بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضائل شهر رمضان
لفظ (رمضان) مشتق من الرمض وهو شدة وقع الشمس على الرمل،وقيل رمضان مشتق من (رمض الصائم) أي اشتد حرُّ
جوفه،وقد اختص الله هذا الشهر الكريم بكثير من الفضائل والخيرات والبركات منها،أولاً،اختصاصه بفرضية الصيام فيه،
والصيام ركن من أركان الإسلام التي لا يكمل إسلام العبد إلا بالقيام بها قال النبي صلى الله عليه وسلم(بني الإسلام على
خمس)أخرجه البخاري ومسلم،ذكر منها وصوم رمضان،ولما تميز الصوم عن غيره من العبادات بكونه ركناً في الإسلام،إذ اختصه
الله بعظيم الفضائل الكونية والربانية،وجعله سيداً للشهور كلها، قال النبي صلى الله عليه وسلم(سيد الشهور شهر رمضان)أخرجه
الطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان،ثانياً،نزول القرآن فيه،اختص الله شهر رمضان من بين الشهور بإنزال القرآن
فيه قال تعالى في محكم الكتاب(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىّ للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان)قال ابن عباس،أُنزل
القرآن من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان،وفي هذا إشارة ربانية إلى تفضيل شهر رمضان وتمييزه على غيره من
الأوقات،ثالثاً،احتفاء الكون له وكثرة الخير فيه،ففي شهر رمضان تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر،وهو ما فسر به قول النبي
(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)أخرجه الإمام أحمد في مسنده،رابعاً،اختصاصه بليلة القدر،
فضل الله شهر رمضان بليلة القدر بأن جعلها إحدى ليالي هذا الشهر الكريم وهي الليلة التي أنزل الله فيها القرآن على النبي
وميَّزها عن سائر الليالي،قال تعالى(إنا أَنزلناه في ليلة القدر وما أَدراك ما ليلة القدر ليلَة القدر خير من أَلف شهر)والمعنى أن
العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر مما يريد الله فيها من المنافع والأرزاق وأنواع الخير والبركة،خامساً،اختصاصه
بكثير من المستحبات التي يتأكد فعلها في رمضان ويعظم أجرها فيه،مدارسة القرآن وكثرة تلاوته،خاصة في الليل كما جاء في
الحديث(أن جبريل كان يلقى النبي في كل ليله من رمضان فيدارسه القرآن)أخرجه البخاري ومسلم،وختم القرآن،فقد كان من
هدى السلف الحرص على ختم القرآن في رمضان تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم،والصدقة،وهي من أعظم الأعمال التي يثاب
المسلم عليها قال النبي(من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل اللَّه إِلا الطيب وإن اللَّه يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما
يربي أَحدكم فَلوه حتى تكون مثل الجبل)أخرجه البخاري ومسلم،والفلوه،هو المهر أي الصغير من أولاد الفرس،وصلاة
التراويح،وهي سنة نبوية،قال رسول الله من قام رمضان إِيماناّ واحتساباّ غفر له ما تقدم من ذنبه)أخرجه البخاري ومسلم،وتفطير
الصائم،قال رسول الله(من فَطر صائماّ كان له مثل أَجره غَير أَنه لا ينقص من أَجر الصائم شيئاً)أخرجه الترمذي في سننه وأحمد في
مسنده،والعمرة،وهي تعدل حجة في الثواب إذا أديت في رمضان،لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض،قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم(عمرة في رمضان تعدل حجة)أخرجه البخاري والترمذي،وفي رواية (حجة معي)وإحياء ليلة القدر،
كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم،على عظم خسارة من لم يغتنم فضل هذه الليلة فقال(إِن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من
أَلف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إِلا محروم)أخرجه ابن ماجه في سننه،والإكثار من فعل النوافل،فإن
الطاعة في شهر رمضان لها مزية وثوابها فيه مضاعف،ومن النوافل كثرة الذكر فإنه ينير القلب والجوارح قال الزهري(تسبيحه
في رمضان أفضل من ألف تسبيحه في غيره)أخرجه الترمذي في سننه،والاعتكاف،وخاصة في العشر الأواخر من رمضان،فإن
الاعتكاف فيها سنة مؤكدة كان يفعلها رسول الله ففي الصحيحين(أَن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يعتكف العشر الأواخر من
رمضان حتى توفاه اللَّه ثم اعتكف أَزواجه من بعده)أخرجه البخاري ومسلم.
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة doha2012
