النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: وخافوني إن كنتم مؤمنين

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    وخافوني إن كنتم مؤمنين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وخافوني إن كنتم مؤمنين

    إن من أعظم الأسباب التي جعلت المسلمين يتهاونون في ارتكاب المعاصي ويكثرون منها،هو قلة الخوف من الله عز وجل،ونسيان عظمته سبحانه وتعالى، ونسيان ما أعده الله لمن عصاه،ولم يقم بما أمر به،والناظر في حال السلف وما كانوا فيه من شدة الخوف من الله سبحانه وتعالى،يرى الفرق كبيراً بيننا

    وبينهم،فقد كانوا كثيري العبادة،ومع ذلك يخافون من الله أشد الخوف ألا يقبل أعمالهم، ونحن بالعكس منهم فقد كثرت ذنوبنا وقل خوفنا من الله عز وجل واستشعار مراقبته،إن بعض الناس،يجترئ على الذنوب والمعاصي،ويتساهل بها،وإذا فعل أكبر الكبائر كأنما ذباب وقع على أنفه، فقال به،هكذا وطار،وكأن

    الأمر هين وسهل،إذا ترك الصلاة ضحك، وإذا ارتكب الحرام فرح،فتجده يرتكب المحرمات،ثم يقولها وبكل سهولة،أستغفر الله وهو يضحك،القلب لا يندم،والعين لا تدمع،والخوف لا يدخل قلبه،ما السبب،إنه لا يخاف من ربه جل وعلا،قال الله جل وعلا،واصفاً عباده المؤمنين( في بيوت أذن اللَّه أن ترفع

    ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال،رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللَّه وإِقامِ الصلاةِ وإيتاء الزكاة)النور،تعرفون لماذا،لأنهم كانوا يجلسون في بيوت الله،ويحافظون على الصلوات الخمس،ويؤدون الفرائض،قال(يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)النور،كان ابن مسعود،رضي الله

    عنه،جالساً،فسمع أحد أصحابه يقول،ما أود أن أكون من أصحاب اليمين،إنما أود أن أكون من المقربين،لأنهم أعلى درجة من أصحاب اليمين،هذا اليوم الذي كان يبكي منه أسلافنا، حتى كان أحدهم إذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً)السجدة، خوفاً من

    ذلك اليوم،يقول بعضهم،ما رأيت مثل الحسن البصري،وعمر بن عبد العزيز ،كأن النار لم تخلق إلا لهما،وبكى بعضهم قبل الوفاة بكاء شديداً فبكت أمه،قال،ولم تبكين،قالت،لبكائك يا بني،قال،أما إني أبكي لخوف المطلع عند الله جل وعلا في ذلك اليوم،ما بالنا من الذي يرتكب المحرمات إلا من رحم الله،

    وبعضنا يرتكب المنكرات العظام بل أكبر الكبائر والأمر عنده هين،لماذا،لأن الخوف من الله جل وعلا لم يخالط قلبه،تراه لا يصلي الفجر في الأسبوع إلا مرة،ولا يتذكر العصر إلا بعض الأحيان، ويسمع بعض الأغاني،ويقع في غيبة بعض الناس، ثم لو سألته قال، إن ربي غفور رحيم،هل وصلنا إلى هذه

    الدرجة،أم أن الواحد منا قد ضمن نفسه مع أنه لا يصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة في بيوت الله، والصلاة ما كان يتركها إلا المنافقون في عهد النبوة،وبعضهم كان يقوم الليل،فيبكي بعد القيام حتى الصباح يستغفر الله تعالى على تقصيره(وبالأسحار هم يستغفرون)الذاريات،كانوا يستغفرون من

    تقصيرهم في قيام الليل( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)المؤمنون،بعضكم يقول،هؤلاء الزناة، وهؤلاء شاربو الخمور، يجب أن يخافوا من الله، وقد قالت عائشة،هم الزناة، هم شاربو الخمور،وهم الذين يفعلون ويفعلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يا بنة الصديق،هم الذين

    يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم) يخافون من الله جل وعلا أن يأتي يوم القيامة فيجعل أعمالهم هباء منثوراً، صلاتي يا رب،صيامي،صدقتي،حجي وعمرتي،جعلها الله هباء منثوراً،لأن للأعمال محبطات،لا تظن أنك إذا عملت العمل انتهى كل شيء،لا والله،المشقة كل المشقة في المحافظة على هذا العمل،
    أن هناك أعمالاً تحبط هذا العمل،
    منها،أن تختلي بمحارم الله، تجلس في البيت، أو في المجلس، أو الغرفة،أو تسافر إلى بلاد الغرب فتنتهك محارم الله، قال عليه الصلاة والسلام(فيجعلها الله هباء منثوراً) أي،الصيام والصلاة والصدقة والحج والبر كله، يجعلها الله هباء منثوراً،أمراً

    آخر،أن تحفظ نفسك من المعاصي، إنه الخوف من الله جلّ وعلا، فلا تظنّ أنها معصية ثم تذهب، أو أنها نظرة ثم تضيع، أو أنه الفيلم الأخير ثم أتوب بعده، إن الله عز وجل يحذر الناس نفسه ويقول(وخافوني إن كنتم مؤمنين)آل عمران،ألا تخاف،من الله وأنت تتجرّأ على معصيته،اسمعوا إلى السابقين

    الصالحين،كيف كانوا يخافون ربهم، فهذا إبراهيم عليه السلام قيل،إنه كان يسمَع له من بعيد وهو في الصلاة أزيز صدرِه من شدة الخوف،كانوا أعدل الناس وأخشاهم لله ولم يكونوا عصاة، ومع ذلك كانوا أشدّ الناس خوفاً من الله، بل الصالحون يصلّون ويصومون ويتصدقون ومع ذلك يخافون أن لا يتقبّل

    منهم،فإن كان هؤلاء الصالحون المصلون المكثرون للخيرات يخافون على أعمالهم أن لا تقبل فكيف بالمقصرين،بل كيف بالذين لا يصلّون ولا يعرفون لله حرمة،نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو أعبد الناس وأصلحهم كيف كان يخاف، تقول عنه عائشة رضي الله عنها،كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف

    ذلك في وجهه، فتقول،يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا غيماً فرحوا رجاء أن يكون فيه مطر، وأنت إذا رأيته عرفت الكراهية في وجهك، قال(ياعائشة،ومن يؤمّنني أن يكون فيه عذاب،قد عذّب قوم بالريح، وقد رآه قوم فقالوا(هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم بِه ريح فيها عذاب أَليم)الأحقاف،أما نحن

    للأسف الواحد يرتكب المعاصي وينتهك الحرمات وهو يضحك ويلعب ولا يبالي، يقلب رأسه في الفراش وهو مطمئنّ لا يصلي الصبح إلا إذا طلعت عليه الشمس ولا يبالي،ما بال قلوبنا قد قست،الواحد يرتكب الذنوب ولا يبالي،أما يخاف أحدنا وهو راكب على سيارة يعصي الله ثم يختم الله له بسوء الخاتمة في
    حادث،واعلموا أن أحدكم يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه، فالبدار البدار،إلى التوبة والعمل الصالح والثبات على ذلك حتى الممات،


    نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يثبتنا على دينه، وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته، وأن يختم لنا بالصالحات أعمالنا، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية ضوى
    رقم العضوية
    9292
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    43,010
    جزاج الله خير

    خير ختام ليومنا بهالمنتدى

    تسلمين يالغالية
    اللهُمْ خِفّافاً لا لنْا ولا عَليّنا لا نؤُذيِ ولا نُؤذى، لا نَجّرح ولا نُجرح، لا نَهيّنْ ولا نُهانْ، اللهُمَ عَبُوراً خَفيّفَاً لا نُشّقيِ بأحدً ولا يُشّقى بنا أحد

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوى مشاهدة المشاركة
    جزاج الله خير

    خير ختام ليومنا بهالمنتدى

    تسلمين يالغالية


    الله يسامج حبيبتي
    يزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

  4. #4
    عضو مؤسس الصورة الرمزية بـارود
    رقم العضوية
    38888
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الدولة
    بلادٌ حباها الله
    المشاركات
    12,049
    جزاك الله خيراً على هذه الموعظة البليغة ؛
    سـامحت وعفوت عـن كل مـن آذاني إلا مـن
    آذى الله ورسوله [ ابن تيمية - رحـمـه الله ]


    قال شيخ الإسلام إبن تيمية - رحمه الله - :

    فـي طريق الجنّة لا مـكـان للخائفين وللجُبناء
    فتخويف أهل الباطل هو من عـمـل الشيطان
    ولن يـخـاف مـن الشيطان إلا أتباعهُ وأوليائه
    ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض

    ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بـارود مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً على هذه الموعظة البليغة ؛
    وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي بارود

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •