كل عام والجميع بخير.. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..
الملك والمهرج..
كان ملوك أوروبا قديما يستعينون بمهرجين لإضحاكهم.. وإدخال الفرح عليهم.. كذلك خلفاء العرب وسلاطينهم.. استعانوا بشعراء مقربين.. لمدحهم.. وإدخال السرور على قلوبهم..
الشعراء خلدت قصائدهم.. وتذوقنا منها الكثير.. أما المهرجين فرحلوا كما رحل ملوكهم..
فللكثير من البشر.. أصدقاء من تلك النوعية.. مهرجين أو شعراء السلاطين.. أو نستطيع أن نطلق عليهم صديق البطل.. كما هو الحال في أفلام الأبيض والأسود..
من هو الملك ؟.. لعله أنا.. لعله أنت..
لعلك تقرب ذاك المهرج.. ليدنو من عرشك.. عرشك هو حياتك.. ربما يعرف قاصيها ودانيها.. لثقتك اللا محدودة به.. يغير ألوان وجهه حسب الحدث اليومي.. إن كنت سعيدا أم حزينا.. أو لعلك ضجرا.. يجعلك تثق في ذاتك وتحبها.. وتؤطرها بحب يبلغ عليه الكبرياء.. تنسى أن الخطأ وارد منك.. أو من سواك..
يلعب صديق البطل.. صديقك المهرج.. دور المهرج أمامك.. ويدنو رأسه مبالغا في التقرب منك.. ينتفع منك وبرضاك..
مهرجاً في حضرة وجودك.. وملكا من خلفك.. يتعداك ويتحداك.. يمارس حقوقك وواجباتك.. ينزع عنه صفة المهرج.. ويزيل الألوان.. الألوان نفسها التي أبهرتك.. وأسعدتك.. ليمارس دورك بحرفنة عالية.. فيصبح هو أنت.. فتكون ملكا على ذاتك ومهرجك.. ويكون هو ملكا على ما دونك.. على الجميع..
نسيت نفسك.. وأصبح انقيادك له سهلا.. لذا أصبح المهرج في عيني الغير ملكا.. يهابه الكل.. وأصبح الملك يهابه المهرج فقط..
فهل تملك مهرجا في حياتك.. يلازمك كظلك.. أم أنت المهرج ذاته..!..
من خربشاتي..
قطر..
24.. أكتوبر.. 2012
ودمتم بحفظ الرحمن..