قيل عن ارتحاله من ثادق إلى الزبير /
نشأ ابن لعبون في عصر اشتداد الدعوة الدينية بعد قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ,
وكان في طبعه ميال إلى اللهو والبطالة ، فلم توافقه تلك البيئة .
وصادق على ذلك الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن لعبون في قوله :
في يوم خروجه من ثادق أشــّرت عليه امرأة وقالت : هذا أبو قذيله اللي يقصد ؟
فارتجل قائلا :
ابـــــو قذيله ما وقف عند بـابك = ولاهوب ..... واحــد مــن .......
انتي حصاة الدرب كلن ....... = حتى الاجــانب جــو يدلــون بابـــــك
قيل عن وفائه لمحبوبته /
ظل ابن لعبون الشاعر وفيا لحبيبته التي اختار لها اسما مستعار وهو ( مي ) وقد اختاره لمطابقة
مجموع أرقام حروفه الأبجدية مع أرقام حروف اسمها الأصلي ( هيله ) فكلاهما خمسون .
( كان الأدباء يرقمون الأحرف كالآتي :
أبجد هوز حطي يعطونها أرقام أفراد فتصبح أ = 1 ، ب = 2 ، ج = 3 ..... ي = 10
والعقود كلمن سعفص : ك = 20 ، ل = 30 ، م = 40 ، ن = 50 ..... ص = 90
والمئات قرشت ثخذ ضظغ : ر = 100 , ق = 200 ، ش = 300 .....غ = 1000
ويدعى هذا النوع من الترميز بالترميز الرقمي )
ظل ابن لعبون يردد اسم مي وكان له أمل بوصالها .. وكانت حليلة لأحد مشايخ المنتفق ،
وبعد وفاته خطبها ابن لعبون فرفض أهلها تزويجها له ، فتزوجها أحد العرب المتغلبين في
على بلد ديلم في إيران .. عندها طفح كيل ابن لعبون ويئس منها فبث كل اللي بصدره في قصيدة
مؤثرة اختلطت فيها أبيات اللوعة لزواجها مع أبيات الهجاء لزوجها والدعاء على بلد ديلم بالنيازك
تدكها واختتم القصيدة بتصريح ابن لعبون باسم حبيبته بقوله :
والله لولا الحيا واللوم = لا صيح واقول يا هيـــله
------------------------------------------------------------------------------------
لم يكن ابن لعبون يستقر في بلد معين ، فما أن بلغ 17 حتى ترك ثادق مسقط رأسه في المحمل
من نجد في تنقلات وترحال أما رغبه منه أو رغم عنه ، ففي هذه السن المبكرة 17 هاجر إلى الزبير ،
ومنها نفي إلى الكويت ، ثم سافر إلى البحرين ، ومنها هرب عائدا إلى الكويت حيث أمضى بقية حياته حتى مات .
ابن لعبون والزبير /
جاء ابن لعبون للزبير عام 1222 هـ وخرج منها عام 1243 هـ كان هجائه للزبير من تأزمات نفسيه
مرت بالشاعر وهو في الزبير على ثلاث مراحل .. ضيق الحال ، وزواج مي الثاني ، عداوة ابن زهير له وإجلائه .
الأولى ,,,
بداية سكناه فيها عام 1222 هـ إلى وقت تعلقه بمي ، وانتظام أجوائه الجمالية وذلك عام 1228 هـ ،
فهو في هذه الفترة مغمور وغير منصهر في المجتمع ، أنمى علاقته بأبناء عمه انه جاءهم صغير
ولا خطر لصغير حتى تظهر مواهبه أثارها .. وكان في ضيق من الحال والدليل قصيدته التي يقول فيها :
البارحه بالدار صارت ضغاين = بيني وبين الدار ومكالمن شين
الثانية ,,,
من عام 1239 هـ أي بعد 17 عام من إقامته بالزبير حيث زواج مي من الديلمي ورغبة أهلها عن
تزويجها منه ، وإحساسه بجفاء الكبراء له .. خصوصا أهل الجاه والتدين الذين لم يرق لهم لهوه ،
واحسن انهم يستحلون الكلام فيه وينالون من سلوكه في مجالس الزعماء ، فجاشت قريحته بالقصيدة التي مطلعها :
لو باتمنى قلت يا ليت من غــــاب = عـــمـّـا جرى باللوح واللي كتب به
إلى أن قال :
رجّالـهم ما يـسفـه الا الـيـا شـاب = مـثـل الــقــرع يـــفسد اليا كثر لبـّـه
صــدوقهم عــندي خنوب ٍ وكذاب = والبـــــــحر مثل الليل ما ينشرب به
ضراغم ٍ عند الخوندات واطـواب = والـــــــــــيـــــا طلع للبدو تلقاه دبـّـه
إلى أن وصل :
أهل العمايم والنمايم والاصـــــحاب = مـــــد الحبل في ذمـّـهم واحتطب به
( أهل العمايم : رجال الدين )
بعدها أكمل مبيناً توجعه من رحيل ميّ إلى الشرق :
خف القطين وحين قوضن الأحـبـاب = هــبــــت لـنـا من نسمة الشرق هبه
حامل هواها القلب في ليل الأتـــعاب = حمــــل ثقيل ما ادري وين ابى اذبه
لو صار في قبرن ومستور بتــــراب = كان الحقه يا بن حمد واصطحب به