بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصايا ومواعظ كفارة المجلس
عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من جلس في مجلس يكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من
مجلسه ذاك،سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذاك )رواه الترمذي،هذا الحديث دعاء كفارة المجلس
لا تخلو مجالس النساء إلا من رحم الله من الأمراض القلبية الكثيرة، مثل اللغو والغيبة والنميمة والقيل والقال والخوض في الأعراض
وفي خصوصيات البشر وما شابه ذلك مما لا يحل،وكم من المصائب
والكوارث التي تحدث من وراء هذه المجالس التي تعمل على إضاعة
الوقت في غير مرضاة الله،وصرف الجوارح عن طاعته،ويقول صلى الله عليه وسلم(ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا اسم الله تعالى فيه إلا
كان عليهم ترة يوم القيامة)ترة،أي حسرة وندامة، رواه الترمذي،
فيجب علينا نحن نساء المسلمين أن نربي أنفسنا من هذه المجالس
التي تحفها الشياطين وتبتعد عنها
الملائكة ويزداد فيها الضرر ويقل النفع ويكثر الذنب ويقل الأجر،
وعلينا أن نتذكر دائماً أن أكثر الناس
خطايا الخوض في أعراض الناس،ولا ننسى أن الله يسمعنا ويرانا
ويحصي أعمالنا،
ويقول جل وعلا في كتابه الكريم( يوم يبعثهم الله جميعاّ فينبئهم بما عملوا أحصاه اللَه ونسوه والله على كل شيءٍ شهيد)
ولكن أحياناً تحتم علينا الظروف بأن نُدعى إلى بعض المجالس والتي ربما لا تخلو من تلك الأمراض
الخبيثة،فيجب علينا أن لا نخوض مع الخائضين ونعصم ألسنتنا ونتذكر حصائدها،وعن عمرو بن العاص قال الكلمات لا يتكلم بهن
أحد في مجلسه عند قيامه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه ، ولا يقولهن في مجلس خير ، ومجلس ذكر إلا ختم له بهن عليه كما يختم على
الصحيفة ، سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ،إسناد جيد رواه أبو داود ،من الآداب الرفيعة في ديننا أن لا يتجرّأ أحدٌ على أحد في مجلس, ويقيمه من مكانه مهما علا شأن
الثاني ونزل شأن الأول, فعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس
فيه)رواه البخاري،فالناس في المباح كلهم سواء، فمن سبق إلى شيء استحقه، ومن استحقّ شيئاً فأخذ منه بغير حقّ فهو غصب
والغصب حرام،وقد يدخل الإنسان إلى مكان مكتظّ بالضيوف فلا يجد إلا فرجة بين اثنين,فيجلس بينهما دون إذن منهما ويقطع حديثهما
ويدخل الحرج عليهما,فقد يكون بين الاثنين حديث خاصّ بينهما لا يحبّان أن يطلع عليه أحد,أو بينهما ودّ لا يحب لأحد أن يفسده لذلك
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال(لا يجلس بين رجلين إلَّا بإذنهما)أبو داود،وفي بعض الأشخاص صفة سيئة تتمثل بفرضه
حديثه الذي يدور في رأسه بمجرد دخوله على أصدقائه, فيقطع حديثهم لينتقل إلى حديث آخر دون إذنهم أو مشورتهم, فتحصل بذلك
فجوة بين الأطراف منشؤها فجوة بين الأحاديث وكم من إنسان استأذن بالخروج من المجلس وكم من رجل قاطع آخر لأنّه قطع
حديثه دون إذنه,ومن عيوب بعض المجالس أن يكثر فيها الهمس المزعج و الذي يتمثل بالمحادثة الخفيّة بين طرفين مع وجود الطرف
الثالث الذي يحزنه هذا الفعل ويؤلمه, وربما هيّج هذا الفعل ما في نفسه فيتوهّم ربط حديث المتناجين بما يكره أو يبغض, أو يعتبر
نفسه غريباً عن المتناجين فيحزنه هذا التناجي, وبذلك جاء النهي فعن عبد اللَه بن مسعود قال(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم(إِذا
كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه)متفق عليه،
نسأل الله أن يغفر لنا زلات ألسنتا ويجعلها رطبة دائماً بذكره.