بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وما الشكر إلا لله

إن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده المؤمنين ليظهر ما في نفوسهم من الخير، ويرفع درجاتهم عنده، ويكفر عنهم

سيئاتهم،قال تعالى(احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون،ولقد فتنا الذين من قبلهم فلنعلمن الذين

صدقوا ولنعلمن الكاذبين)فعندما تنزل الشدائد بالمسلم يتجمع عليه الشر،ويكون في ذلك شدة ومصائب تنزل كالمطر،قال

تعالى(ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)فالمصائب هذه بسبب ذنوبنا وما نزل بلاء إلا بذنب وما

رفع إلا بتوبة،فعندما تضيق عليك الدنيا بما رحبت تذهب إلى فلان وفلانة تشكوا همك ولكن،تجد انه مازال بك هذا المصاب

،ولو فتحت قلبك لهم وأخرجت كل ما فيه،إلا انه لا يزيد من الأمر شيء ولا ينقصه،تجلس بينك وبين نفسك وتتفوه

بكلمات منها،كقولك تعبت أنا حزين, مللت, حياة مملة لا تطيقها نفسي،هموم أغضت مضجعي،فليس لك بعد كل هذا

إلا أن تخر ساجداً بين يدي ربك شاكياً باكياً راجياً فلا منجي إلا هو،فهذه الشدائد التي تعتري المسلم هي خير له في

الحقيقة(عجباّ لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراّ له وإن أصابته

ضراء صبر فكان خيراّ له)رواه مسلم،تكفر عنه السيئات وتحط عنه الخطايا،أعلم أيها المبتلى إن الله ما ابتلاك إلا

ليرفع درجاتك،ويكفر ذنوبك وافرح فما ابتلائك إلا هو باب خير فتح لك كيف ذلك،فكلما أحسست بالهم والغم وتوضأت

وصليت فهذه طاعة لك اجر بها,تؤجر على مصابك وتؤجرعلى طاعتك،وأعلم أيها المبتلى إنه ما ابتلاك إلا

لـيسمع صوتك بالدعاء فالدعاء هو العبادة,وكذلك لعله أصابك بهذا المصاب ورفع عنك مصاب أخر اشد،وما ابتلاك إلا ليرفع

مقامك با لأخره,وما ابتلاك إلا لحكمة أنت لا تعلمها هو وحده يعلمها سبحانه،وهذا البلاء نعمه من الله عليك،وعن أبي

هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما،عن النبي قال(ما يصيب المسلم،من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم،حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه)الراوي،أبو هريرة المحدث،البخاري،المصدر،صحيح

البخاري،حكم،المحدث،صحيح،والنصب،التعب،والوصب،المرض، أيها المبتلى إن بلاءك ومصائبك تدل على عظم أجرك عند الله،إن

أنت صبرت على مرضك وقابلت قضاء الله وقدر بالتسليم والرضا،لا

بالجزع والتسخط،وماذا يفيدك الجزع و التسخط والتشكي،إن ذلك لن يفيدك شيئاً، بل هو يزيد عليك الألم والضعف والتعب

أضعاف أضعاف ما لو كنت صابراً محتسباً، ألا فاحمد الله على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك، ليكفر عنك بها ذنوبك،

ويزيد لك في حسناتك، ويرفع بها درجاتك

(ومن فوائد المرض والبلاء)
أنه يبين للإنسان كم هو ضعيف مهما بلغت قوته،فقير

مهما بلغ غناه، فيذّكره ذلك الشعور الذي يحس به عند مرضه بربه الغني الذي كمل في غناه، القوي الذي كمل في

قوته، فليلجأ إلى مولاه بعد أن كان غافلاً عنه، ويترك مبارزته بالمعاصي بعد أن كان خائضاً فيها،وكذلك من فوائد

المرض والبلاء،أنه يريك نعم الله عليك كما لم ترها من قبل، ففي حال المرض يشعر الإنسان شعوراً حقيقياً بنعمة الصحة،

ويشعر أيضاً بتفريطه في هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه سنين طوالاً، وهو مع ذلك لم يؤد حق الشكر فيها،ومن ثم

يعاهد ربه أن يكون شاكراً على النعماء،صابراً على البلاء،عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال‏

(‏تنصب الموازين فيؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين وكذلك الصلاة والحج،ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب

لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر بغير حساب،صحيح البخاري،قال الله تعالى‏ (‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير

حساب‏)‏حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل)فكيف بمن

زاد على بلاءه في حسناته من قربات لله،يقول الله عز وجل في الحديث القدسي (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو

أزيد,ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر,ومن تقرب لي شبراّ,تقربت منه ذراعاّ,ومن تقرب لي ذراعا تقربت له

باعاّ,ومن أتاني يمشي أتيته هرولة,ومن لقيني بتراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاّ لقيته بمثلها مغفرة)رواه البخاري ومسلم،والنسائي،فالشدائد فيها

رفعه في الدرجات إن خالطها الصبر,فلنحمد الله على كل حال فمن زاد في دينه زيد له في بلاءه،
(ولكن هل يبتلى الانسان بكثرة ذنوبه)الذنب وبال على صاحبه ويطبع على قلبه ويجعل صدره ضيقاّ حرجاّ،فلا يتحمل الإبتلااءت ولا يصبر عليها كما

يجر الذنب ذنباّ،لأن المؤمن حين يذنب تطبع فى قلبه نقطه سوداء وإذا زاد فى الذنب غطت على قلبه فكانت كالغشاوة
والران على قلبه فلا يعود يميز الصواب من الخطأ،

‏عن ‏ ‏أبي هريرة‏،عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال‏(إن

العبد إذا أخطأ خطيئة ‏‏نكتت ‏‏في قلبه ‏نكتة ‏سوداء فإذا هو ‏نزع ‏ ‏واستغفر وتاب ‏‏سقل‏ ‏قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو ‏ ‏

الران الذي ذكر الله(‏‏كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) مسند الإمام أحمد‏،‏حديث حسن صحيح،ومن رحمة الله بنا تعجيل

العقوبة فى الدنيا وتكفير الذنوب عننا بالإبتلاءات، لننظر لهذا الحديث الشريف فى صحيح الترمذى،‏عن ‏‏أنس ‏قال،‏قال رسول

الله ‏‏صلى الله عليه وسلم‏(إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى ‏ ‏يوافي ‏ ‏به يوم القيامة) ‏