تعاون كبير بين قطر وألمانيا في مختلف مجالات الإستثمار










إستقبلت برلين فعاليات عمالقة الاقتصاد العربي والألماني في إطار الملتقى السنوي السادس عشر للتعاون الاقتصادي الذي تنظمه في العاصمة برلين غرفة التجارة والصناعة العربية-الألمانية طوال يومين "من 12 إلى 14 يونيو الجاري".

ويشارك في الملتقى العربي - الألماني للتعاون هذا العام أكثر من 800 فعالية اقتصادية من ألمانيا والعالم العربي، وتنضم إلى هذا الملتقى البحرين بصفة "الشريك الضيف".

وإلى جانب دقّة التنظيم في جداول المباحثات بين الفعاليات الاقتصادية المشاركة هذا العام، يلاحظ أن نقطة مركزية واحدة تربط في عناوين الجلسات وسياق المباحثات قوامها المحافظة على وتيرة التصاعد الإيجابي في نمو هذا العلاقة التي تضاعف مستواها في خلال عشر سنوات.

وتفتح عناوين جلسات المباحثات وتبادل الآراء جانبا من الغاية التي يسعى إليها المشاركون، ومن هذه العناوين "السلامة والمستقبل" و "تقنية الحركة وسلامة نقل البضائع وسفر الناس"، و "الصناعة والتقنية في المجتمعات" و "الإعمار والتطور المجتمعي"، و "الأعمال العائلية: التقاليد والمستقبل"، و "مواصلات عامة-مرافئ وطرقات".. وصولا إلى عنوان "النساء وإدارة الأعمال" وسواها من العناوين التي تفتح باتجاه التقدّم والسلامة والمحافظة على التقاليد.

بإيجاز، يمكن القول إن العالم العربي، وتحديدا الخليج العربي، وفي الطليعة قطر، كان سوقا جذّابة للصناعة الألمانية.. وهنا يسجّل أن الناتج الخام وصل في العام 2011 إلى ما يوازي 2.365 مليار دولار.

وكانت ألمانيا قد سجّلت في السنوات العشر الماضية استحقاقها بامتياز في الأسواق العربية لشعار "صنع في ألمانيا"، كما كشفت الدول العربية، وعلى رأسها قطر استحقاقها لصفة المنقذ – لحالات التدهور كلما شارفت على تهديد المؤسسات الصناعية الألمانية.

وفي هذا المجال، تمثّل قطر بالنسبة لأكبر الصناعات الألمانية قاطرة الإنقاذ، بدءا من المعونة المالية التي دخلتها في صناعة السيارات الألمانية، فأوصلت سيارات "فولكس فاجن" هذا العام إلى أعلى نسبة مبيع للسيارات في العالم، ويسير مصنع سيارات "بورشيه" الألماني للسيارات السريعة على " أوتو ستراد النجاح" الذي سلكه الشريك في مصنع "فولكس فاجن".. هذا ما يعطي لشعارات "صنع في ألمانيا" مكانته التي يستحقها بامتياز في الأسواق العربية.

وإلى ذلك، كشف الاستثمار القطري عن نجاحه في السوق الألماني متخطيا عالم صناعة السيارات والمحركات ليطال عالم البناء، وتحديدا شركة البناء الألمانية العملاقة "هوختيف" التي تحمل في جعبة مشاريعها أضخم المشاريع في عالم الهندسة والبناء العمراني، والتي يحق لكبريات ناطحات السحاب وأحدث ملاعب كرة القدم الحديثة تقديم أمثولة في مجالها.

والحديث عن التعاون بين السوقين، القطري والألماني، يسمح بالإشارة إلى أن أضخم مشروع تعاون بين ألمانيا وقطر يتمثّل في تجهيز ألمانيا لمشروع مواصلات الطرق العامة عبر تجهيزها لشبكة "مترو الدوحة" بقيمة تقارب العشرين مليار دولار، وإلى ذلك أيضا، برزت الابتسامة والفرح على وجوه النمساويين وهم يسمعون أن مصنع "بوور" لسكك الحديد وصلته من قطر أول وأكبر مساهمة مالية عرفها منذ نشأته.. والدفعة الأولى تلامس مليارا من اليورو.

وبإمكان القارئ المتابع، ملاحظة "دولاب الإنقاذ" الذي تلقفه مؤسس شركة "سولار وورلد" للطاقة الشمسية في العالم فرانك أسبيك، الذي يأمل الخروج من ورطة الخسارة والإفلاس عبر الاستثمارات القطرية.. وإلى ما يستتبع ذلك التعاون من ملاحظات تشكّل دليلا للنجاح في مشاريع ومخططات.