بسم الله

الحمد لله

و الصلاة و السلام على رسول الله

و على آله و صحبه اجمعين

ما اجمل المظروف الأبيض بيدي و أنا أتحسس ملمسه
و انظر الى الطابع الملصق في اعلى زاويته*
و اسمي مكتوب في أوسطه بخط اليد مع العنوان
افتح المظروف بعناية فائقة من طرفه
و الفضول يقطعنّي لمعرفة فحوى الرسالة ،
*عور جميل مفعم بالمشاعر بسبب مكانة صاحب الرسالة
و تكلّفة عناء الكتابة و التعبير عما يكنه تجاهي
و من ثم وضع الرسالة في مظروف مع وضع الطابع بقيمة الإرسال .
كتابة الرسالة مشروع في حد ذاته
من قلم و ورق و مظروف و طابع و عنوان
و من ثم أخذ الرسالة الى صندوق او مبنى البريد
و لحس طرف المظروف لإغلاق الظرف بطعم مر من اجل الحبيب
ثم لحس الطابع باللعاب الكافي للصقه في زاوية المظروف .

كل ذلك انتهى من قواميسنا و الرسالة ذات الصفحات استبدلت
بتغريدات سريعة على غرار وجبات مكدونالد*

هل الحب بالكلام ام بالأفعال ؟
الحب له ملمس و طعم و لون و رائحة و صوت*
و تعبير و اعادة صياغة و شوق و تضحية
*
ازال البي بي كل الإيحاءات و الألوان و الروائح
و الاصوات و التعابير البلاغية و استبدلت
بروابط و حروف مختصرة فيها برود و جمود و وحشة و
*أنانية و جدال و تحدي و تعالي الكتروني .

احياناً نشتاق لحمل القلم و اطلاقه حراً يكتب ما يشاء بلاقيود
و الورق الابيض يتحول الى سجادة كتلك التي في المساجد
و المصلي الوحيد هو القلم ينتقل من الصف الأمامي
الى الخلف و قد يحتاج الى سجادة اخرى و اخرى

هل تعبر عما بداخلك بالكتابة بالرسم بالنقط بالخربشات ؟

اكاد أصاب بالهوس حين احمل القلم و اضعه على الورقة

و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم*
*