النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل جربت لذة العبادة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    هل جربت لذة العبادة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هل جربت لذة العبادة

    روى الإمام البخاري وغيره عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم،أو تنتفخ قدماه،


    فقيل له،يارسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر،فقال(أفلا أكون عبداّ شكوراّ)وجاء في كتاب صفة الصفوة


    لابن الجوزي،عن سفيان بن عيينة قال،كان قيس بن مسلم يصلى حتى السحر ثم يجلس فيهيج البكاء فيبكي ساعة بعد ساعة


    ويقول،لأمر ما خُلقنا،لأمر ما خلقنا، وإن لم نأت الأخرة بخير لنهلكن،وفي سير أعلام النبلاء للذهبي،كان عبد العزيز بن أبي


    رواد يوضع له الفراش لينام، فيضع عليه يده ويقول ما ألينك، ولكان فراش الجنة ألين منك،ثم يقوم فيصلي،وعن معاذة العدوية


    زوجة صلة بن أشيم قالت،كان صلة بن أشيم يقوم الليل حتى يفتر فما يجيء إلى فراشه إلا حبواّ،إنها لذة الطاعة،إن كثرة الصلاة


    وطول القيام فيها،وصبر النفس على تحمل مشاق البدن،ليدل على أن هناك شيئاّ يحمل المتعبدين على الإقبال على عبادتهم من غير


    ملل،أو كلل،وهذا الشيء ينسي النفس همومها، ويورث القلب تعلقاّ يشغله به عن الإحساس بالتعب، أو حتى الالتفات إلى تورم


    القدم ثم تفطرها وتشققها من طول الوقوف،إنها لذة الطاعة، وحلاوة المناجاة، وأنس الخلوة بالله، وسعادة العيش في مرضاة


    الله،حيث يجد العبد في نفسه سكينة، وفي قلبه طمأنينة، وفي روحه خفة وسعادة، مما يورثه لذة لا يساويها شيء من لذائذ


    الحياة ومتعها، فتفيض على النفوس والقلوب محبة للعبادة وفرحاّ بها، وطربًا لها، لا تزال تزداد حتى تملأ شغاف القلب فلا يرى


    العبد قرة عينه وراحة نفسه وقلبه إلا فيها،من حديث أنس بن مالك،قال سيد المتعبدين صلى الله عليه وسلم(حبب إليَّ من دنياكم


    الطيب والنساء،وجعلت قرة عيني في الصلاة)رواه الطبراني في الكبير، والنسائي في سننه، والحاكم في مستدركه وقال،صحيح


    على شرط مسلم،أي منتهى سعادته صلى الله عليه وسلم وغاية لذته في تلك العبادة التي يجد فيها راحة النفس واطمئنان القلب،


    فيفزع إليها إذا أصابه ضيق أو أرهقه عمل، وينادي على بلال،أرحنا بها،أرحنا بها،وهذا النوع من لذائذ القلوب والنفوس


    ذاقه السالكون درب نبيهم والسائرون على هديه وسننه، فجاهدوا أنفسهم وثابروا معها وصابروها في ميدان الطاعة حتى ذاقوا


    حلاوتها، فلما ذاقوها طلبوا منها المزيد بزيادة الطاعة، فكلما ازدادت عبادتهم زادت لذتهم فاجتهدوا في العبادة ليزدادوا لذة إلى


    لذتهم،فمن سلك سبيلهم ذاق، ومن ذاق عرف،وقال بعض السلف،مبدياّ حزنه وتأسفه على الذين لم يشهدوا هذا


    المشهد،مساكين أهل الدنيا،خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل،وما أطيب ما فيها،قال،محبة الله ومعرفته وذكره،وكان شيخ


    الإسلام ابن تيمية،رحمه الله تعالى،يقول، إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة،إنها الجنة التي لما دخلها الداراني


    قال،إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وإنه لتأتي على القلب أوقات يرقص فيها طرباّ من ذكر الله فأقول، لو


    أن أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب،إنها الجنة التي تنسي صاحبها هموم الحياة ومشاقها، بل تنسيه تعب العبادة


    ونصبها، وكلل الأبدان وملالها، بل وتنسيه الجوع والظمأ، فتغنيه عن الطعام وتعوضه عن الشراب، فهو بها شبعان ريّان،يطعمه


    اللذة والأنس والبهجة،ومن أسباب تحصيل اللذة،أولاّ، مجاهدة النفس،وتعويدها العبادة والتدرج فيها، ولابد من الصبر في


    البدايات على تعب العبادات وحمل النفس عليها تارة وتشويقها إليها أخرى حتى تذوق حلاوتها،فالتعب إنما يكون في البداية ثم


    تأتي اللذة بعد كما قال ابن القيم،السالك في أول الأمر يجد تعب التكاليف ومشقة العمل لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حصل للقلب


    روح الأنس زالت عنه تلك التكاليف والمشاق فصارت قرة عين له وقوة ولذة،وقال بعضهم،سقت نفسي إلى الله وهي تبكي، فمازلت


    أسوقها حتى انساقت إليه وهي تضحك،ثانياّ،صحبة المجتهدين وترك البطالين،فمن بركة صحبة أهل الصلاح،الاقتداء بهم،


    والتأسي بحالهم، والانتفاع بكلامهم، والنظر إليهم،كان ابن المبارك يقول،كنت إذا نظرت إلى وجه الفضيل بن عياض احتقرت


    نفسي،وقد قالوا قديماّ من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه،ثالثاّ،الإكثار من الخلوة بالله تعالى،فيتخير العبد أوقاتاّ


    تناسبه في ليله أو نهاره، يخلو فيها بربه، ويبتعد فيها عن ضجيج الحياة وصخبها، يناجي فيها ربه، يبث له شكواه، وينقل إليه


    نجواه، ويتوسل فيها إلى سيده ومولاه،فلله كم لهذه الخلوات من آثار على النفوس، وتجليات على القلوب،وقد قيل لبعض الصالحين


    لما أكثر الخلوة،ألا تستوحش،قال،وهل يستوحش مع الله أحد،وقال آخر،كيف أستوحش وهو يقول،وأنا معه إذا ذكرني،رابعاّ،ترك


    المعاصي والذنوب،فكم من شهوة ساعة أورثت ذلاّ طويلاّ، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور


    البصيرة،فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد


    قلبه،خامساّ،الدعاء،فهو سبيل الراغبين،ووسيلة الطالبين، الشفيع الذي لا يرد، والسهم الذي لا يطيش،فمتى فتح لك منه باب فقد أراد


    الله بك خيراّ كثيراّ،فارفع يديك لمولاك واضرع إلى ربك بقلب خاشع وطرف دامع وجبهة ساجدة،مع قصد وتوجه وتحرق


    وتشوق وتعلق بالذي لا يخيب مؤمله ولا يرد سائله،أن يمن عليك بلذة العبادات ويملأ بها قلبك ونفسك وروحك،فهو الذي يجيب


    المضطر إذا دعاه،وفي المسند،كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم،اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر


    والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين، قال الشافعي،طلبنا ترك الذنوب، فوجدناه في صلاه الضحى،طلبنا ضياء القبور


    ،فوجدناه في قراءه القران،وطلبنا عبور الصراط ،فوجدناه في الصوم والصدقة ،وطلبنا ظل الرحمن فوجدناه في اخوة صالحين،



    اللهم أذقنا حلاوة مناجاتك،ولذة عبادتك وثبتنا،على طاعتك
    اللهم آمين.

  2. #2
    عضو
    رقم العضوية
    5614
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    207
    أسأل الله العظيم ان يكتب اجرك

    وأن ينفعنا بما كتبت

    وجزاك الله خير الجزاء




    انت آحتشم و آلنآس تحشم من حشم
    تــرآك طـيـر مآ يـطير و لآ يـحوم
    آن كـآن أبـوك معـلـمـك رز آلـخـشـم
    أبـوي عـلـمني عـلـى كسر آلخـشـوم

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتفرج مشاهدة المشاركة
    أسأل الله العظيم ان يكتب اجرك

    وأن ينفعنا بما كتبت

    وجزاك الله خير الجزاء
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •