إرتقاء البورصة إلى سوق ناشئة يجذب إستثمارات بمليارات الدولارات









بعد طول انتظار تمكنت بورصة قطر من أن ترتقي إلى سوق ناشئة، وقد اتضح ذلك جليا خلال تداولات جلسة اليوم حيث ارتفعت أحجام التعاملات بشكل كبير لتلامس سقف مليار ريال. وهي قيمة لم تشهدها مقصورة التداولات في جلسة واحدة منذ عدة سنوات. وقد رأى عدد من المستثمرين والخبراء الماليين أن البورصة بهذا التصنيف الجديد يساعدها على مواصلة الارتفاع وتحقيق مستويات سعرية جيدة.

وأكد راشد المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر أن ارتقاء بورصة قطر إلى سوق ناشئة من طرف مؤشر مورجان ستانلي يدعم مكاسب البورصة. ويسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية مما ينعكس إيجابا على أحجام التعاملات ويعود بالمنفعة على المستثمرين المحليين. وأشار إلى أن البورصة القطرية استطاعت تحقيق عدة مكاسب تساعد على جذب رؤوس الأموال الأجنبية.

مكاسب جديدة

أكد الخبير المالي عبد الله الخاطر أنه مع إعلان ترقية بورصة قطر إلى سوق ناشئة ارتفعت بشكل كبير أحجام التعاملات لتقترب من مستوى مليار ريال. ويرى أن في رفع تصنيف البورصة أهمية خاصة وأنه يشجع المستثمرين الأجانب ومديري الحقائب الاستثمارية لدخول السوق القطري. وأشار إلى أن البورصة القطرية من أفضل الأسواق في المنطقة وهي تسجل مكاسب متواصلة، موضحا أنه قبل الإعلان عن نتيجة الترقية تميز أداء بورصة قطر بالإيجابية حيث ارتفعت قيمة التعاملات متجاوزة في كثير من الأحيان سقف 500 مليون ريال. واعتبر نسبة المخاطرة في السوق القطري أقل من الأسواق الأخرى. وأضاف الخاطر أن اتجاه المؤشر خلال هذه الفترة قادر على بلوغ مستوى 10 آلاف نقطة، ويمكنه أن يواصل التقدم في ظل الظروف الملائمة والمشجعة على الشراء.

وأكد المستثمر عبد الهادي الشهواني أن نتائج أعمال الشركات للربع الأول تدعم مناخ الاستثمار في البورصة مضيفا أن نتائج النصف الأول من المتوقع أن تكون جيدة، وهو ما يدعم ثقة المساهمين.

زيادة السيولة

وأكد رجل الأعمال سعد الهاجري أن ترقية البورصة القطرية إلى سوق ناشئة خطوة إيجابية تدعم مناخ الاستثمار في الأسهم. وتساعد على زيادة السيولة في السوق، وتعطي دفعا قويا لمؤشر الأسعار ليواصل الارتفاع. واعتبر أن البورصة القطرية سجلت منذ مدة حالة من الانتعاش تميزت بارتفاع واضح في أحجام التعاملات داخل مقصورة التداولات، إضافة إلى أن مؤشر الأسعار شهد مكاسب متتالية جعلته يتجه نحو مستوى 10 آلاف نقطة.

وقال وفيق نسولي، مدير تنفيذي -مبيعات مؤسسية في بنك أرقام كابيتال:

"إن لهذه الترقية تأثير جوهري، إذ إنها ستسهم في جذب المزيد من الرساميل للصناديق النشطة وغير النشطة المختصة بالأسواق الناشئة، فضلاً عن تلك الصناديق المدرجة على مؤشر msci للأسواق الناشئة والتي تستقطب المزيد من السيولة والعمق، الأمر الذي سيسهم في وضع هذه الأسواق على الخارطة العالمية. وبرأينا، تحمل السوق القطرية قيمة كبيرة للمساهمين".

رفع حصة الأجانب في البورصة

هذا وقد كانت من بين المآخذ على عدم ترقية البورصة في الفترة السابقة هي مسألة نسبة ملكية الأجانب في الشركات المساهمة ولكن بتصريحات المسؤولين بخصوص وجود توجه لرفع حصة الأجانب، ذلل ذلك كل العراقيل وجعل البورصة ترتقي إلى مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة. ويشار إلى أن "مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" الشركة الأمريكية التي تقدم معلومات عن الاستثمارات والمصممة لمؤشر "إم إس سي أي" وتدير نحو 7 تريليونات دولار. وعلى صعيد آخر جاءت دولة قطر في المرتبة الثانية في مؤشر "مورجان ستانلي 100 للأسواق دون الناشئة"، وهو مؤشر يضم أكبر 100 شركة وأكثرها سيولة في الأسواق دون الناشئة التي تشمل الأسواق الخليجية وأسواق إقليمية وعالمية كبرى مثل الأرجنتين وغيرها.

تحسن مستوى مؤشر قطر

وفي ترتيب الدول التي يشملها المؤشر، استحوذت الكويت على أكبر وزن في تكوين المؤشر بحصة 27.8%، تليها قطر بحصة 16.6%، ونيجيريا بحصة 13%. وحسب ترتيب أكبر 10 شركات في المؤشر من حيث الوزن جاءت صناعات قطر في المرتبة السادسة بوزن 3.34%، وبنك قطر الوطني في المرتبة السابعة بوزن 3.04%، وقطر للاتصالات في المرتبة العاشرة بوزن 2.47%. واستأثر سهم بنك الكويت الوطني على أكبر وزن في المؤشر، ويشكل سهم بنك الكويت الوطني وحده أكثر من 7.2% من تكوين هذا المؤشر العالمي ليكون الأعلى وزناً فيه، يليه سهم شركة زين بوزن 6.6%، وهو ما يفوق وزن شركات إقليمية وعالمية كبرى مثل شركة إعمار العقارية وصناعات قطر وعملاق الاتصالات في الأرجنتين تيليكوم.