بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ترى من هو الغني
الغني هو،الذي ينصّب عليه المال،أنا أؤيد قولك بأن الغني هو (الذي ينصب عليه المال)لأنها تتجاوب مع
زمننا الحالي،فأننا في زمن حقير،فأنك أن كنت تمتلك المال أحترمك الجميع لأنك غني بنسبه أليهم,وإن كنت مسكين الحال
لا تمتلك إلا اليسير لن ينظر الناس أليك,بل ستستصغرك أعينهم, ويقذفونك بألسنتهم فأنت بلا قيمه لهم،فمن يقول بأن
الغّني،غّني بماله،لأنه أشترى هذه الدنيا لأموالها ومغراياتها،فلقد أعمى هذا المال عيناه فأصبح لايرى غيرها،أن المال لن يبقى
لك طول عمرك،فأنت راحل من هذه الدنيا،فأن رفيقك الحقيقي الذي سيظل معك وأنت في قبرك هو عملك الصالح،هو الصديق
الحقيقي لك فأنه سيدفع عنك كل الأضرار التي كنت ستتضررها بلقبر,وهو الذي سينير قلبك,ويقربك من قرة عينك
الجنة،فيا سعدك في تلك اللحظة،فعلم بأنك كلما أزددت عملاً صالحاً سيزيد رصيدك وستصبح أغنى بكثير من أصحاب
الأموال وأصحاب القصور والحلي وغيره،فعملك باقي ولاكن أموالهم زائله،ولن تفيدهم أو تشفع لهم يوم القيامة،أتدري بأن
الرجل الغني هو أكثر هماً من الرجل بسيط الحال،فوالله أنك قد ترى رجل قد تفجر منزله من النعم,وسترى بأن الغنى باد على
وجهه،فالمال قد أملئ عليه حياته،فهو يمتلك الدنيا بيديه،لاكن مع هذه النعم كلها بأن حالته مضطربه،فهو دائماً قلق, وفكرة
منشغل،وبعض الأغنياء الذين قد سيطر المال على عقولهم سيطرة كامله،فهو قد ترك عبادة الله تعالى,وأصبح عبداّ
للدرهم،مع تزايد النعم التي يمتلكها من صحة وقوة ومال،فلقد نسى من هو المالك الحقيقي للمال الذي معه،وكيف أعمى المال
قلبه،وأنساه ذكر الله،فهو يعلم بأن الله تعالى يوم القيامه سيحاسبهم ويسألهم(من أين أكتسبوا هذا المال،وبما أنفقوه)ففي
رواية أبي ذر رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى،قلت،نعم يا رسول
الله، قال،فترى قلة المال هو الفقر،قلت،نعم يا رسول الله، قال، إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب،هذا حديث صحيح على شرط البخاري،أن
بعض الأغنياء قد تشبع جسده من المال وأكتفى من كثرة النعيم ولكنه ماذا فعل،ركل هذه النعم بجحدها وأستنكارها،فلم يستغل
هذه النعم بما يقربه من الله,ويجعله راضياً عنه،فأصبح بعيداً عن الأيمان هاجراَ للقراْن,قد تمسك بحبل الشيطان،فحياته مجرد لهو
ولعب ومنكر وفسق وفجور،هذا هو حال من بعد عن ذكر الرحمان،ولاكن يجب عليه أن لا ينسى قول الله عزوجل(ومن
أعرض عن ذكري فأن له معيشةً ظنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)وقد أنزل الله عليه أسوء وأشد الأمراض في هذه
الدنيا،ولكن ستجد رجلاً لا يملك إلا القليل من المال وتغمره السعادة،ومع هذا تراه مبتسماً،فتسأله عن سر أبتسامته, وسر
سعادته،فيرد قائلاً،بأنه قد أشترى الأخرة ,وباع الدنيا بما فيها،باع نعيمها, ومفاتنها لأجل رضى المنان والجنة،ومع كل
البلاء الذي فيه،بأنه يمتلك السعادة الحقيقية التي كان الجميع يبحث عنها بجمع المال, وفعل الفواحش,من ربا وغيره،لكنه قد
باع دنيته،فأن هذا العبد الصالح الذي سيسعى لأخرته لا شي همه من هذه الدنيا إلا رضي ربه, وسيحبه, وسيجعله بالدنيا
سعيد البال وبلأخرة سعيد الحال،لا تحزن على فقر المال،وأن الفقر,والغنى لا يقاسانا بالمال الذي تمتلكه، بل يقاسان بلأعمال
الصالحه التي خبأتها لأخرتك، لليوم الذي ستلاقي فيه ربك, وتواجه به قدرك،لكنك يجب أن تستعد لذلك اليوم فهو ليس
ببعيد،فأن كان الله قد أعطاك هذه النعمه فلا تنكرها,وحاول بقدر أستطاعتك أن تبذلها لوجه الله,وأقنع بما قسمه الله لك,ولا تلهيك
هذه النعمة عن دينك وأخرتك،فلا تسعى خلف المال وتصبح ممن أستعبد الدرهم،بل أسعى خلف أخرتك،وأعبد الله تعالى حتى يأتيك اليقين,إذا دعونا جمعياّ موحدين،نستغني بأغنى أغنياء الكون،وعن الدنيا وما فيها،نستغني بالغني الحقيقي الواحد الأحد الفرد الصّمد،إنه عز وجل خالقي وخالقكم الله تعالى ربي وربكم ورب الناس اجمعين،
أسأل الله تعالى بإسمه الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُأل به أعطى أن يجعلني وإياكم من أغنياء دنيته وآخرته
وأسأل الله ان يرضى عنا,ويسعد قلوبنا في الدنيا والاّخره،وأن لا يحرمنا من جمال الجنه ورائحتها الطيبه,ومن أجمل ما فيها الذي تشتاق إليه العيون، برؤية الله عزوجل)اللهم أمين.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج الحياء 2
