زواج الأرامل والمطلقات بين الإسلام والعادات



ابراهيم الخزرجي
جريدة الشرق
24
مايو
2013
لا أدري لماذا أصبحت قضية الزواج من الأرامل والمطلقات في كثير من المجتمعات الإسلامية ضربا من ضروب التخلف والرجعية!!؟

ولا أدري من أين تسللت هذه الظاهرة السلبية في حق هذه الفئة الكريمة؟.

للأسف أصبح من يتزوج من هذه الفئة، شخصا منبوذا في المجتمع.

لماذا أدعياء تدمير المرأة لم يولوا هذه القضية ذاك الاهتمام رغم نعقهم وتشدقهم بحقوقها؟!!

إن من أهم حقوق المطلقة والأرملة التي يجب الدفاع عنها ومنحها إياها — ألا تبقى أيما بلا زوج،(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم) والأيم من لا زوج لها.

ما ذنب هذه المسكينة ألا يُتقدم لها، هل لكونها ثيبا؟ فإن القرآن قد قدم ذكرها على البكر بقوله (ثيبات وأبكارا) وهي إشارة إلى أن نظرة الإسلام إلى الثيب نظرة إيجابية.

إنه لسفهٌ أن يُعدل عن امرأة أرملة أو مطلقة ذات خلق ودين بحجة أنها ثيب،إلى فتاة ساذجة لا دين ولا خلق كونها بكرا!!

لماذا هذه النظرة القاسية الدونية من المجتمع لهذه الشريحة وكأنها ارتكبت ذنبا أو خطيئة؟

تقول الباحثة فاطمة عطوة:"إننا نستطيع أن نقول أن الأرملة (ومثلها المطلقة) في مجتمعاتنا غالبا ما تكون مظلومة، ينظر إليها بشيء من الشفقة الممزوجة بالشعور الغامض،فإذا ما قررت أن تبدأ حياة زوجية جديدة،تحول الشعور الغامض إلى النقد الجارح والاستهزاء، وهي أمور بعيدة عن روح الشريعة السمحة"

حدثوني يا عقلاء القوم... أيُعقل أن تفقد المرأة مستقبلها في وسط مجتمع إسلامي بمجرد موت زوجها أو فراقه لها؟

أصحيحٌ أن يُحكم على من مات زوجها أو طلقها بالسجن داخل البيت حتى يأتيها اليقين؟

إنها الأعراف والعادات التي ما أنزل الله بها من سلطان. لابد من تصحيح هذه الثقافة البالية المخالفة للشريعة.

إن على المجتمعات الإسلامية أن تراعي مشاعر هذه الفئة وأن تنظر لها نظرة رحمة وشفقة.

ها هو صلى الله عليه وسلم يتزوج تسع نسوة ما بين مطلقة وأرملة إلا واحدة "عائشة رضي الله عنها".

لم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزًا عن أن يتزوج الأبكار من نساء قريش، لكنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يكون المثل الأعلى في التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني.

بهذا المفهوم ضرب أصحابه صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة، فكانوا إذا ترملت امرأة الغازي في سبيل الله أو طلقت أخرى، سارعوا إليها فتزوجوها بُغية كفالتها وصيانتها، حتى ان إحداهن لم تمكث إلا فترة عدتها ثم تزوجت، ففي صحيح البخاري أن سبيعة الأسلمية نَفِست بعد موت زوجها بليال فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لها فنَكَحت (تزوجت).

إن القيم الإسلامية حين تغلب على العادات والتقاليد يعيش المجتمع حياة كريمة تسود فيه الفضائل وتضمحل الرذائل،ومجتمع ذلك الجيل خير شاهد.

وحين تتغلب العاداتُ على قيم ومبادئ الإسلام فإنها تحدث في المجتمع فتنة وفسادا عريضا.

وفي هذه الحالة سيكون المجتمع هو المتضرر الأكبر من جراء هذه العادات الجاهلية.


رابط الموضوع
http://www.al-sharq.com/ArticleDetai...AF%D8%A7%D8%AA