حصلت هالمقال في جريدة العرب بس حق سنة 2011

من أعجب ما سمعت مؤخرا أن الدولة لا تعترف بزواج القطري من أجنبية حتى لو تم هذا الزواج فلن يصبح شرعيا بالنسبة له حتى يحصل على موافقة من وزارة الداخلية التي تحوله بدورها للجنة الزواج من أجنبيات، والمضحك المبكي في الأمر أنه إذا تزوج المواطن وأنجب دون علمهما فإنه لن يحصل على جنسية لأبنائه، أما إذا حصل على الموافقة بعد زواجه وإنجابه فإنه سيتم الاعتراف بمن استقبل الحياة من أبنائه بعد هذا التاريخ وليس قبل، كأنه لم يتزوج إلى الآن، فما مصير الأطفال الآخرين وكيف سيكون وضعهم..؟ فهل هذا منطق..؟، وهل معاملتهم بهذه الطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى..؟ وماذا يفعل بهم..؟ فإذا كان الله بجلالته راضيا عن زواجهم وإنجابهم، وقد تزوجوا على شرعه وسنته، فهل يأتي من في الأرض بقوانينهم الوضعية ليرفضوا الاعتراف بهذا الزواج وبنوة الأطفال، فكيف ذلك..؟.
لست من المؤيدين لزواج القطري من أجنبية بل أعتبر أن حلاة الثوب رقعته منه وفيه، وذلك لاعتبارات نفسية واجتماعية وترابط لا يفقهه سوى أبناء الأرض الواحدة لكنني لست ضد شرع الله الذي لم يربط صحة الزواج بالهوية ولا بموافقة الدولة والداخلية ولجنة الزواج من أجنبيات.
ما دام الزواج شرعيا والأبناء نتاج رابطة مقدسة أمر الله فيها بأن ينسبوا لآبائهم، فإن حرمانهم من الاعتراف ونيل الجنسية ضد حقوق المواطنة، ولا يبيح للدولة هذا الإجراء التعسفي.
إن الزواج قسمة ونصيب، ومتى بلغ الشخص ثلاثين عاما فقد اكتمل عقله، مع أن القانون يعتبر ابن الثامنة عشر بالغا مسؤولا عن تصرفاته خاضعا للأحكام القانونية، ومن هنا لا أحد يملك توجيه حياته وهذه من ضمن مقومات حريته الشخصية ما دام لا يؤذي بها أحدا ومن ضمنهم بلاده.
فإذا رغبوا بتقليل هذا الاتجاه فعلى اللجنة الموقرة المسؤولة عن الزواج بأجنبيات بداية تزويج هؤلاء الشباب في الوطن بتسهيل إجراءاتهم ودعمهم ماليا من خلال قنوات تحل مشاكلهم، وتملك معايير السبل لذلك كتوفير خطابات والاتصال بالجمعيات الخيرية والمتبرعين والقطاع الخاص لتسهيل النفقات ودعمها والحصول على خصومات لتذليلها، وإذا أصر الشخص على موقفه لارتباطه عاطفيا فليحاولوا من خلال اختصاصيين اجتماعيين توضيح المخاطر والآثار والنتائج لمثل هذه الزيجات على المجتمع والأطفال، فإن كان ما زال على تمسكه بقراره وكان مرتبطا وأبا بالأساس لأسرة قائمة فمن حقه الاعتراف، وحق هؤلاء الأطفال شرعا والتزاما الجنسية دون عقبات وإذلال.
إن معاملة الناس كأنهم لا يفقهون شيئا، وبأن هناك سلطات أعلى تقرر مصائرهم دون اقتناعهم بذلك ودون مراعاة ظروفهم يؤدي لتكبدهم فترات ثمينة من حياتهم ومستقبل أطفالهم، ويعتبر هذا تعنتا واستهتارا بحياة المواطنين يضيع سنوات طويلة من عمرهم في الانتظار والضياع، وعدم معرفة ما يخططون له وما يتطلعون إليه وما خطوتهم الثانية لأن الأولى غائمة.
حياة الناس أمانة وعلى الداخلية حسم هذا الموضوع بالتفاهم مع المتقدمين بأسلوب حضاري يواكب العصر، ولا يدفعهم للهجرة أو البحث عن جنسيات أجنبية تشتت أطفالهم أو التخلي عنهم يأسا وقلة حيلة، بينما نحتاج إلى زيادة عدد السكان نفقد أبناء من هذا الوطن معلقين في بقاع الأرض، لأن والدهم لم يحصل على موافقة الداخلية قبل إنجابهم وهي لن تمنحه إياها إلا بواسطة أو معجزة وليس كل الناس ذوو حظ عظيم.