لم يكن حبهما يوما كحب ابن زيدون لولادة بن المستكفي حين قال:
لعمري لئن قلت اليك رسائلي ........... لأنت الذي نفسي عليه تدوب
فلا تحسبوا أني تبدلت غيركم .......... و لا أن قلبي عن هواك يتوب
ولا حب عنتر لعبلة..
قف بالديار وصح الى بيداهـــــــــــا @@ فعسى الديار تجيب من ناداهــــا
دار يفوح المسك من عرصاتـهــــــا @@ والعود والند الذكي جناهـــــــــا
دار لعبلة شط عنك مزارهـــــــــــــا @@ ونأت لعمري ما أراك تراهــــــــا
ما بال عينيك لاتمل من البكـــــــــــا @@ رمد بعينيك أم جفاك كراهـــــــــا
يا صاحبي قف بالمطايا ساعـــــــــة @@ في دار عبلة سائلا مغناهـــــــــا
أم كيف تسأل دمنة ً عاديـــــــــــــة @@ سفت الجنوب دمانها وثراهــــــا
يا عبل قد هام الفؤاد بدوركـــــــــم @@ وأرى ديوني ما يحل قضاهـــــــا
يا عبل إن تبكي علي بحرقـــــــــــة @@ فلطالما بكت الرجال نساهـــــــــا
يا عبلُ إني في الكريهة ضيغــــــــمٌ @@ شرس إذا ما الطعن شق جباهــا
ودنت كباش ٍ من كباش تصطلـــــي @@ نار الكريهة أو تخوض لظاهــــا
ودنا الشجاع من الشجاع وأشرعت @@ سمر الرماح على اختلاف قناهـا
فهناك أطعن في الوغى فرسانهـــــا @@ طعنا يشق قلوبها وكلاهــــــــــا
وسلي الفوارس يخبرونك بهمتــــي @@ ومواقفي في الحرب حين أطاها
وأزيدها من نار حربي شعلــــــــــة @@ وأثيرها حتى تدور رحاهـــــــــا
وأكر فيهم في لهيب شعاعهـــــــــا @@ وأكون أول واقد ٍ يصلاهـــــــــا
وأكون أول ضارب ٍ بمهـــــــــــــند @@ يفري الجماجم لايريد سواهـــــا
وأكون أول فارس ٍ يغشى الوغـــــا @@ فأقود أول فارس يغشاهــــــــــا
والخيل تعلم والوفارس أنــــــــــني @@ شيخ الحروب وكهلها وفتاهــــا
يا عبل كم من فارس ٍ خليتـــــــــــه @@ في وسط رابية يعد حصاهــــــا
يا عبل كم من حلرة خليتهـــــــــــــا @@ تبكي وتنعى بعلها وأخاهــــــــا
يا عبل كم من مهرةٍ غادرتـــــــــهـا @@ من بعد صاحبها تجر خطاهــــا
يا عبل لو أني لقيت كتيبـــــــــــــــةً @@ سبعين ألفا ما رهبت لقاهــــــــا
وأنا المنيةُ وابن كل منيـــــــــــــــةٍ @@ وسواد جلدي ثوبها ورداهـــــا
*أو قيس لليلى.. بل حب في الخفاء.. حب بذر في القلوب.. ثم تجذر وكبر في روحيهما حتى صارت أرواحهما روحا واحدة.. بتناقضاتها واختلافاتها.. حبا صغيرا وغدا كبيرا.. زاد التحامهما والتصاقهما.. بثته رسائلا في قلبها.. ولم يزد عنها تصرفا.. اختلفا.. تعاركا.. وعادا أكثر حبا.. أكثر عشقا.. تذكرت أول يوم قابلته.. بين العشرات من الناس.. لامسته بحنان.. لم تخشى الفضول الذي بعث سهامه من عيونهم.. اشتمت عبيره.. وهو كذلك فرح برقة لمستها وبدفق مشاعرها..تذكرت أقوالا بل أبياتا مازالت ترفرف في روحها..*
أنا من بدل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
صاحب إن عبته أولم تعب*
ليس بالواجد للصاحب عابا
كلما أخلقته جددني*
و كساني من حلى الفضل ثيابا
صحبة لم أشك منها ريبة
ووداد لم يكلفني عتابا*
رب ليل لم نقصر فيه من*
سمر طال على الصمت و طابا
كان من هم نهاري راحتي*
و ندامى و نقلى و الشرابا
إن يجدني يتحدث أو يجد*
مللا يطوي الأحاديث اقتضابا
تجد الكتب على النقد كما
تجد الإخوان صدقا و كذابا
فتخيرها كما تختاره*
واد خر في الصحب و الكتب أللبابا
صالح الإخوان يبغيك التقى*
و رشيد الكتب يبغيك الصوابا*
رحم الله شوقي.. وخير حبيب في الزمان كتاب..
هذه رسالتها إلى حبيبها الكتاب..*
ودمتم بحفظ الرحمن..