قال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن حبيب الواسطي:

إن يحسدوني فإني لا ألومهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم مَا بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظا بما يجد
أنا الذي وجدوني في صدورهم ... لا أرتقي صدرا منهم ولا أرد

وقال ابن بلال الأنصاري ...
عين الحسود عليك الدهر حارسة ... تبدى مساويك والإحسان يخفيها
فاحذر حراستها واحذر تكشفها ... وكن على قدر مَا توليك توليها

وقال علي بْن مُحَمَّد البسامي ...
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه ... فالقوم أنداد له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم
وترى اللبيب محسدا لم يجتلب ... شتم الرجال وعرضه مشتوم

وقد كان داود بْن علي رحمة اللَّه عَلَيْهِ ينشد كثيرا

. إني نشأت وحسادي ذوو عدد ... ياذا المعارج لا تنقص لهم عددا
إن يحسدوني على مَا كان من حسن ... فمثل خلقي فيهم جر لي حسدا ...

قَالَ أَبُو جعفر المنصور لسفيان بْن معاوية مَا أسرع الناس إلى قدمتك المدينة فقال يا أمير المؤمنين ...
إن العرانين تلقاها محسدة ... ولن ترى للئام الناس حساد ...


وأنشد عَبْد العزيز بْن سليمان الأبرش ...
ليس للحاسد إلا مَا حسد ... وله البغضاء من كل أحد
وأرى الوحدة خيرا للفتى ... من جليس السوء فانهض إن قعد ..

والحسد هو إرادة زوال النعم عَن الغير وحلولها فيه فأما من رأى الخير في أخيه وتمنى التوفيق لمثله أو الظفر بحاله وهو غير مريد لزوال مَا فيه أخوه فليس هذا بالحسد الذي ذم ونهي عنه .