بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المسلم حريٌ بك أن تفخر وتقول،أنا نبيي محمد صلى الله عليه وسلم،فهذا يفخر بفلان وهذا يفخر بفلان سواء كان من أهل العلم أو المال أو الجاه والسلطان،ولم لا،وهو صاحب
المقام المحمود حيث كل الخلائق بما فيهم الأنبياء والمرسلين ليتطلعون إلى مكانته يوم القيامة،وهذا المقام الذي يقوم فيه،صلى الله عليه وسلم،تحمده فيه كل الخلائق،فلك أن
تقول،أنا أنسب إلى هذه الأمة المتسمية بالأمة المحمدية،فانظر إلى قول أنس بن مالك رضي الله عنه،وهو يروي لنا عن حبيبنا وإمامنا وفخرنا،حيث قال(يحبس المؤمنون يوم القيامة
حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع
لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهي عنها ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا
فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن قال فيأتون إبراهيم فيقول إني لست هناكم ويذكر ثلاث كذبات كذبهن ولكن ائتوا
موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا قال فيأتون موسى فيقول إني لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته
قال فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال فيأتوني فأستأذن على ربي في فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجداّ،فيقول ارفع
محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء تحميد،ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثانية فأستأذن على
ربي في فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجداّ،ثم يقول ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد ثم أشفع فيحد لي حداّ فأخرج
فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في فيؤذي لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجداّ،ثم يقول ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي
فأثني على ربي بثناء وتحميد ثم أشفع فيحد لي حداّ فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من قد حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود ثم تلا الآية(عسى
أَن يبعثك ربك مقاماّ محموداّ)الإسراء،متفق عليه،فلتفخر انك منسوب إلى امة قائدها وإمامها النبي محمد صلى الله عليه وسلم،أرأيت نبياً يبكي شفقة على أمته ويدعو ربه وهو يبكي
(اللهم أمتي أمتي)رواه مسلم،يقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما(إن النبي صلى الله عليه وسلم، تلا قول الله عز وجل،في إبراهيم عليه السلام(رب إِنَّهنَّ أَضللن كثيراّ
من الناس فمن تبعني فإِنه مني)إبراهيم،فرفع يديه فقال اللهم أمتي أمتي، وبكى فقال الله تعالى،يا جبريل اذهب إلى محمد فسله ما يبكيه،فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله،صلى
الله عليه وسلم،فقال الله لجبريل، اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)رواه مسلم،وهذا بيان لعظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم،عند الله العظيم،بل انظر إلى نبينا
وحبيبنا كيف خبأ دعوته ليوم القيامة وكل نبي طلبها في الدنيا، فهذا جابر بن عبد الله رضي الله عنه،يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم(لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وخبأت
دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة)متفق عليه،ألا يستحق هذا النبي أن يتبع،وأن نتمثل بسنته،الذي هو فرطنا على الحوض،وآخذ لنا طريق النجاة،يمد لنا صلى الله عليه وسلم،يديه
بالماء من حوضه لنشرب شربة لا نظمأ بعدها أبداً،فلقد قال صلى الله عليه وسلم(أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً)متفق عليه،فالتفخر بشجاعة نبيك صلى
الله عليه وسلم فهذا أنس بن مالك ،رضي الله عنه،يصف لنا من شجاعة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم،فيقول،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس،وأشجع الناس،وأجود
الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان،وافخر بطيب ريح النبي صلى الله عليه وسلم،ولين مسه،فلقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه(وما مسست ديباجة ولا حريرا ألين
من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكاّ ولا عنبرة أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم)متفق عليه،فلتفخر بشفقته ورحمته،وبشجاعته،وبجوده
وسخائه،وخلقه،صلى الله عليه وسلم،قال نعالى(وإنك لعلى خلق عظيم)القلم،فحري بك أن تفخر،وأنت تنتسب إلى هذه الأمة المحمدية التي قائدها وإمامها خير من وطأت أقدامه
الأرض،لو كان مجلساً جمع فيه من الأنبياء،فما حال نبيك صلى الله عليه وسلم بك،أيفخر بك أمام الأنبياء، ويقول،هذا من أمتي،ومن أتباع سنتي،ويسير على منهجي،أم أنه يقول(سحقاً
سحقاً لمن غير بعدي)متفق عليه،فحق للنبي صلى الله عليه وسلم،أن يباهي بنا الأمم،فإياك وخذلان نبيك صلى الله عليه وسلم،كن أهلاً أن تكون من أتباعه ومن ناصري منهجه وسنته صلى الله عليه وسلم،
وهيا بنا نسير خلف رسولنا،فإنه قائدنا إلى جنة عرضها السموات والأرض.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحال الدوحه
