النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يقول الله تعالى(لقد خلقنا ظ±لإنسان في أحسن تقويم)قال معظم المفسرين أن أحسن تقويم تعني أحسن

    صورة,فقد قال القرطبي،وهو اعتداله واستواء شبابه،وهو أحسن ما يكون،لأنه خلق كل شيء منكباً

    على وجهه،وخلقه هو مستوياً،ومعنى ذلك،لقد خلقنا الإنسان في أحسن صورة وأعدلها لأن قوله(أحسن

    تقويم)وهو في تقويم أحسن تقويم،فأفادت الآية أن الله كون الإِنسان تكويناً ذاتياً متناسباً متمّم لتقويم النفس

    قال النبي صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)فإن

    العقل أشرف ما خص به نوع الإنسان من بين الأنواع)أن الإنسان مخلوق على حالة الفطرة،وهي

    الفطرة الإنسانية الكاملة في إدراكه إدراكاً مستقيماً مما يتأدى من المحسوسات الصادقة،أي الموافقة

    لحقائق الأشياء الثابتة في نفس الأمر، بسبب سلامة ما تؤديه الحواس السليمة،وما يتلقاه العقل السليم من

    ذلك،ويتصرف فيه بالتحليل والتركيب المنتظمين، بحيث لو جانبته التلقينات الضالة والعوائد الذميمة

    والطبائع المنحرفة والتفكير الضار،أو لو تسلطت عليه تسلطاً،فاستطاع دفاعها عنه بدلائل الحق

    والصواب، لجرى في جميع شؤونه على الاستقامة،ولما صدرت منه إلا الأفعال الصالحة،ولكنه

    قد يتعثر في ذيول اغتراره ويُرخي العنان لهواه وشهوته، فترمي به في الضلالات، أو يتغلب عليه

    دعاة الضلال بعامل التخويف أو الإِطماع فيتابعهم طوعاً أو كرهاً،ويفسر هذا المعنى قول النبي صلى الله

    عليه وسلم(ما من مولود إلا يولد على الفطرة ثم يكون أبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو

    يمجّسانه)ذلك أن أبويه هما أول من يتولى تأديبه وتثقيفه وهما أكثر الناس ملازمة له في صباه، فهما

    اللذان يُلقيان في نفسه الأفكار الأولى، فإذا سلم من تضليل أبويه فقد سار بفطرته شوطاً ثم هو بعد ذلك

    عُرضة لعديد من المؤثرات فيه، إن خيراً فخير وإن شراً فشر،واقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على

    الأبوين لأنهما أقوى أسباب الزج في ضلالتهما، وأشد إلحاحاً على ولدهما،وهو رأي له مكانه وقيمته،وقال

    الله تعالى بعد ذلك(ثم رددناه أسفل سافلين)أسفل،اسم تفضيل،من السفالة والتي تعني انخفاض

    المكان على الحقيقة, بمعنى الخسة والحقارة في النفس،أن الإِنسان أخذ يغير ما فطر عليه من

    التقويم،وهو الإِيمان بإلظ°ه واحد وما يقتضيه ذلك من تقواه ومراقبته فصار أسفل سافلين،وهل أسفل ممن

    يعتقد أن الزمان إلهاً ويسميه الدهر، أو من يجحد وجود الصانع وهو يشاهد مصنوعاته ويحس بوجود

    نفسه قال تعالى(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)الذاريات، ولماذا قال(أسفل سافلين)ولم يقل(اسفل السافلين)أما

    وجه التنكير في سافلين فهو للتحقير حيث يصبح المعنى أسفل من كل سافل,لو أراد حسن الصورة لقال

    (أحسن صورة)ولكنه سبحانه وتعالى قال(أحسن تقويم)وكذلك لورود الإستثناء في السياق الذي يلي

    حيث قال الله تعالى(إلا ظ±لذين ءامنوا وعملوا ظ±لصالحات فلهم أجر غير ممنون)فقد استثنى الذين امنوا وعملوا

    الصالحات من الردة إلى أسفل سافلين,وهو تغير الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها,إذ لا

    يعقل أن يستثني وصول المؤمنين إلى أرذل العمر حيث أن الواقع يشهد عكس ذلك, وكما وأن كثير من

    المؤمنين لا يصلون إلى الشيخوخة ويموتون شباباً فكيف يكون الإستثناء في حق هؤلاء،وفي الحديث،ذلك

    الدين القيم)أي،المستقيم الذي لا زيغ فيه ولا ميل عن الحق،وقوله تعالى(فيها كتب قيمة)أَي،مستقيمة تبين

    الحق من الباطل على استواء وبرهان،قال الله سبحانه(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)من حيث،الخلق

    والصورة،ومن حيث الفطرة السوية والعقل والإيمان بالله تعالى، فذلك أعظم أمر فضل اللهُ به الإنسان على

    غيره من المخلوقات،(ثم رددناه أسفل سافلين) وهو من انتكس عن الفطرة والإيمان بالله،

    فمن ضل عن الإيمان بالله بلغ انحطاطُه أسفلَ سافلين من عبادته لغير الله تعالى، وتخبطه في الظلمات،

    وابتعاده عن طريق الحقِّ، وتعطيله لعقله الذي أكرمه الله به،وفسَّر جماعةٌ من السلف (أسفل سافلين)أي،في

    النار يوم القيامة،لضلالهم وكفرهم بالله تعالى،ولهذا قال تعالى(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فهؤلاء

    لم يردوا إلى أسفل سافلين لإيمانهم بالله وعملهم الصالح(فلهم أجر غير ممنون)لا يشوبه كدر ولا

    انقطاع،فالإيمان والعمل الصالح،هو خير ما يرتقي بالإنسان ويفضله على غيره،وقد تكرر في القرآن ذكر

    (آمَنوا وعملوا الصالحات) في مواضع كثيرة، مما يؤكد ارتباط العمل الصالح بالإيمان، فالإيمان لا بد أن

    يثمر عملاً صالحاً ويقود صاحبه إلى الخير،فمن ثمرات الإيمان،الأخلاق الحسنة والسلوك السليم

    والعمل الصالح، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب

    لنفسه)فالإيمان هو المنبع الأساسي لكل فضيلة،وهو المقوِّم لسلوك الإنسان، فكلما ازدادَ الإيمانُ وقوي
    وارتفع، ظهر ذلك في سلوك الإنسان وجوارحه،


    جعلنا الله من المؤمنين الذين يقودهم إيمانهم إلى العمل الصالح، وحفظنا الله وعافانا من أن نرد إلى أسفل سافلين،

    فاللهم يا مقلِّب القلوب والأبصار ثبِّت قلوبَنا على دينك وطاعتك، ولا تضلنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

  2. #2
    عضو مؤسس الصورة الرمزية كازانوفا
    رقم العضوية
    29307
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    21,956
    اللهم احسن خلقي كما احسنت خلقي
    كلامٌ للشّيخ ابن عثيمين-رحمه الله ، قال:

    " إذا رأيتَ نفسكَ مُتكاسلاً عن الطّاعة ؛ فاحذر أن يكونَ الله قد كرهَ طاعتَك ، فانتبه لنفسك"!
    __________________

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كازانوفا مشاهدة المشاركة
    اللهم احسن خلقي كما احسنت خلقي

    وبارك الله في حسناتج حبيبتي
    ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •