سائقي التاكسي و المرحلين لا أحد منهم يعرف الموقع , أخذت جوالها وكلمت المرأة التي تطلبها الحضور وصفت بشكل دقيق وإذا به موقع في منطقـة خالية وبعيدة عن جدة تقريباً مائة كيلو , الليل الظلام وأنا سائق التاكسي وممثلة مرموقة , الشيطـان هنــا يلعب دور رهيب , سرت الهواجيس في عروقـــي وأخذت أضرب الإحتمالات التي ربما ترد , وفي الطريــق قالت لازم تتابع المسلسل يتحدث عن كذا وكذا وقصته كذا وكذا , بالي منشغـــل فيما سوف تأول إليه الأمــور , في هذه الأثنـاء لم أعرفها فعلاً ولست متيقناً أنها فعلاً ممثلة أو نحوه وليس همي كان همي وبكل صراحــة الحسـاب الذي أراه زاد بشكل كبيــر عليها قلت لها على حقيقة ما في صدري وأني أرغب في تنفس الصعداء الحساب كذا وكذا ردت بنفس رتم الرد الأول لا تهتم في موضوع الحســاب , حتى تصفى الأذهــان من كل هاجس أوضح أن تاكسي المطـار يدخل الصالة ومن ثم يخرج وهناك صورة لرقم اللوحــة بالوقت الذي دخلت فيه سيارة التاكسي للصالة فإذا ما فقد أحد أمراً ما ولم يميز سائق التاكسي كل ما عليه فقط أن يعطي تقديراً الوقت الذي ركب فيه للتــاكسي , بكل سهولة سوف يحضرون سائق التــاكسي هذا من جانب الجانب الأخر أنني رجل لا أميــل كثيراً للحرام فالقانون لا يجتمع زنــا مع غنى أبداً .

    كأن الفتاة أرتاحت لي بشكل رهيب وأخذت تخرج وتفرج عن همها المحبوس في صدرها أخذت تتحدث وتتحدث وتقول وتقول حتى سقطت دموعها من عينيها هدأتها وعلمت أنها في تعاسـة غير عاديـــة , مازحتها وقلت أن الممثليــن وفق الدراسات العلميـــة يرتاحون حين يتقمصون شخصيات الأخرين وهذا نوع من الهستيريا قالت والله صحيح قلت لها المال الحسب النسب الشهرة كلها لا تقود للسعادة قالت نعم صحيح والله صحيح بل هي وبــال على رأسي أخذت تدعي على نفسها أن لو خلقت بصفة غير ما هي عليه أو أن تكون شخصيــة غير ما هي عليه , في نفسي قلت سبحان الله . قلت لها هل أمعنتي يوماً في سورة يوسف الحقيقة أنني بارع في توصيف سورة يوسف , سألت سؤال غريب قالت لماذا بكى يعقوب عليه السـلام وسخط على فراق إبنه , هذا الموضوع حيرني ترى , تقولها بعفوية وإستغراب , قلت لها يوسف عليه السـلام سأل والدة ذات السؤال وقال له لماذا يا والدي بكيت وحزنت حتى أبيضت عيناك من الحزن وكنت تعلم أن لو لم نلتقي في الدنيــا سنلتقي في الأخرة قال يا ولدي لقد كنت أبكي حزناً أن تخرج عن ملة أباك فلا أراك , بمعنى أن تحيد عن النهج الصواب فلا نلتقي , تبسمت وطلبت أن أفيض عليها من سورة يوسف عليه السلام أسهبت حقيقة إسهاب شديد وكانت كلماتي مرتبة ومؤثرة لدرجـة أنها أخذت تبكي من جديد , وكان مما قلت أن زليخـة تلك المرآة التي عشقت يوسف يقال ( إسرائليات ) أنها تابت توبة عظيمــة وأن الله تعالى أعاد لها شبابها وجمالها وحسنها ورونقها وأنها حين تزوجت يوسف عليه الســلام لم تعد تكترث لإمر يوسف وخذت تعتكف كثيراً وحين سُألت لماذا ؟ قالت وجدت من أعشقه وأحبه أكثر من يوسف إنه رب يوسف .

    لقد عاش يوسف عليه الســلام في مملكة تسمى الهكسوس من الأشياء التي يجب أن تقف عندها أن يوسف عاش في مصــر وأن موسى عليه الســلام عاش في مصر كذلك , كل الآيــات التي تتحدث عن موسى عليه الســلام تقـول بتنظيم سياسي ومسميات وظيفية تختلف عن النظام السياسي والمسميات الوظيفية لمن عاش في عهد يوسف عليه الســلام وبعد تدقيق وجد أن موسى عليه الســلام عاش في حضارة الفراعنة إذا كلمة فرعون لقب لحاكم مصر أبان عهد موسى عليه الســلام بينما في قصة يوسف لا تجد هذه المسميــات بل تجد العزيز الملك , الهكسوس أحتلو مصــر وبقو فيها قرابة المائة عام هذه الحقبة هي التي عاش فيها يوسف عليه الســلام , تم بيعه بثمن بخس من قبل أخوته للإسماعليين بدو رحل قامو بدورهم ببيعه على بتوفار عزيز مصــر أو نقدر نقـول رئيس مجلس الوزراء في مصر حينها أو نائب الملك وكانت القصـة التي يعرفها الجميــع الشاهد من قصـة يوسف

    تم بيعــه كعبد بثمن بخس لبدو رحل قامو بدورهم ببيعه لعزيز مصـر الذي أحبه فأكرم مثواه , والده فقده فحزن عليه حزناً شديداً دخل عليه السلام السجن سنين لمكيدة حدثت من قبل النساء زليخـة أو راعيـل بعد سنين من الهم والغم والكمد تزوجت بمن أحبته , أخوة يوسف عليــه الســلام كلهم في نهاية المطــاف تحولت حياتهم لمسرات وأفراح فمصر أصبحت أغنى وأقوى دولة حينها يعقوب ألتقى أبناءه ورأى بعينيه العظمة التي وصل إليها أحب الأبناء لديه يوسف عليه السلام أصبح نائب ملك مصــر ( وللعلم يقال أن الهكسوس دولة عاشت مائة عام وأنها أنتهت موحدة لله تعالى ) , وهذا قانون في الحيــاة فالســعادة تلد من رحم الآلم .

    وصلنا لوجهتنا نزلت مع صديقتها تم أخذي لصالة كبيرة قُدم لي القهوة والتمر والشاهي ونحوه أقترب موعد صلاة الفجر أذنت وأقمت الصلاة وصليت وإذا بعمالة تقترب مني وتصلي معي , أنتهينا خرجت زبونتي ثم توجهنا للمطــار من جديد وفي الطريق قالت تراك أثرت فيني بقصـة يوسف عليه الســلام , راح أقولك شي مهم أنا والله ماني حابه حالتي وعندي رغبة في تغيير مسار حياتي , فحياتنا تقع في حدود دون الدنيـا وآلمنــا لا نخرجه لإحد مهما كانا وكيفما كــان تحركاتنا محسوبة علينا , أوصلتها للمكتب التنفيذي ثم غادرت .

    اليوم الثاني أتصلت على جوالي تسأل عنـي وعن أحوالي , وطلبتني طلب غريب جداً وهو أن أوصل بعضاً من حبوب البنادول لصديقتها التي بالأمـس استغربت لإن لصديقتها خدم وحشـم توجهت بالبنادول , قابلتني وأعطتني ضعف المبلغ الذي أخذته البارحــة تعجبت ولكني فيما بعد أدركت أن هدفها مكافئتي بشكل سخي جداً , حمدت الله تعالى على ما من به علي من فضـل وخيــر .

    وضعت التاكسي في المطـار وركبت سيارتي الأخرى وتوجهت لمنزلي لإستعد ليوم أخر وقصـة أخرى


    منقول للكاتب ( لهيب الجليد )

  5. #5
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه الرابعه ( 4 )


    أقــول وبالله التــوفيــــق وأقسم بمن أنزل الكتــاب مجري السحــاب أنني لست أعني ولا أقصد تعييب من ينتمي للمذهب الشيعي هي حقائق سوف أسردها كما عايشتها دون تزييف , هنــاك مثالب وعيوب في من ينتمي لمذهبي ( أهل السنـة والجمــاعة أو كما يحلو لهم القول الوهابيين ) إلا أنها تختلف فهي ترتبط بنمط التربيـــة وفي الغالب تكون فردية وليس للمذهب علاقــة في هذا أعني أنه لا يوجد عيب جوهري معمم على الجميــع كحال ذلك العيب الرهيب الذي لمستــه من غالبيـــة الشيــــعـــة , أتمنــى أن أجد سبباً منطقياً له بحثت حتى كلت يدي وأحول بصري فلم أجد أن هنــاك من قدم سبباً منطقياً لهذا العيب الذي أنــا بصدد الحديث عنــه .

    أحد المــرات ركب معي عائلــة من البحــرين , علمت هذا من اللباس واللكنــة كما أســلفت , وفي الطريق وحين قرأتي للنفسيات وجدت أن رب الأســرة يجلس خلفي مبــاشرة وبيده جهاز قارمن يتأكد من خلاله أن الطريــق صواب فعلمت أنه في خوف رهيب , حبي للغشمرة والمداعبة جعلني أبادر بالحديث عن الأوضــاع في البحرين وكيف جرت الأمور معهم , كل كلامــة كل شي تمام تخيل هنا أن الحروف تخرج من التجويف العلوي للأنـــف تقريباً لفظ الكلمــات كقراءتك لهذه الجملـة شّنو تابّي .... هكذا ....

    علمت بخوف الرجل فرغبت في تهدئته وتطمينــه ولم يكن معي حيــلة للدخول في هذا الباب إلا من خلال الأسم فسألت عن أسمه حتى أناديه به فقال ( علي ) , فقلت أنعم وأكرم رضي الله عن علي فهو سيد الحكمـاء وعالم العلمــاء رضي الله عنه وأرضــاه أسمك جميــل يأخي , بادرني بالسؤال المضاد والمؤكد والذي رسمت له وأنت شنو إسمك ؟ فقلت على الفور أبو الزهراء , لمحت علامات التعجب في عينيه اردف السؤال بسؤال أخر وشنو مذهبك فقلت زيدي مستتر الله فنحن في جهــاد عظيم , رأيت البسمــة ترتسم على شفتــي الرجل شغلت أحد الفتيات من خلفي أهازيج رهيبة صراحة لحنها جميــل صراحة فطلبت منها أن ترفع الصوت فرفعته على الفـور وجلست أميل برأسي يميــن ويســار أتظاهر بالحزن الذي رسمته فعلاً في عيني , أخذ الرجل يستطرد على أحداث الدوار وكيف قهرتهم القوات السعودية , أخبرته أن لاخوف عليه هنا وأنه هنــا محل إحترام وتقدير فلا علاقة بين الصراعات الطائفيـــة أو السياسيــة وبين ضيوف بيت الله الحرام أكدت له ذلك فطلبني أن أعيده , أرجعته للمطــار ولا زلت في ذهنه حتى اللحظــة أنني زيدي المذهب وأن لقبي أبو الزهراء .

    أعود للعيب الذي يلازم الغالبيـــة من المنتمين للمذهب الشيعي والذي لمسته في الكثير منهم , وسوف أوضح العيب خلال سرد أحداث هذه القصــة دخلت الصالة وكنت على موعد مع عزاب شيعــة ركبو معي وتحركت بهم , المكيف شغال ودورت الهواء مغلقــة عن الخارج بمعنــى أن السيــارة مكتومـــة تتنفس فقط من خلال التكييف , عند محطــة الرحيلي طلبوني أن أتوقف للتموينات , نزل أحدهم فنزلت لشراء كوباً من النسكافة التي أحبها , رجع الرجل قبلي ثم لحقت به فتحت باب السيــارة وإذا بكميــات هائلة من الهواء المصدي تخرج من السيارة رائحــة تشبــه صدأ الحديد ربما أو الجبنه المعفنــة ( صنه غريبة ) لمستها في الغالبية منهم , لم أتمكــن من الصمود قفذت كوب النسكافة وركبت السيارة اغلقت المكيــف فتحت النوافذ سألوني ولماذا فقلت لهم الحقيقة أن هناك رائحة صديد أو ما شابه تملأ السيـارة , صمت مريع في السيارة كنت أغلي كحال حبات البيض في الماء المغلي على نار ساخنة , ورغم هذا أخذ أحدهم يمول ويصيح ويشتم ويتمتم , فكرت في أمرِ أحد فيه من همجية هذا الرجل فشغلت على الفور قصــة إســلام الفاروق وقصصة البطولية رضي الله عنه طلبوني أغلاق الشريط أغلقته وشغلت على الفــور قصــة لإبي بكــر رضي الله عنه فطلبون أن أغلقـــة رفضت طبعاً وبكل هدوء قالو نحن شيعة وما نؤمن بالحكي الي ينقال , قلت بكيفك تؤمن ما تؤمن القزاز يسار ويمين وأنت الله رشدك بس حرص على الدم لا يلزق في المراتب لأنزلك هنــا في عرض الشــارع وكنت وأقول أقسم بالله أنني كنت أتمنــى منه ردة فعل لأنزله وأرجع فأحساسي ورغبتي بالتقيؤ ملحــة ومستمــرة , أوصلتهم المكان المتفق عليه وطلبتهم أن يهتمو أكثر بالنظــافـــة فهذا أمر لا يطــاق .

    الحقيقة أنني كنت قاسي جداً عليــهم وأصبح الوضع مألوف حين أركبت شيعــة أخرين ولديهم ذات المشكلـــة وعلمت أن هذه الرائجة القذرة النتنة ميزة يتميزون بها , أصلح الله لهم أحوالهم وأنبه هنــا لموضوع الهندوسي العبقري الذي يسجد لبقرة فالقناعات يا قاتلة مدمرة يا بانية معمـــرة .

    الســاحرة اللعينــــة وحكايتها ستكون في القادم , أرتككم في رعاية الله


    منقول للكاتب ( لهيب الجليد )

  6. #6
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه الخامسه ( 5 )

    تقدم نحوي رجل يظهري لي بإنه من دولة مصـر الشقيقـــة لحيته الكثيفة وشاربة المحلوق وكلماته الخليط بين العربية الفصحى والمصريـــة ( بكم هازا التاكسي ) يشير إلى أنه من جمـاعة الأخوان أقول ربمــا يكون منهم لا أعرف , أتفقت معه على أساس خمسون ريالاً وهذا يعني أنني سـوف أنتظر أخر ثم أخر وحين يصل العدد أربعــة سوف أغادر لا محالة , عند أحد ألأعمدة تقف إمرأة تنظر نحو الأرض للتو خرجت من صالة القدوم الرحلة النازلة كانت من مدينة أبها وهي مدينة تقع جنوب المملكة العربية السعودية يكسوها الجمال والطبيعة الخلابة في كل أوقاتها , بدت لي تلك المرأة أنها في خجلٍ شديد لا تكاد ترى من جسمها شي لا تعرف هل هي سمراء أم بيضاء عربية غير عربيـــة كيس أسود متكامل وقفتها تشيــر لرغبتها في الحصول على تاكسي تفاوض معها أخرون العادة حين يركب أحدنا بالنفــر نرســل نحوه من يرغب في الذهاب لمكة وفق نظــام ( النفـر ) أرسلوها لي تقدمت نحوي بخجل رهيب وبلكنـــة جنوبيــة صرفــة قالت أحتاج أروح لمكــة قلت لها أنا محمل بالنفــر والنفر بخمسين ريال , عادة أصحاب التكاسي وفي مثل هذه المواقف لا يشغل باله إلا الركـاب والتحرك ذلك لإن مكـة ومحيط الحرم بالتحديد يوم الجمعة سيزدحم مع قرب الساعة من الحادية عشر والنصف ظهراً , لم يشغل بالي سوى الركاب هي أو غيرها فلم يبقى لي إلا شخص واحد وكنت معزم أفرد لها المرتبة الأخيــرة إحتراماً لخصوصيتها , قالت بهدوء ما أقدر أدفع أكثر من عشــرة ريال وكان من حولي بعض الكدادة أو الخصوصي يسترقون السمع فقلت لها على الرحب والسعـة أوصلك مجاناً تفضلي أركبي , فزع الكدادة حين سمعو مجانية توصيلها ( نشامى ) , الحقيقة أحضرو لي تعويضاً عن مجانية تلك المرأة ما يقارب الست ركاب , أخذو يهتفون وينادون مكة مكة مكة ماشي يا حاج , كلهم تعاطفو مع وضع المرأة وأعجبهم حتماً حين علمت بإنها غير قادرة على دفع الملبغ أن قدمت لها العرض مجاناً كان من الضروري أن تركب وحيدةً معي في المقدمــة .

    في الطريق أخذ ذلك المصــري يلبي بصوتٍ جهوري ويدعو من معه بالتلبيـــة ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيــك إن الحمدى والنعمتــى لك والملك لا شريك لك ) أصبح الصوت يرتفع , لا أعرف شرعية هذا العمل ولكني طلبت منه أن يخفض صوته حتى أركز في الطريق وحين أدرت وجهي نحوه وكان يركب في المرتبة خلف المرأة شد بصري أنتفاضــة وإرتعاشــة ليد تلك المخلوقة الراكبــة بجواري لقد لاحظت أن يدها تتحرك بشكل آلي وبنمط واحد ومتكرر وأسمع منها همــساً ( سبحا ) ( سبحـا ) كأن الجملة تشيــر لـ( سبحان الله ) إلا أن حرف السين يكون مشدداً وتنقطع الكلمـــة عند حرف النون في هذه الأثنــاء أخذت بعض الاسئـلة تلح علي ومنها : كيف تكون هذه المرأة بهذا الإلتزام من ناحيـة الحجـاب وتسافر دون محرم هذا أمر عجيب ( أبها - جدة - مكة )

    وصلنا بحمد الله وفضــله مشارف مكـــة , إول إشـارة تصادفنا في مكة المكرمــة هي إشـارة الستيــن الطريـق سالكــة والزحام خفيف جداً المكان المتفق عليه لنزول الركـاب هو أسفــل النفـــق بمحاذاة مدخل أبراج البيــت , نزل الجميــع عدا المرأة التي أخذت تتمتم بشكل عجيب ويديها تتحرك بشكل متسـارع , قلت لها هل ترغبين النزول هنـا أم لك هدف أخــر , صمتت لحظــات تحركت بالسيارة على أساس أنزلها بعد النفق فالمرور لا يسمح بالوقوف طويلاً تحت النفـق في البداية كنت أعتقد بإنها واقعة في ورطـة من نوع خاص , لا أخفيكم سراً قلت لعلها هاربة من زوجها , وكوني ضليع بمعالجة المشكلات النفسية والأسريـــة قلت لها وفي نفســي دعوة صادقة بإن يسهل علي الله تعالى معالجة مشكلة هذه المرأة مع أهلها أو زوجهــا , هل أنتي هاربة من زوجك , قالت لا قلت لها على أي حال إن كنتي في مشكلة فهروبك منها يزيدها تعقيداً أنصح أن تكوني منطقية فأنتي مسافرة وحيدة وأثناء شرحي سمعتها تقول بصـوت متحجرش متقطع ( البيت المقدس ) أبنزل عند البيت المقدس أنتـابني بعض الريبــة من كلمـاتها وطريقة لفظهـا وحركاتها , على الفور تحركت بالسيـارة أخر النفــق هناك فتحة لطريق يسمــى طريق أجيـاد خرجت منه أصبح الحرم المكي خلفي مبـاشرة تنظر نحوه وتقول ارجع للبيت المقدس أرجع للبيت المقدس , تحركت بسـرعة فقلت ( إن كنتي هامان فقد قابلتي فرعون ) وش عندك في البيت المقدس قالت دخون دخون , الصراحة الوضع مخيف جداً وليس بيدي حيــلة نحوها إلا أن أبعدها عن المسجد الـحرام فقد ظهرت كل العلامات على أنها ساحرة متمكنــة وليست بسيطـة أبداً , تحركت بسرعة التففت حول مكـة عدت للستيــن ( إثبــات أنها ساحرة أمر صعب فالبلاغ صعب أيضاً كذلك الوقت ليس في صالحي ) فالزحـام بدأ في التزايد أقول هذا حتى لا يتسأل أحد ويقول لماذا لم تبــلغ ؟

    سألتها بشكل مبــاشر أنتي ساحرة , وش عندك هنــا أقول هذا وقد قدمت تطمينات رهيبه لها بإنها في آمــان وأنني أشــاطرها الإهتمام فخبرتي مع أحد السحرة كفيلة بمعرفة الخفايا , فقالت اربط قلت لها أن السيارة مراقبـة الأن وعليك النزول عند إشـارة الستيــن قالت لا وصلني للبيت المقدس تقوس في ظهرها يشير لتوترها وضيقها من بعدها عن المسجد الحرام , قلت لها تاكسي المطـار فيه نظام يحدد موقعه للمسؤولين بالمطـار هذا الجهاز مرتبط بالشرطــة أتوقع سوف تحضر الشرطة في غضون خمس إلى عشـر دقائق لتعرف أنك بخيـر ولتعيد التاكسي للمطـار , أقتنعت فنزلت بسرعة , توجهت نحو والدتي وبعد العصر رجعت لجدة وضعت التاكسي في المطـار وركبت سيارتي الخصوصي وذهبت للبيت في هدوءٍ كامل ليس هناك ما يشغل بالي أبداً عدا تلك اللعينة التي ركبت معــي هذا اليــوم , اليوم الثاني لمحت في السيارة علبة عطر غريبة قذفت بها في واحدة من تلك المزهريات التي تقف عند عمود كل قوس من الاقواس , مرت بعض الإيــام وفي مساء يومٍ كنت اقف جوار سيارتي قريباً من المزهرية التي قذفت فيها علبة العطر الغريبة فجأة ودون سـابق إنذار إمرأة تركب سيـارتي رغم أني في الربع الأول وليس الأخير من موقف التكاسي وتطلب أن أركب , أصبحت كالآلة مسلوب الإرادة ركبت تحركت بها الكل متعجب خرجت من الصالات توجهت نحو الدوار الأول ومن ثم سلكت الطريق الطويــل وفي الطريق هناك مفترق طرق أحدها كبري يحاذي اسواق تسمى مجمع العرب الهمني ربي ان اشغل السي دي لحظات قليلة ويصدح أدريس أبكر بصوته الذي يروقني جداً في تلاوة حجازية عذبـة كأنه ماء بارد سكب على وجهي اثناء نومٍ عميــق , نظرت نحو المرأة قلت لها وش تبين بالضبط قالت أنت حرمتني الأسبوع الي راح من إتمام عملي مما أضطرني للبقاء أسبـوع كامل , قالت هدي اعصابك تراني احبك , أعجبتني كلمـة أحبك سألتها من أي بلدٍ هي قالت من أثيوبيــا تعيش في أبهــا منذ عقدين من الزمــن تمتهن السحر ولها باع كبير فيه , طلبتني التواصل معها لإنهاء بعض أعمالها في جدة طبعاً أعطيتها رقم جوال لا أعرف كيف خرجت تلك الأرقــام التي سجلتها لها , تبسمــت وقدمت لي نفس علبة العطر الذي قذفت به في أحدى المزهريــات مما إضطرني لرفضه وعدم قبـولة .

    سحقاً لها من إمرأة ساحرة تعقد عند بيت الله الحرام في دلالة على أنها ساحرة فتــاكة , لا تقلق على لهب الجليد فلم أترك معها لي أثــر لا رائحـة ولا قماش ولا شعر ولا ورق ولا قلم , ذهبت حتى أخذت في التلاشي غابت مع النــاس وعدت للتاكسي لعمل يومٍ جديد وإشراقةُ جديدة .

    إلى لقــاء في حلقــةٍ قريبة , في أمــان الله

    منقول للكاتب ( لهيب الجليد )

  7. #7
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه السادسه ( 6 )


    ســأعنون لقصــتي اليوم بالحكمـة الصينية التي تقول " من يعرف الناس فهو ذكي ولكن من يعرف نفسـه فهو أذكـى "

    من قوانين الحيــاة أنك لاتحظــى بإحتـــرام الأخر قبل أن تقوم بإحترام نفسك أولاً , الرجل ذو الرشد والعقــل والحكمـــة لا يتجرأ على أن يكون محل إثـارة أو محل تنذر ولا يقحم نفســه فيما لا يعود عليه بالنفــع , وهذا يكــون في شكل مضاعف إذا ما كان الرجل يمشى أو يتحرك ومعه أســرته ( أطفال ونســاء ) , لا زلت حتى اللحظــة أتذكر موقف مخجــل ومؤلم في ذات اللحظـات , في ذات يوم نزل رجل من سيــارته يخاصم ويتلفظ على رجل أخـــر ذا رباطــة جأش وصبر فلم يرد على الباغي بحرفٍ واحد عدا قوله أكرم نفسك وإن لم تكرمها فأكرم من معك يقصد بها أســرته , إلا أن الباغي مستمر ومصـــر مما أضطر الرجل الهاديء للنزول من سيارته وتمريغ الباغي تمريغاً شنيعاً في الشارع وبصوت مرتفع يقول أكرم نفسك وأكرم أهلك , الباغي مُرغ أنفه في التراب أمام وتحت نظر زوجته وبناته وأمه , أحزنني جداً حين لمحته يجلس القرفصاء ويبكي , ربما يكون مريضاً أو ماشــابه , ليس هذه الحكــاية موضوع اليوم , موضوع اليوم ربما يكون قريباً جداً منها حيث أننــا داخل التاكسي نتعامل مع أطيـاف متنوعة ومتعددة من النفسيــات والشخصيــات البشــريــــة .

    مكــة مرةً أخــرى الزبــون يقف ومعه عائــلة متعددة متنوعــة بين أطفال وفتيــات وعجوز كبيرة في الســن , في الــعادة حين يركب معي عــائلــة أقوم بكســر المرآة الأماميـــة وهذا يعني أنني سوف أعتمد في الرؤيــة الخلفيــة على المرآيا الجانبيــة يميــن ويســار( وقفــه ) " الزجاج الأمامي كبير جداً ننظر من خلاله للإمــام معلق فيه مرآة الســائــق وهي صغيرة جداً مقارنة بمساحة الزجاج الأمامي تهدف للنظر من خلالها للخلف , حتى نحقق النجــاح علينــا أن نطبق هذا القانون ليكن لديك رؤية للمستقبل كبيرة مع نظـرة حالمة ولا تلتفت للخلف إلا بقدر ما يقيك عثرات سابقــة أو ربما يجنبك الحوادث فلا تجعل كل تركيزك على الماضي إلا بقدر ما يجبنك الآلم وكذلك حتى لا تعتدي على أحد أثناء المسير لتحقيق الأهداف "

    بعد أن قام الرجل بالسؤال عن السعـر وعن زمن الرحلة وعن موقع النزول أركب أســرته وعاد لمؤخرة السيـارة , علمت أنه دميم في الخُلــق حين قذف نحوي بإحد الحقائب وترك الحقائب الاخرى على الأرض وبصوت فيه نبرة وصيغة الأمـر قال ركب الشنط (( حين نلمح أحدهم وهو منهك ولم يؤجر عربيــة مع عامل لحمل الحقائب فإنـا حين يطلبنا أو ربما لا يطلبنا نساعده بهدوء )) ولكـن حين يأتي أحدهم وينظر للناس على أنهم قمل يمشي في الأرض ويتحدث من رأس خشمــه فإن التطنيــش وتركه في حاله أيسـر وأسـهل السبـل فتهميش من يعتقد بإنه لا يدخل الحمام سوف يحرقه من داخله حرقاً شنيعاً , نظرت نحوه نظرة إزدراء ولم التفت لما قال توجهت نحو باب السائــق وفتحت الباب وطلبته أن يُركب حقائبـه أو ينزل , في قوانين المطـار وحين تكون سيارتك مطلوبة فإنك ملزم بالتحرك وفي هذا قد يتدخل المرور والشرطـة لإجبـارك بالتحرك بمن استأجر السيــارة إينما كانت وجهته, مع كل أســف كنت الوحيد ذاك اليــوم ولو لم أكن كذلك لإنزلته من السيـارة , للأسف كنت في حكم المجبور على السفر مع هذا المخلوق النتيــن الخُــلق والغريب الأطــوار .

    توجه نحو رجل المرور سمعته يقول له السائق لم يحمل الشنط رد عليه رجل المرور بقوله ليست مهمته ولا عمله إذا تحب حمل شنطك أنت أو جيب لك عامل يحمل لك الشنط , على مضض حمل حقائبه وبعد أن أنتهى ركب بجواري مع مزيد من الأسـف أنطلقت دون أن أحرك شفتــي , في الطريــق أخذ يرفع صوته ويقول , سواقــة التاكسي عمل غير مهم ومن يعمل فيه لا اتوقع أن له أهميــة في الحيــاة علمت أن هذا كله رد فعل لما حدث , فقلت له بصوت فيه لطف شديد مع بسمة ساخــرة نعم صحيح عملي ليس مهماً وأعتقد أن عملك كذلك فلو كان عملك مهماً لأسُتقبلت بقدر أهميتك ولم تركب تـاكســي " عمل سائقي التــاكسي غير مهم وكذلك عمل من يركب معهم "

    تشكل لونه بين الأحمر خجلاً والأسود غضبــاً إلا أنه غير عــاقل ولا يتسم بالحكمــة أبداً فما يزال مستمر في التهكم وفي معرض قوله سمعته يقول لإطفاله ولإســرته كلو وسخو السيــارة العب يا فلان على المرتبـة الخلفيـــة " كسـائق تـاكسي لو جاريت مثل هذه النوعيـات من البشــر لتدمرت نفسيتك ولهذا فأنت ملزم بإن لا تعير الموضوع بال فكل ما سوف يفعلونه سوف الغيه بعشرة ريال ليس مبلغ كبير وبهذا كنت في هدوء شديد كما أن قانون 10/90 يعمل عندي الأن هذا القانون يقول أن أفعال النــاس تورد 10% من المشــاكل وأن رد الفعل الأحمــق تجاه تلك الـ 10 % يولد 90% من المشــاكل وبهذا تكون الموضوعات التافهة قضيـة كبيرة بنسبـة 100% علينا أن لا نضخم أفعال النــاس أبداً وأن نحاول تحجيمها قدر المستطــاع .

    سأل الرجل وهو يقهقه أنت يمنــي , قلت نعم يمني فالحكمـة يمانيــة قال لا بارك الله في علي عبد الله صالح فلت علينا اليمنه من كل صوب , التزمت الهدوء , وفي منتصف الطريــق سألني عن شهادتي فقلت له لا شهادة عندي ولم التحق بالمدرسـة أبداً أخذ يوجه في الكلام أســرته بقوله شايفين هذي نتيجــة كل شخص ما يدرس ولا يتعلم هذي وظيفته ومهنتــه ( أسـلوبه إستفزازي جداً ) .

    بعد أن أنهــى حديثــه , قدمت له نصيحــة أخويــة أن يلتزم الهدوء والسكينة لا سيما أنه منطلق لإداء العمـرة ولديه أطفال و أنه نموذج سيء لإطفاله ولإســرته وأنه لا يمكن أن يحقق لهم بيئة أســرية آمنــة تنتج مفكرين أو علماء صمت مرةً أخــرى والغضب بدأ في وجهه وحين أقتربت من مكـــة وجدته لا يزال يتهكم فقلت له بـصـوت مرتفع أنت لست أول زبون أوصله لمكــة بمبلغ 250 ريال ولست الأخير هذا اليــوم فأنت تكمل العدد 4 بمعنــى أن دخلي هذا اليوم هو 1000 ريال وحتى نهاية الشهر فلدى ما يعادل ربما مرتبك ضعفيــن 30000 الف ريــال هذا مع أحتفاظي بعملي الصبــاحي وراتبي حيث أن هذا عمل إضــافي وليس أســاسي .

    قال وأنت تعمل الصباح ؟ أجبته طبعاً ولدي شهادة عليا وأعتبر محترف في مجال عملي على مستـوى والتـاكسي لا يأتي إلا لتحقيق هدف في نفســـي لم أكذب على الرجل ولعلها فرصــة أن أوضح لكم هذا أيضاً فالتــاكسي ليس عملي الأســاسي بل عمل إضــافي أزيد من خلاله في دخلي وأحصل من خلاله على خبرة في الحيـاة كهدف ثانوي , نعم صحيح أنني بالغت جداً في دخل التـاكسي ولكن هذا لم يأتي إلا بعد أن رفع ضغطي ذلك الرجل .

    صمت مريــع في مقصـورة التــاكسي قال الرجل أنت تكذب هكذا يقول أنت تكذب (( طلبته إن كان يملك نت في جواله أن يدخل لليوتيوب )) أنشد الجميــع للمنــاظرة السخيفـــة , كنت مجبراً مجبراً جداً .

    قبل سنــة تقريباً طُلبت من أحد القنوات التلفزيونيـــة للتحكيــم بين جهتـــين رسميتيـــن في موضوع يتعلق بمجال عملي وكنت عبر ساعة كامله معهم في الحلقــة وكانت مبــاشــرة , تلك القنــاة التلفزيونيــة لها قناة خاصـة في اليوتيوب تقوم بإنزال برامجها المبــاشــرة عبره , شعرت أن الجميــع مهتم بمعرفة الحقائــق وحين دخل الرابط وجدني الضيف ووجد أنني لست مجرد ســائق تــاكسي تبسمــت , وصلنا وجهتنا نزل وأنزل حقائبــه وكان مضطراً لإن أعيده للمطــار تـأسفت منه وكنت أعلم أنه لن يجد من يعيده إلا بضعف المبلغ الذي نزل به فهنــاك لوبي خطير في أبراج البيت يبيعون ويشترون في المعتمرين والحجاج سوف أتي على ذكرهم في القادم من الأيــام أترككم في رعايـة المولى على آمل أن التقيكم في الحلقة القادمة وأمنيـة أن يدرك الجميــع أننــا في مستتر من الأسماء وليس من مجال لإبراز الذات أو نحوه هذا لمن توسوس له نفســه بهدف الحكـاية ويحرفها عن الأصل والذي هو قدم لنفسك الإحترام لتحصل عليه من الأخريـن وتعلم دائماً أن لا تحتقر أحداً مهما بدأ لك .

    والسـلام عليكم ورحمـة الله تعالى وبركــاته .

    منقول للكاتب ( لهيب الجليد )

  8. #8
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه السابعه ( 7 ) الفصل الاول


    شقيـن موضوعي هنــا الفصــل الأول منه

    الزواج عالم أخــر فيه كثير من الأشيــاء المبهمـــة على كلا الزوجيـــن لا سيما في مجتمعنا , إن الإنثــى الحقيقيـــة هي تلك التي تجعل من أنوثتها محكاً ليميز من خلاله الرجل رجولته , الزوجة الشاطرة كما يقال هي تلك التي تشعر زوجها بقوته بلينها وسكينتها , إنك تجد أشد المشكلات تعقيداً حين تتعالى الزوجة على زوجـهـا فيكون ردة فعله الطبيعية أن يعلو أكثر فأكثر وتتعالى المرأة بزيــادة فيتعالى الرجال أكثر وأكثــر فتحتدم القضيـــة ويكون الطـــلاق سيد الموقف ( حين تتناطح الجماجم يسيل الدم ) بعد سنـــة أو أقل تجد المرأة تعض على أصــابع يديها وتندب حظهــا السيء وتعزو كل ما حصــل لها للحسد والعين والشعوذة والحقيقة أنها سبب رئيسي لكل هذا العنـــاء التي هي فيه , حيث أن الزوج سوف يجد آلف أنثــى غيرها لينعم بالسكينة في ربوعها ومساحات حياتها , في القديم كان المهر معظلــة شنيعة اليوم المعظلـــة تحولت وتبدلت فقلة الشباب وكثرة النســاء أصبحت هي المتسيدة للموقف .

    الســاعة الرابعة عصــراً موعد دخولي للصالة الوضع النفســي للهب الجليد قمة في الروعــة فالبسمة لا تفــارق ثغرة ووجهة كنت صراحة منتشياً بالسعــادة , أثنــاء توقف التــاكسي عادة يكون هنــاك وقت طويــل حتى يتحرك ويأتي الركــاب , حديث هنا وهنـاك , لمحت هنــاك رجل مع سيدة يظهر عليهم البؤس والنكد , تقرأ هذا من تفاصيــل وجه الرجل المقطب الجبيــن والمرأة المطأطئة الرأس , يا آلهي إنهم يتقدمون نحوي مبــاشرة , من الواضح أنهم يستهدفون مكــة إلا أن عددهم أثنين فمن الجيد أن يستقلو سيـارة صغيرة فهي أقــل تكلفــة وأســرع , إلا أن الرجل أصــر وبقـوة إلا أن يركب الفــان , أهلاً وسهــلاً سيدي الكريم التسعيرة للسيــارة الصغيرة أقل وأنتم فقط أثنين ولستم بحــاجة لكل هذه السيــارة فهي تقـل تسعة أشخـاص , رد بحدةٍ فيها نوع من التوســل أخي الكريم أرغب في هذه السيــارة هل توصلني أم أبحث عن بديــل , طبعاً رحبت به فطالما كان مقتنعاً فلا قضيــة عندي , أريح لي جداً أن تكون حمولة السيــارة خفيفـــة الغريب في الأمر أن الزوجــة أستقلت المرتبــة الخلفيــة تماماً والزوج ركب بجواري , كما ذكرت أنفاً في العادة لا أبــادر في الحديث , تحدث الرجل بحديث يشوبه نوع من الحزن , كأنه يريد أن يسلي نفســه , سألني بعض اسئله أعتدت عليها داخل مقصورة القيادة لهذا التاكسي كانت التساؤلات تدور حول دخل التاكسي المسافة أنماط شخصيات الركــاب المواقف المختلفـــة , بعد تجاوزي لمحطــة تسمى الشميسي وهي تعتبر معلم من معالم طريق جدة مكـة قريبة جداً من حي الأمير فواز تقع في الجزء الجنوبي من مدينة جدة , هذه المحطــة ليست مجرد محطــة ففيها ماك , وبارنيز , والشاي المغربي ومطاعم جمـة ومحلات بيع أشرطة إســلاميـة وجوالات ومقهى ونحوها , طلبني الرجل التوقف ليشتري بعض النواقص من محل التموينات الضخمــة جداً , حين بادر بالنزول فتحت قبلاً منه باب سيارتي وأنتظرت في الخـارج حيث أننــا في العادة وفي مثل هكذا موقف ننزل من المواتر إحتراماً للزوجــة .

    قلت للرجل سوف أنتظر هنــا لا أستطيع مغادرة موقعي قريباً من السيــارة خشيــة من أختــطـاف السيــارة مع بسمـة خفيفة ممازحاً الرجل قلت ومن بداخل السيــارة إلا أنه بادرني بكلمــة جعلتني أنتظره على أحر من الجمـــر , فقد قال سيارتك عندي اعوضك عنها بآلف بس هذي الي راكبه جعلها الموت يا شيخ .

    لا يكرم النســاء إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيــم , يبدو لي أن هذا القانون لم يعد ساري المفعول في زمننا هذا فالموازيــن متقلبة ومتغيرة , النسـاء خرجن من جلباب الأنوثـة لعالم الرجال فلم تعد تلك المقولة تقال ذلك لإن ليس لها أحد , رجع الرجل وبيده ماء وعصير قدم لي أحدها شكرته ورفضت قبولها تماماً , سمعت الزوجة من هنــاك تقول : أبـي مويـه قذف لها بقارورة قذفة شرســـة , هنــا سألته أنت متوجه لمكـة لإداء العمــرة أم ماذا , رغم أنك محرم إلا أن كل تصرفاتك تشيــر إلى أنك راغب وبقوة أن تجني المزيد من الآلم , تبســم وقال متوجه للعمرة لعل وعسـى يصلح حالي وحالي زوجتي , طلبته أن أتدخل في موضوعه لعل أجد لهم حلاً منــاسباً , أثنـاء الحديث والبحث عن مكنون العلاقـة بينهما وجدت أن الزوج ليس إلا رد فعل وأن ألزوجة فعل كامل أي أن الزوج بسيط للغايــة نقي السريرة صافي الاهداف , الزوجـة عكساً من ذلك فهي تكن له حباً عميقاً لدرجــة أنها تتصرف على نحو يغيضـه ويؤلمــه ( ما تركز عليه تحصــل حتماً عليه ) لقد كان جل سلوك المرأة ينصب حول هدف واحد وهو أن لا يتزوج بغيرها ولم تكن تعلم أنها بكل تصرفاتها تدفع زوجها دفعاً للزواج بغيرها ( الزوج حين لا تكون زوجته وطناً آمناً لا شك أنه يبحث عن وطنٍ أخر أكثر آمناً وسكينــة ) كل هذا في مكنوني الرموز والمعاني لم المح لهم بها أبداً , قبل الوصول لمكــة سألت الزوج أن يعطيني دقائق مع زوجتــه فقبــل , وجهت كلماتي أعلاه للزوجـــة ولمحت لها أن الزوجة حين تكون للزوج أمــة يكن لها عبداً , لم تشتكي من نقص في حيــاتها من كافة الجوانب بل تؤكد على جودة عطاء زوجهــا ( ليس مدمن مخدرات ولا عاطل عن العمل ولا متسكع في الشوارع ولا بخيــل ولا يأس ), طلبت منها أن لا تنسف جهود زوجها مهما حدث ومهما حصــل , حيث أن الزوج طيــلة الطريق يقول أنها تقول لم أقدم لها شيئاً يشير لتكفيرها كما وصف الرسول صل الله عليه وســلم في حديث مكفرات العشيـر , نبهتها وكأنها لمست خطيئتها أو نقدر نقـول تنبهت لما يجب أن تكون الزوجة عليه , أنتهت قضيتهم تعاهدت الزوجة أن تطيع زوجها وأن لا تلبسه ثياب أزواج غيرها بمعنــى أن لا تتناول حديث صديقتها وأنها فعلت كذا مع زوجها فأصبح لها خاتماً فالازواج يختلفون كحال البصمـة وما يناسب هذا قد لا يناسب ذاك .

    هذه المقدمــة ليست إلا توطئــة للتالي حيث الرجل العجيب الذي طلبني أن أتوقف فجئــة وبكى بحرارة أثنــاء السفــر . أترككم في رعاية اللة

  9. #9
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    القصه السابعه ( 7 ) الفصل الثاني


    في الحكــايــة السابقة وضعنا مجموعة من القواعد التي لو تمسك بها الزوجــات لتملكو الأزواج, وما لمحنــا يوماً تحذيرات من السعوديــات من أن اليمنيــــات يخطفون الأزواج السعوديين أو أن النســاء المغربيــات يسحرون الرجل السعودي ولما ألقينــا بالاً لهيفـاء وهبــي ولما شدتنا باسكــال مشعــلاني إنهن وبكــل بســاطـــة يشكلن للرجل محكاً ليستشعر من خلاله رجولته وقوامته , لو أمعنـــا النظر في حليمـــة بولند مثـــلاً لوجدنــاها تتحرك بغنج غريب وتتحدث بطريقــة تثير في الرجل غرائزه وهذا ما يجب أن تكون عليه الزوجــات وليس المذيعات والمطربــات بكل أســـف .

    التـــاكسي مرةً أخــرى وهذه ستكون أخر الحكايا في النهــاية سوف أذكر بعض الوقفــات المهمـــة ....

    في ذات يومٍ أتصــلت على والدتي حفظها الله وأمد في عمرها وجعلها من المقبولات دنيـــا وأخره وهي تسكــن مكــة المكرمـــة وسألتها إن كــان وقتها يسمح بزيــارتها في يوم الأربعاء بعد العشــاء , فردت على الرحب والسعـــة , في مثل هذه الظروف نتوجه للمطــار على العصر تقريباً لعل وعســى يأتي مشوار لمكـــة فيكون الوضع حج وحاجـــة.

    رجل يقف عند أحد المرحليــن أسمع فيما بينهم نقــاش حاد تقدمت نحوهم فإذا بي برجل في الخمسينــات من عمـــره مقطب الجبيـــن تظهر عليه علامات النعيــم عيناه غائرتان للداخل فيهما بياض شديد وسواد شديد ويظهر لي أنه أكتحــل إلا أنه غير مكتحــل أنفه ذا قامــة فارهة وقوامه رشيق جداً لإول مرةٍ أشـــاهد رجلاً في الخمسينــات يهتم بنفسه كإهتمام صاحبي هذا , سألت المرحل ما المشكلـــة فقال الرجل يريد مكـــة ولن يدفع سوى مائة ريــال , قبلت به معي فرحب بهذا , الحقيقة أن قبولي له كان لسبب أنني كذا ولا كذا نازل مكة نازل مكـــة هذه الأحداث تقريباً بعد المغرب فلم أدخل للصـــالة إلا قريب من أذان المغرب , وقد صلينا كالعادة على رصيف المواقف المخصصــة للتــاكسي , صعد الرجل السيـارة , وبعد تقريباً المائة متــر يكون هنــاك حواجز للخروج من المواقف , تاكسي المطـار وبإعتبــار أنه يدفع رسماً سنوياً قدرة ألف ريال لا يدفع عند خروجه من مواقف المطــار , سألني الرجل ولماذا لا تدفع فقلت له عن المواقف مسبقة الدفع قهقه ثم تناول جواله وأخذ يتصــل وإذا به يعيش أجواء مفعمــة بالحب يتبسم تارةً وتارةً يأخذ منديــل ويلفه ثم يفكــه عيناه نحو السماء تارةً وأخرى نحو أرضيـــة السيــارة , كان صوت الطرف الأخر واضحاً بإنه أنثــى حاولت أن أشغل المسجل على سورة يوسف عليه السـلام إلا أن الرجل أشـار بيده أن لا رغبة لديه في سمع شي أبداً , أخذ يتغزل في الطرف الأخــر ويظهر لي أن الطرف الأخر أيضاً يتغزل بصاحبي , سمعت مما قال أنه لا يزال في الريــاض وأنه متجــه للإســواق ليشتري حاجاته النهائيـــة , خلال الحديث يتضح لي أن الرجل لديه أعمال كثيرة وأنه من أرباب المال في البلد .

    أغلق السماعة بعد تقريباً ربع ســاعــة كانت الربع سـاعة كفيلــة بإن أصــل إلى ما بعد محطــة الشميسي , بادرته الحديث وقدمت له تعجبي كونه يعاكس وهو في هذه الســن من العمــر تبسم بسمة ســاخر وسألني وكانت لكنتــه الحجازية طاغية بشكل كبير على جل حديثــه (( يا ولدي أنتا توك صغير لسى حتشوف حاجات وحاجات في الدنيــا دي )) أعجبتني دخلته في الحديث سألته أن يختصر علي المسافات ويعطيني من خبراته فقال (( يا ولدي كنت زيك كدا شاب وربي فاتح عليه من يومي, أبويه كان تاجر وكنت وحيدو , علمني الوالد كتيــر أشياء في الحيـاة وكنت معتمد على نفســي بالمررره , صدقني يا ولدي في شبابي كنت أقدر أشتري أفخم السيارات والي يحلم فيها أي شــاب بزماني وكنت أقدر أسـافر وأدشــر زي بقية خلق الله , بس الحمد لله ما طلعت ولا جيت من بيتي للمحلات ومن المحلات لبيتي , الحياة يا ولدي ما تجي بالســاهل , كملت الجامعــة وأنا بشتغل مع الوالد , وفي يوم قلي أبويه بدنا نفرح فيك يـ( ذكر أسمه هنــا ) وكنت ما أرد للوالد ولا للوالده أي طلب , وافقت دلتني الوالدة على بنت وافقت عليها على طول , ما همني شكل ولا أي قيمة تانيــه كل الي همني أني أمشي بطوع أبويا وأمي , أتزوجــت ست الحسن دخلت بيتي عشت معاها سنين جاني الحمد لله تلات أولاد وبنت متزوجه دحينا , بس الحرمة صار دماغها ملفوف زاغت كتير صاحباتها لفو لها دماغها مو راضيه تمشي معاي زي ما ابغى مره تطلبني سوق ومره تبكي وتشكي أن فلانه صيفت بلندن وأن عندنا خير وليه ما نســافر وأنتا بخيــل وأنتا فيك كدا , والله في سماه يا ولدي عمري ما قصرت معاها بحاجة كل حاجاتها تجيها وكنت أديها مصروف تلات الآف ريال في الشهر وما كانت تبقي منو ولا ريال واحد , في يوم لمحت في يدها جوال سألتها وليه ما قلتي أجيبلك أنــا مين جبلك هوه فقالت الرجال مو أنتا (( هنــا يا ولدي حاولت أتعوذ من الشيــطــان بس الشيطــان كان قوي طلقتها بالتلات على كلمتها دي بس والله ما رفعت صوتي عليها بحرف واحد الي صــار أني لما سمعت الكلمــة رحت لغرفتي ونمت اليوم التــاني وبدون أي كلمــة معاها على المحكمــة وثبت طلاقها نهائياً لا رجعة فيه )) لســانك حصانك إن صنتو صانك وإن خنتو خــانك , راحت لبيت أهلها ولما عرف أبوها بالهرجــة تأسف مني وقلتلو إزا تسمح حديها بيت وعيالها معاها أديتها بيــت وأولادي معاها , مرت سنــة وأتنين فقررت أتزوج أتزوجت التانيــة الي لا يبــارك فيها كمان , قال أيه قال دكتوره أشي أجتماعات وأشي مراجعات وأشي كتب هلكتني يا ولدي قلتلها يا بنت النــاس دحيــن أنتي متزوجه وكل الكلام الفاضي حقك هادا ما منو فايده أنتي عارفه ربي فاتح عليه وأقدر بدال الوحدة تنتيــن أنتبهي على بيتك وزوجك , رجعت في يوم من الدكــان دخلت البيت تعبان هلكان ما لقيت ست الحسـان وين راحت ما أدري من وين جايه ما دري , فتحت الباب ودخلت , بدون حتى ســلام ولا كــلام عيونها متفنجله وحالتها حاله قالت أنتا ليه ما تجيب عشاء من برا زي بقية خلق الله قلت لها على طول مين وصلك قالت أخويا قلت أتصلي عليها وروحي معاه أنتي طالق بالتلات , أنقلعت من عندي هيه ودكترتها .

    مرت سنـة , وفي يوم شافني واحد من اصحابي عيوني كدا تعبانه فقلي جرب اتزوج من برا ايشبك انتا متمسك في بنات البلاد بنات البلد مدلعات وحالتهم حاله , فكرت في كلامو كتيــر عملت الإجراءات حقت التصريح يوم اتنين تلاته سألت يمين شمال , سافرت للمغرب وقابلت ناس في ريف هنــاكا ضعوف الله يا دوب يأكلو بس حالتهم مستورة وعيال حلال رحت عند ناس دلوني عليهم من هنــا (( يقصد مكــة )) عرفتهم بنفسي وأن حالتي على قدي وأني أدور بنت تسترني وأسترها , ابوها شايب حكيم مو سهل دا لو هنا كان شيخ وعلامه معروف المووهم قلي ابشوف رأي البنت , سألو البنت رفضــت البنت , يا بختي النحس دا , بس ما قطعت الأمل أديتهم رقم جوال وقلتلهم إزا البنت غيرت رأيها أتصلو فيه وأنا حاضر بأي وقت , سألته وهل شفتها قال ايوه طبعاً أمال أيه شفتها النظرة الشرعيـة , رجعت لمكــة وجلست كدا شهر قريب شهر الحج أتصلت عليه البنت قالت أيه رأيك تيجي تعيد معــانا , وضبت حجياتي وسافرت للمغرب مرة تانيــه قال أبوها البنت موافقه بس لها شــرط , طبعاً يا ولدي الواحد لازم يكون حزر لا يكون يدورو فلوس ولا يدورو حاجة كذا ولا كذا أنا ابغى زوجة ليه مو لفلوسي , سويت كل حاجة ممكن تدل على اني على قد حالي , قلت لإبوها إزا أقدر مومشكلة قال الموضوع بسيط هي حتدخل دحيــن دخلت زي فلقت القمر بسم الله مشاء الله اللهم صلي على النبي محمد بيدها مصحف حطتو بيني وبينها قالت حط يدك لو سمحت عليه وأخذت تحلفني بالله أني جاد وأني أكون لها ستر وأنو ما يجي يوم تتبهذل فيه معايه وأني أقدر غربتها عن أهلهـا وأني أسمح لها تزور أهلها كل سنــة مرة قلت لها يا بنت الناس إزا لقيتك زوجة صالحه حعطيك أكثر مما قلتي وافقت وعلى طول كتبنا الكتـاب وتم الزواج كدا سريــع شلتها معايه وجبتها لمكــة لما وصلت مكــة أخذتها على الحرم سوينا عمره ودخلتها بيتي عندي عماير مو عماره أخترت أخس وحده فيهم وسكنتها في شقة أثثتها ونزلتها فيها , أثاثها بسيط بالمره جلستها فيها سنة ونص والله يا ولدي لا شكت ولا بكت ولا جا يوم لقيتها تقول أنت ما سويت فيها معروف بل بالعكــس والله يا ولدي أني صرت أتكسف منها كتيــر بعد سنـة ونص أخذتها وقلت لها شريت فلا وديتها هنــاكا سكنا فيها , زمـان مع الحرمتين الي قبل كنت اقعد في الدكاكين مره هنا ومره هنــاك مو حب في الشغل بس عشــان أنفك من كلامهم الي يسم البدن , كنت أتعمد أجلس كتيـر على أنو مو من عادتي اجلس لما بعد العشاء , لمست في حديثه نوع من الرجفــة , نظرت نحو الرجل ونظر نحوي وإذا به يجهش يكاد يبكي .

    هنــا تقريباً وصلنا البوابه بوابة مكــة طلبني أن أوقف السيــارة توقفت نزل , يصلي أستغربت من الرجل ركب السيــارة قلت له صلاة أيه هذي قال يا ولدي هذا صلاة الحمد لله تعالى أنو عوضني بهذي البنت والله يا ولدي ما عمري دخلت بيتي ولقيت فيه زباله مرميه هنا وهنــاك وما عمرها طلبتني السوق تشتري حاجياتها ولا عمري دخلت البيت إلا الاقيها عند الباب تستناني تنزل شماغي وتفك أزارير توبي وتشيـل التوب وتعلقو وتبخرني وتدخلني الحمــام الي الاقيه مجهز بكل حاجة تريخني وبعد ما اطلع تجلس تفرك رجلي لحد ما طلبتها توقف من دي الحركــة , حياة يا ولدي تانيــه , " قلت له بس ممكن عشان الفلوس " قال لا ويمين بالله مو عشـان الفلوس عملت لها أكتر من أختبــار تنجح بتفوق دي مي همها الفلوس همها سعـادتي وراحتي دحين أكلمها تبكي تقولي تأخرتي عليه وأنا أمس سافرت , عندي منها ولد وبنت ربي يحفظهم , " يا ولدي ورب البيت السنين الي قضيتهم مع الحرمتين الي راحو مي محسوبه من عمري يشلتها ورميتها برا دماغي .

    هنــا تقريباً وصلنا وجهتنا كان يسكن قصـر فاخر جداً (( كان يعتبر هذا القصـر فيلا )) حاسبني وحين جاء لينزل الحقائب هرعت أحد الخادمت مسرعــة نحونا همس في آذني الرجل قال دي هيه لما شافت السيارة عرفت أنو أنا فدفت الشغالة عشـان ما أتعب شوف يا ولدي أخذ بيدي من بعيد قال شوف ظلها واقفه تستناني , لمحت فعلاً ظلالها من تحت الباب , ودعت الرجل بعد أنا حاسبني لقد دفع تكلفة السيارة مرتيــن . حركت بالتــاكسي لوالدتي حفظها الله تعشيت معاها ونمت عندها , رجعت اليوم الثاني أوقفت التاكسي وأنتظرت متى يأتي دوري للدخول للصــالة مرةً أخــرى

    أترككم في رعــاية المولى عز وجـــل على آمل أن التقيكم في الخاتمــة والتي سوف تتناول بعض الوقفــات المهمـــة وتتحدث عن بلطجيـة الحرم , وسوء رقابة المرور وغيرها من القضايا مع الســلامــة

    منقول للعضو ( لهيب الجليد )

  10. #10
    عضو مميز الصورة الرمزية الخفي
    رقم العضوية
    1093
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    4,498
    (( اتمنى الاستمتاع بالقصص الرائعه انا بصراحه استمتعت وانا اقراها واحببت ان انقلها

    خاصه ان الكاتب يملك اسلوب رائع في سرد القصص

    بالتوفيق للجميع ))

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •