النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الحور العين .. ونعيم النساء في الجنة

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    عضو مؤسس
    رقم العضوية
    2890
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    10,328
    يمازحهن ويتسابق معهن , فقد جاء في الآثر أنه سابق زوجته عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – في بداية زواجهما ؛ حيث سبقت السيدة عائشة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لنحافتها ، ومرت السنوات واكتست السيدة عائشة بالشحم ، فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم سباقها وسبقها هذه المرة ، وقال لها ضاحكًا : هذه بتلك" ,

    … أين ترى مثل هذه المعاملة في سنن السابقين وحتى اللاحقين من الامم غير المسلمين .


    ومن أحاديثه عليه الصلاة والسلام في النساء :"
    1. " استوصوابالنساء خيراً"
    2. " لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر"
    3. "إنما النساء شقائق الرجال"
    4. "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"
    5. "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
    6. "أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك"
    7. "من سعادة بن آدم المرأة الصالحة".


    والإسلام جاء وقضى على عادة بذيئة عند العرب فيما يخص الأنثى فقد كانوا يدفنون المولودة الأنثى خوفًا من العار والفقر ,

    يقول الله تعالى : " وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت" ,

    وقال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم :" من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها ، أدخله الله الجنة" .


    والقرأن الكريم عندما جاء بأحكام الإسلام طالب الرجل والمرأة وخاطبها كما خاطب الرجل ,

    يقول الله تعالى : "مَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً",

    ويقول الله تعالى : "مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَاب" ,

    ويقول الله تعالى : "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" ,

    ويقول رب العزة تعالى : "فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ"

    …. وأيات آخر كثيرة تبين لنا أن المرأة هي مثل الرجل وتعامل نفس المعاملة من حيث الآجر والثواب والجنة ونعيمها .


    نعيم الجنة :
    نعيم الجنة لا يمكن أن يوصف لما فيه من لذات وخيرات , ولصعوبة تصور ذلك جاء القرآن بوصف يقرب من عقول البشر وتشبيه يسهل على عقولنا فهمها وإدراكها ,

    يقول الله تعالى : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ", فالمتقون هم رجال ونساء ولا فرق بينهما في هذا , ولهم فيها كل النعم والخيرات ,

    ويقول الله تعالى : " يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ " ,

    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مصداق ذلك في كتاب الله تعالى : "

    ويقول الله : "فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ,

    والملاحظ أن الجنة ظروفها وأحوالها وقوانينها الفيزيائية والكيميائية وحتى النفسية مغايرة تمامًا لواقع الدنيا التي نعيش فيها

    … حيث يرفع الله كل ما فيه كد وتعب ولغب يصيب الإنسان في الدنيا

    … ويرفع الغل والحقد والحسد والخوف والأرق والملل والغضب وكل ما فيه تكلف ونصب على الإنسان ,

    قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : "يَأْكُلُ ‏ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلا ‏يَتَغَوَّطُونَ‏ ‏وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَبُولُونَ ولكن طعامُهُم ذلك جُشَاءٌ كَرَشَحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّكبيركَمَا يُلْهَمُونَ النَّفَسَ" , فلا قاذورات ولا إخراج ولا فضلات ولا عرق ولا شدة على أهل الجنة , والإنسان لا يهرم ولا يمرض ولا يموت فهي حياة أبدية رغدة كلها سرور وفرح وغبطة لكل واحد من سكانها رجلًا كان أو إمرأةً ,

    قال الرسول عليه الصلاة والسلام : "إذا دَخلَ أهلُ الجَنةِ الجَنةَ ‏يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا ‏تَسْقَمُوا‏ ‏أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا‏ ‏تَهْرَمُوا ‏ ‏أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلا ‏ ‏تَبْأَسُوا ‏أَبَدًا" .


    وفي الجنة يزداد المرء جمالًا وحسنًا (الرجل والمرأة) , وفبها أي الجنة سوقًا يأتونها وتهب عليهم ريحًا تزيدهم جمالًا وحسنًا ,

    قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : "‏إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ ‏فَتَحْثُو في ‏وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ حُسْنًا وَجَمَالاً فَيَقُولُونَ وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالاً" , فالرجال إزدادوا جمالًا وعند عودتهم لزوجاتهم وجدوا أن أزواجهم ايضًا قد إزدادوا جمالًا وحسنًا .


    نعيم الجنة للرجال :
    وقد ذكر الإسلام بعض حوانب نعيم الجنة بالنسبة الى الرجال ومنها النساء وأطلق على نساء الجنة أسمًا للدلالة عليهن وهو : حور العين .. فمن هن حور العين وماذا يفعلن وما دورهن ؟..


    الحور العين :

    ورد في القرآن الكريم وصف نساء الجنة بحور عين في اربعة آيات وهم :
    1. الدخان : "كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" / 54
    2. الطور : "مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ" / 20
    3. الرحمن : "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ" / 72
    4. الواقعة : "وَحُورٌ عِينٌ" / 22


    الحور : جمع الحوراء ، وهي البيضاء ، أي بنساء بضيضات الجلد .

    والعِين : جمع العيناء ، وهي واسعة العين ، ووصفهم هكذا للدلالة على عطيم جمالهن ورفيع حسنهن , فهن أجمل خلق الله , خلقهن من أجل رجال أمته , وهن إما أن يكن خلقًا جديدًا وإما أن يكن من نساء الدنيا لقول الله تعالى : "إنا أنشأناهن إنشاءً" ,

    وقال تعالى : "هم وأزواجهم في ظلالٍ" , أي نساءكم في الدنيا .. لأن الجنة لا تدخلها عجوز .. فالجنة نساؤها شابات حسان أشد جمالًا وأعظم حسنًا , حيث يجعل الله النساء في الجنة على أحسن ما تتمناه المرأة من جمال الصورة وحسن الهيئة .. ولا تفاضل في الجمال .. وهذا من حكمة الله وقدرته وواسع سلطانه وعظيم نعمائه , فالرجل يرى زوجه أجمل الخلق وتزداد جمالأ كما سبق وذكرت .


    وفي آية الرحمن في قوله تعالى : "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ" , فالمقصود في الحور هنا هن نساء الدنيا , فإنه من رفيع مكانتهم في الجنة لا يتحركن ولا يفعلن شيئًا من امور البيت بل هن يكن كالملكات في قصورهن , ويخدمهن حور العين من نساء الجنة ,

    قال إبن عاشور في تفسيره : "والمقصورات : اللاَّءِ قُصِرت على أزواجهن لا يعدون الأنس مع أزواجهن ، وهو من صفات الترف في نساء الدنيا فهنّ اللاء لا يحتجن إلى مغادرة بيوتهن لخدمة أو وِرد أو اقتطاف ثمار ، أي هن مخدومات مكرمات" . اهـ


    والرجل في الدنيا إما أن يكون متزوجًا أو غير متزوج , فالمتزوج وإن كانت زوجه من المؤمنات من أهل الجنة فهي معه في الجنة , لقول الله تعالى : "هم وأزواجهم في ظلالٍ" , وتكون هي السيدة في قصرها .


    وإن كان أعزبًا في الدنيا زوجه الله من نساء الجنة حور العين .


    والله سبحانه وتعالى ذكر حور العين لذاذًا للرجل صراحة لأن الرجل ما يطلبه في الدنيا وما يتمناه إمرأة جميلة تسر نظره وتبعث البهجة والغبطة في نفسه , والمرأة في نفس الرجل متعة ولها يشتاق ويحنو , بينما المرأة لها رغبات وتشوقات غير إلتقائها بالرجل , فكان لها أولويات في المتعة والشوق وما تحنو اليه وقد أثبتت الدراسات أن الرجل يتوق الى المرأة ويطلب وصالها أكثر من طلب المرأة وصاله , وكما بينت الدراسات أن الرجل هو من يقوم بإغتصاب النساء بينما المرأة لا تغتصب الرجل , فهذا يؤكد شدة شوق الرجل وشهوته للنساء .


    نعيم الجنة للنساء :
    إن الله سبحانه وتعالى قد وعد المؤمنين الجنة وآيات القرأن كثيرة في هذا الصدد وجاءت آيات من القرآن بصيغة حمع المذكر , وهذا لا يعني أن النساء لا يدخلن الجنة , فهذا من بلاغة القرآن في توجيه الخطاب .. فعند مخاطبة جماعة من الناس فيهم الرجال وفيهم النساء فيطلق جمع المذكر علي هذه الجماعة وهذا وارد حتى في لغات البشر غير العربية , وهذا لا يعني أن النساء لا يدخلن في الخطاب , يقول الله تعالى : "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ,

    ويقول الله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ,

    وحتى لا يتكلف المتكلفون ويقولون هذا للرجال فما للنساء , جاء القرآن بآيات تبين أن النساء ايضًا هن يدخلن الجنة ,

    يقول الله تعالى : "وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ" ,

    ويقول الله تعالى : "وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً" ,

    ويقول الله تعالى : "ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ" ,

    والأزواج هن نساء ,

    ويقول الله تعالى في حق إحدى نساء الدنيا المؤمنات وهي آسية زوج فرعون ودخولها الجنة : "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ" ,

    فهي رحمها الله تدخل الجنة بل وتطلب بيتًا في الجنة وهو حق لها , والله سبحانه وتعالى قد إستجاب لها , قال الحسن : لما دعت بالنجاة نجَّاها الله تعالى أكرم نجاة ، فرفعها إِلى الجنة تأكل وتشرب وتتنعم" .


    فهذه أدلة قطعية على أن النساء المؤمنات يدخلن الجنة كما يدخلها الرجال , والجنة ونعيمها ليست قصرًا على الرجال فهي متاحة للنساء والله يبحانه وتعالى قد أعد لأصحاب الجنة من رجال ونساء كل ما طاب طعمه ولذ مذاقه وحسن شكله ومرئ شربه ولهم ما تشتهي نفوسهن من كل طيب من لباس وحلي وجواهر وذهب ما لم يخطر على قلب بشر ولم تره عين ولم تسمع به آذن , ومن هذا النعيم نعيم الحب والود والعشرة والمعاشرة , فالمعاشرة ليست قصرًا على الرجال فالنساء يشتهن ولهن ما يشتهن , ولكن المرأة كما ذكرنا قد حباها الله في خُلق يكاد يلتصق بها منذ الصغر ألا وهو الحياء , وهذا الحياء في الدنيا شيمة من أحب وأفضل الشيم للبشر وخاصة النساء , وما دام في الحياة الدنيا هذه حالها ففي الآخرة حالها أعظم وأسمى والحياء أشد وأبقى , كما وأن الله سبحانه وتعالى يرفع في الجنة كل الخصال غير الحميدة ومن هذه الخصال الغيرة والحسد , فلا غيرة ولا حسد لأن أصحاب الجنة من رجال ونساء لهم شغلهم الشاغل ونعيمهم غر منقطع النظير,وأصحاب الجنة يدخلونها على أحسن هيئة وأجمل صورة ولا يدخلها شيخ طاعن في السن ولا إمرأة عجوز شمطاء , فالطل شباب ومن أجمل ما يكون , فالمرأة ترى زوجها أجمل الرجال ,والرجل يرى زوجه أجمل الناساء بل وتزداد جمالًا ,

    يقول الله تعالى :"إنَّا أنشأناهُنَّ إنشاءً فجعلناهن أبكاراً ، عُرُباً أتراباً "

    يقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية : هن عجائز أهل الدنيا لكل منهن زوج كما تحب وترضى ، كلما دخل بها زوجها تعود عذراء مرة أخرى ، كما تصبح أيضاً في حيوية العذراء وشبابها وصفاء نفسها ، ولا يَفنَى شبابها أبداً ولا جمالها" , فهل بعد هذا تريد زوجًا اخر …


    ولقد ورد أن المرأة إذا رأَت زوجها مع الحور العين تضحك ، فيبدو منها نور يُشع ، فيقول زوجها : "سبحان الله ما أشد هذا النور ، أهو مَلَكٌ كريم " فيقال : "لا ، بل هو نور زوجتك التي ضحكت" .


    والنساء في الجنة لا يخرجن عن حالات أربع :
    1. إذا كانت متزوجة في الدنيا ، ودخلت الجنة هي وزوجها .
    2. إذا كانت متزوجةً في الدنيا ودخلت الجنة ، أمّا زوجُها فدخل النار أعاذنا الله وإياكم منها .
    3. إذا توفيت قبل أن تتزوج في الدنيا .
    4. إذا تزوّجت أكثر من مرّة في الدنيا .


    الحالة الأولى :

    إذا كان الزوجان من أهل الجنّة فإنّ الله تعالى يجمعُ بينهما فيها ، بل يزيدهُم من فضلِه فيُلحِقُ بهم أبناءهم ، ويرفع دَرجات الأدنى منهم فيُلحقه بمن فاقه في الدرجة ، بدلالة إخباره تعالى عن حملة العرش من الملائكة أنّهم يقولون في دُعائهم للمؤمنين { … ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومَن صلح مِن آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم } [ غافر : 8 ] .
    وقوله تعالى { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء … } [ الطور : 21 ].


    الحالة الثانية :
    إذاكان أحد الزوجين من أهل النار فإمّا أن يكون كافراً ، فهذا يُخلَّد فيها ، ولا ينفعه كون قرينه من أهل الجنّة ، لأنّ الله تعالى قضى على الكافرين أنّهم ( خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ ) [ البقرة : 162 و آل عمران : 88 ] .


    وقضى تعالى بالتفريق بين الأنبياء وزوجاتهم إن كنّ كافرات يوم القيامة ، فقال سبحانه : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَ امْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) [ التحريم :10 ] ،

    فكان التفريق بين سائر الناس لاختلاف الدين أولى .
    قال الحافظ ابن كثير [ في تفسيره : 4 / 394 ] عند هذه الآية الكريمة :
    قال تعالى (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ) أي : نبيين رسولين عندهما في صحبتهما ليلاً ونهاراً يؤاكلانهما ويضاجعانهما ويعاشرانهما أشد العشرة والاختلاط ، ( فَخَانَتَاهُمَا ) أي : في الإيمان لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صَدَقاهما في الرسالة ، فلم يُجدِ ذلك كله شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ،

    ولهذا قال تعالى ( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً ) أي : لكُفرهما ،

    وقيل للمرأتين ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .اهـ .


    الحالة الثالثة :
    إذا كان للمرأة في الدنيا أكثر من زوجٍ ، فإنّ من فارقَها بطلاق حُلّ زواجه بطلاقه ، فتعيّن افتراقهما في الآخرة كما افترقا في الدنيا ، وأمّا إن مات عنها وهي في عصمته ، ثم تزوّجت غيره بعده ، فلآهل العلم ثلاثة أقوال في من تكون معه في الجنّة :
    • القول الأول :

    أنّها مع من كان أحسنَهُم خُلقاً وعشرةً معها في الدنيا ، ولا دليل على هذا القول ، إلا حديثٌ منكرٌ لا يصلح حجّة عليه .


    • والقول الثاني :

    أنها تُخيَّر فتختار من بينهم من تشاء ، ولا أعرف دليلاً لمن قال به .
    وهذان القولان ذكرهما الإمام القرطبي في كتابه الشهير التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة [ 2 : 278 ] .

    واختار الثاني منهما الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله ، وبعض المعاصرين .


    • والقول الثالث :

    أنها تكون في الجنّة مع آخر زوجٍ لها في الدنيا ، أي مع من ماتت وهي في عصمته ، أو مات عنها ولم تنكح بعده ، ويدلّ على هذا القول ما رواه البيهقي في سننه [ 7 / 69 ] عن حذيفة رضي الله عنه ثم أنه قال لامرأته إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لأخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ،

    وحديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ( أيما امرأة توفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها ) وقد صححه العلاّمة الألباني رحمه الله [ في السلسلة الصحيحة 1281] ، ولم أقف على تصحيح أحدٍ قَبلَه له .


    وإذا صح الحديث فلا يُُُعدَل عنه إلى غيره ، ولا يُعدَلُ به غيرُه ، فلذلك كان القول الثالث أولى الأقوال بالاعتبار ، وأرجَحَها ، والله أعلم .


    الحالة الرابعة :
    إذا لم يكُن للمرأة زوجٌ من أهل الدنيا في حياتها ؛ فإنّ الله تعالى يزوّجها بمن تقرُّ به عينُها في الجنّة ، لأنّ الزواج من جملة النعيم الذي وُعد به أهل الجنّة ، وهو ممّا تشتهيه النفوس ، وتتطلّع إليه ،

    وقد قال تعالى : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [ الزخرف : 71 ] .


    وينبغي للمسلم أن يشتغل بسؤال الله تعالى الجنّة ونعيمها على وجه الإجمال ، ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ) ، ومن دخَلها فحق على الله أن يُرضيه ، والله الموفّق .

    __________________

    كتبهاعزمي عبدالله عمران ، في 20 أغسطس 2011 الساعة: 14:34 م


    ودمتم بحفظ الله ورعايته

    منقول

    وبعد هذا كله يضل يتبادر في ذهني سوال
    لماذا خلق الله الحور عين اناث فقط


    ولله الحكم في مخاليقه
    التعديل الأخير تم بواسطة qatara ; 20-11-2012 الساعة 02:17 PM


    نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •