النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لا تكن ولياً لله في العلانية،وعدواّ له في السر

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    لا تكن ولياً لله في العلانية،وعدواّ له في السر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    رجل منّ الله عليه فألتزم وصار يتنقل بين الطاعات،من فروض وسنن وواجبات،وهجر حياة المعاصي والذنوب

    والموبقات،ولكن لا يزال الشيطان يراوده ويأتيه بين الأوقات،وأكثر ما يكون ذلك في الخلوات،فيوسوس له

    بمشاهدة أو سماع أو قول الحرام،ويزين له فعله،لأن عنده من ضعف مراقبة الله في الخلوات،يقع ،في الفخ الذي نصبه

    له إبليس ونفسه الأمارة بالسوء،فيقع في الذنب،ولأن الله وضع في قلبه خير يعود فيندم فيتوب،ولكن لما يختلي بالله

    مرة أخرى يزين الشيطان له فعل الذنب فيعود ويتكرر منه الذنب،ويندم ويتوب،ويختلي يذنب،ويندم يتوب،فمنهم من إذا

    خلى بالله زنى أو سرق أو تعامل بالرشوة أو تعدى على حق من حقوق غيره،وليس عن الذين لا يبالون بالمعاصي سراً

    وجهاراً ليلاً ونهاراّ، فهؤلاء المجاهرين حسابهم على الله ويكفيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي معافى إلا

    المجاهرين )رواه ابن ماجه وصححه الألباني،ولكن أصحاب الطاعات في العلن،أمام الناس هم المصلين التالين كتاب الله

    والمقبلين على أهل الدين،وفي الخلوات تتغير حالهم،قال محذراً بلال بن سعد رحمه الله(لا تكن ولياً لله في العلانية

    وعدواً له في السر)فإن كنا نوقن فعلياً أنه يرانا فكيف نتجرأ على معصيته ، وكيف نجعله أهون الناظرين إلينا،قال تعالى

    (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم)فأين نحن من درجة الإحسان التي عرّفها لنا نبينا وحبيبنا

    محمد صلى الله عليه وسلم(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)وذلك من الحديث المشهور الذي

    رواه البخاري،من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وأين نحن من نصيحته صلى الله عليه وسلم لأبن عباس

    (أتق الله حيثما كنت )والمعني بقوله (حيثما كنت)في السر والعلانية، مع الناس أو في خلوة،ومن خطورة ذنوب

    الخلوات،لخص أحد علماء السلف رحمهم الله،لو رأيت أحدا ممن كان مشهوراً بالالتزام معروفاً عند أهل الخير والإقدام،

    لو رأيته وقد تبدل حاله وانتكس فأعلم أن الأمر لم يكن صدفة ولم يأتي بغتة ، فإنه بارز الله بالمعاصي في الخلوات حتى

    تكاثرت على قلبه فظهرت في العلن،وكان السلف رحمهم الله يعرفون صاحب معصية الخلوة ، فإن لها شؤماً يظهر في

    الوجه ويظهر في ضعف إقباله على الطاعات،قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه(إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في

    القلب ،وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن،ومحبة في قلوب الخلق،وإن للسيئة سواداً في الوجه ،وظلمةً في القلب،ووهناً

    في البدن,ونقصاً في الرزق،وبغضةً في قلوب الخلق)وقال أبو الدرداء لسالم بن أبي الجعد،ليحذر العبد يخلو بمعاصي الله

    عزوجل،فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر،فقد جاء في سنن ابن ماجه بسند جيد من حديث ثوبان

    رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال

    جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً)قال ثوبان،يا رسول الله صفهم لنا،جلهم لنا أن لا نكون منهم

    ونحن لا نعلم،قال (أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله

    انتهكوها)ولعلاج ذنوب الخلوات،قال تعالى( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) هل نستشعر معية الله عند

    وقوعنا في المعصية التي لا يرانا فيها غيره،هل نعلم يقيناً وفعلياً أنه مطلع علينا،إن الله يعلم سرنا وجهرنا ويسمع

    كلامنا ويرى مكاننا ولا يخفى عليه شيئاً من أمرنا،وأن نرفع جانب الخوف عندنا على جانب الرجاء ، نعم نتلو قوله تعالى

    (ورحمتي وسعت كل شيءٍ،ونتلو قوله تعالى( نبئ عبادي أَني أَنا الغفور الرحيم) ونتبعها( وأن عذابي هو العذاب

    الأَليم)فلا يكفي أن نتفكر في كرم الله ومغفرته ورحمته وننسى عذابه،فهذه القاعدة هي عمل قلبي عظيم كي نستشعر عظمة

    الله فتزيد هيبته في قلوبنا فنمتنع عن فعل المعصية فتعمل بقول القائل(لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر إلى عظمة

    من عصيت،ومن الواجب على من أبتلي بهذا الابتلاء أن يجدد التوبة دائماً وليحسن الظن بربه وإن تكرر الذنب فإن الله لا

    يمل حتى تملوا،والتضرع إلى الله(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)ندعو الله ونسأله أن يعيننا،والإلحاح في الدعاء والذل

    والانكسار بين يدي العزيز الجبار وحضور القلب واستشعار عظمتة،والإكثار من ذكر الله( أحفظ الله يحفظك ) فيحفظك

    سبحانه من الوقوع في مثل هذه المعصية ويشغلك بطاعته،والعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم(أوصى

    النبي صلى الله عليه وسلم،رجلا من أصحابه فقال(أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك)والحديث صححه الألباني،


    اللهم اجعلنا نخشاك في الغيب كأننا نراك ، اللهم مُنَّ علينا بمراقبتك في السر والعلانية ، يارب العالمين.

  2. #2
    عضو
    رقم العضوية
    44353
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    136
    بارك الله فيكِ ونفع بكِ

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج الحياء 2 مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكِ ونفع بكِ
    بارك الله فيك
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •