يقول الأخ عبد الله المهيري:
"كنت أستغرب الأمر في الماضي ولا زلت، لماذا نظن أن الغرب هو المشكلة بينما المشكلة فينا نحن؟ عندما اعترض الناس على ما حدث في فرنسا من منع الطالبات المحجبات استغربت لماذا لم يتحدث هؤلاء عن ما يحدث في تونس؟ التقارير والأخبار تشير إلى أن الحكومة التونسية متشددة ومتطرفة أكثر من الفرنسية في موضوع الحجاب هذا، فمن أولى باعتراضنا؟ كلاهما بالتأكيد لكن الأقرب هو الأول ثم الأبعد.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو قرص DVD أخذته من عند أهلي ويحوي حلقات برنامج خواطر شاب الذي يقدمه الأخ والأستاذ أحمد الشقيري، إحدى الحلقات كانت بعنوان منتجات للمقاطعة وذكر فيها أن هناك ملصقاً لهذه المنتجات ليطبع ويوزع.
المنتجات هي بكل بساطة:
الخمر
شهادة الزور
الرشوة
الكذب
الزنا
الغيبة
الظلم
الغرور
الفيديو كليب
أكل المال الحرام
هذه المنتجات هي أولى بالمقاطعة من زبدة الدانمارك وماكدونالز الأمريكان، لأن العدو الداخلي أكثر شراسة وخطورة من عدو الخارج، عدو الداخل خفي خبيث، عدو الخارج ظاهر معروف، عدو الداخل المتمثل في هذه المظاهر الخطيرة أصبح أكثر خطورة عندما لم نحاربه ونحارب مظاهره، عندما أصبحت هذه الأمور مألوفة ولا يريد البعض أن يغيرها بدعوى اليأس، وربما يأتي أحدهم بعذر شرعي لعدم محاولة الإصلاح!
الأخ أحمد الشقيري بدأ بالرشوة وذكر الحديث المعروف "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش" ثم عرضت قائمة بالدول التي تنخفض فيها نسبة الرشاوي بشكل كبير، 25 دولة ليس بينها بلد إسلامي واحد، في الجهة الثانية من القائمة حيث تظهر 25 دولة تنتشر فيها الرشاوي بشكل كبير كانت هناك 14 دولة إسلامية.
أين نحن من "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم."
ثم تحدث عن الخمر وذكر الحديث المعروف "لعن الله شارب الخمر" وعرض إعلانات للخمر في دول عربية، وفي فندق عربي عرض غرفة تحوي عبوات كحولية مختلفة وبعضها منتج في نفس البلد العربي، وفوق الثلاجة هناك إعلان للقمار بأنواعه .. كازينو بمعنى آخر.
أليس هذا أولى بالمقاطعة من الجبنة والزبدة؟ الجميل أن الأخ أحمد اتصل بخدمة الغرف وطلب منهم إزالة الخمور من الغرفة، وهذا ما يجب أن يفعله الجميع في مثل هذه المواقف، هذا أقل شيء يمكن فعله لكي نعلن رفضنا لهذا المنكر.
تحدث عن الفيديو كليب، وكيف أن هناك عشرات القنوات التي تعرض هذا العهر والمنكر الذي يزداد سواء مع الأيام، فأين المقاطعة؟
مقاطعة منتجات الغرب أمر جميل، والأجمل أن نحارب عدو الداخل، الفساد الداخلي الذي ينخر في جسد الأمة، فإن صلح هذا الجسد أصبح العدو الخارجي سهلاً، لكن ما دمنا ضعفاء أمام أنفسنا سنبقى ضعفاء امام الأعداء."
http://abdulla79.blogspot.com/2008/0...post_6603.html