النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ارض بما قسم الله لك

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    ارض بما قسم الله لك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ارض بما قسم الله لك
    يقول علماء النفس إن كثيراً من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا،فقد لا نحصل على ما نريد،وحتى لو حصلنا على ما
    نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله،فإننا نظل نعاني من قلق وشدة،خوفاً من زوال النعم،وهناك نوعان من القلق،القلق الطبيعي،والقلق المرضي،القلق الطبيعي، هو الذي يمكن أن نطلق عليه القلق الصحي،وهموم الحياة كثيرة،
    هموم العمل والمنزل،مرض الآباء أو الأبناء،ديون متراكمة أو خلافات عائلية، امتحانات،وكلها حالات تبعث في النفس القلق ، وقد تجعلنا نفقد
    شهيتنا للطعام،أو ربما نفقد السيطرة على أعصابنا لأتفه الأسباب،وقد نحرم لذة النوم الهانئ،نتعذب بالانتظار
    والحيرة،ونذوق مرارة الحياة،وتمر الأيام،وتنقشع تلك المشاكل والهموم،ونرضى بالأمر الواقع،ويزول القلق،وننعم بالسكينة
    والهدوء،ثم تأتي مشكلة جديدة ونمر بتجربة أخرى،وهكذا هي الحياة،
    أما القلق غير الطبيعي فهو،
    إحساس غامض غير سار يلازم
    الإنسان،وأساس هذا الإحساس هو الخوف،الخوف من لا
    شيء،الخوف من شيء مبهم،وفي حالات القلق يرتفع ضغط
    الدم،ويتسرع القلب،ويشكو الإنسان من الخفقان،وكأن شيئاً ينسحب إلى الأسفل داخل صدره،ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب
    إلى طبيب،وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في
    بطنه،واضطراب في بوله أو صداع في رأسه،
    لماذا القلق،لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما
    وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض، لعل الفلاح أشد استغراقاً في
    النوم،وأوسع استمتاعاً بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة،والهموم تفتك بالجسم وتهرمه،وقد قرأنا كيف أن بكاء
    يعقوب على ابنه أفقده بصره،وكيف أن الغم بلغ مداه بالسيدة عائشة عندما تطاول عليها الأفاكون،فظلت تبكي حتى قالت(ظننت
    أن الحزن فالق كبدي)وترى المهموم حزيناً مكتئباً،ومن الناس من يستطيع كتمان همومه،ويبدي لله نفساً راضية،قال أسامة بن
    منقذ،انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر للرائين نوراً،وفيه النار تستعر كذا الكريم تراه ضاحكاً جـذلاً،وقلبه بدخيل الهم
    منفطر،ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه،وفي أحشائه النيران تضطرم،وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم،التكالب على دنيا
    الهموم،فقال(من جعل الهم واحداً كفاه الله هم دنياه،ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك)رواه الحاكم،ويهدف هذا
    التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة،واستئصال الطمع والتكالب على الدنيا،وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام(من كانت
    الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه،وجمع له شمله،وأتته الدنيا
    وهي راغمة،ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه،وفرق
    عليه شمله،ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)رواه الترمذي،وقال أيضاً(تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم،فإنه من كانت الدنيا أكبر
    همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه،ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره،وجعل غناه في قلبه،وما أقبل عبد بقلبه
    على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة،وكان الله إليه بكل خير أسرع)رواه البيهقي،وأحمد
    والبزار والطبراني،وسمع النبي عليه الصلاة والسلام رجلاً يقول(اللهم إني أسألك الصبر)رواه الترمذي،ولا شك أن علاج الهموم
    يكمن في الرضا بما قدر الله،والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند الله،فإن الفرج لا بد آت،
    قال الشاعر،روح فؤادك بالرضا،،،ترجع إلى روح وطيب

    لا تيأسن وإن ألـح الدهر،،،من فرج قريب
    وكذا الأمر كلما ضاق بالناس أتى الله فيه ساعة بانفراج
    وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله في قصيدة من أجمل قصائده،
    ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
    فلا حزن يدوم ولا سرور ولا عسر عليك ولا رخاء،فما من شدة إلا وبعدها فرج قريب،وما من شدة إلا سيأتي من بعد شدتها رخاء،
    دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال،ما بين غفوة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال،
    والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعماً،فحياتهم كلها سواد دامس،وليل حالك،أما الرضا فهو نعمة
    روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه،وحسن به اتصاله،والمؤمن راض عن نفسه،وراض عن ربه لأنه آمن بكماله
    وجماله،وأيقن بعدله ورحمته،ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله، وحسبه أن يتلو قول الله تعالى(وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم)التغابن،والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره
    لنفسه،فيناجي ربه(بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)آل عمران،قال صفي الدين الحلي،
    كن عن همومك معرضا وكل الأمور إلى القضا
    أبشر بخير عاجل تنسى به ما قد مـضى،فلرب أمر مسخط لك في عواقبه رضا،
    ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا،
    الله يفعل ما يشاء فلا تكن متعرضا
    الله عودك الجميل فقس على ما قد مضى
    وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)رواه أحمد،

    اللهم رضني بما قسمت لي حتى لا اَسأل اَحداً شيئاً،وافتح لي خزائن رحمتك،وارحمني رحمة لا تعذبني بعدها اَبداً في الدنيا والاخرة،وارزقني من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً لا تفقرني اِلى اَحد بعده سواك،تزيدني بذلك شكراً،وبك عمن سواك غناً وتعففاً.

  2. #2
    عضو
    رقم العضوية
    28083
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    412
    جزاك الله خير ..

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطر العطاء مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير ..
    بارك الله في حسناتك

    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •