بيتي العتيق..
أتذكرون الأغنية التراثية..
طق يا مطر.. طق..
بيتنا جديد.. مرزامنا حديد..
طق يا مطر.. طق يا مطر.. طق
عندما كنا صغارا.. كنا نشدوها بفرح.. كنت أتخيل هطول الأمطار في بيتنا..*
كلمات رقيقة.. تناسب أناسا عاشوا في تلك الحقبة من الزمن..
عندما أعرج على بيتنا القديم.. التي تحولت.. وكستها تقلبات الزمن..*أجد روحي تتوق لبيتنا القديم.. وذاكرتي تعود بي لذاك الزمان..
لا أعلم.. ولطالما تساءلت عن سبب توقنا للماضي.. هل بسبب تقدمنا في العمر.. أم أن الطفل لا يعي كالكبير..
فكل ما نحمله من ذكريات التي تكون في عقولنا الباطنة.. ما هي إلا من صنع أيدينا..
سأحن إلى بيتي القديم.. حتى لو عشت في قصر.. سأشتاق للبيت الذي حمل جزءا من طفولتي.. وترك تلك الأيام بين طياتها.. بين حبات الرمل.. وهبة الريح الناعمة.. يثقل قلبي هجر بيتي القديم.. لشرخ قديم في ركن من أركانه.
البيت الذي ضمني ووفر لي الدفء والأمان.. فالصدع الذي أصاب ركنه يستقيم.. فهناك روحي.. وهنا جسدي..
بيتنا العتيق.. شجرة اللوز والكنار.. أعرج عليه في عقلي الباطن.. حتى أبتسم بهدوء.. من يراني يعتقد جنونا ولوثة أصابت عقلي.. أحببتها بالرغم من صغر أركانها.. عرجت على بيوت كثيرة.. لكنني أغرمت ببيتي العتيق..
هل هي أنانية.. أنانية حبيب لحبيبه.. من حقي أن أكون أنانية.. أغار على بيت منحني الحب والإبتسامة الحقيقية.. من غير تصنع.. وما الحب إلا للحبيب الأول..
أنانية.. نعم.. وهل هناك أجمل وأصدق من هذه الأنانية..
أعود لذكرياتي.. حتى لا تقاسي الوحدة..
أحب لكل ما هو عتيق.. فهو يمنحني الأُنس..
أحب أن أناظر في وجوه كبار السن.. فهي تعيدني إلى بيتنا العتيق.. إنه شعور وإحساس يغور في أعماقي..
أشتاق لروضتي.. مدرستي.. عطر والدي الذي ينفذ إلى أنفي..
رقاقات من حبر قلمي..
لست أنانية.. *هذا هو حكاية حبي..*
الحب الصادق.. لا إنتهازية.. أو خداع..
من خربشاتي..
قطر..
16.. سبتمبر..2012..
ودمتم بحفظ الرحمن..