كثرت هذه الأيام الأسئلة عن الأسهم,, وأيها حلال وأيها حرام وما الى ذلك,, وبما أن هذا المنتدى هو منتدى متخصص في الأسهم القطرية فبالتأكيد فان الكثير من المتعاملين بالأسهم يهمهم هذا السؤال,, ما هو جائز وماهو غير جائز من الأسهم,, لذلك فانني يسرني أن أكتب لكم شيئا عن الأسهم وماهو رأي علماء الدين من الأسهم,, وسأحاول أن أربط الموضوع بالأسهم القطرية باذن الله
أولا يجب أن نعرف ماهو السهم,, وما الفرق بينه وبين السند
السهم عبارة عن ورقة مالية يثبت بها أن حامل هذا السهم هو شريك في رأس مال تلك الشركة,, ولذلك فان السهم يختلف عن السند,, فكلاهما يعتبران ورقة مالية,, ولكن حامل السند لا يعتبر مالكا للشركة,, وانما دائنا للشركة,, لذلك فان التعامل بالسندات يعتبر غير جائزا من وجهة نظر العلماء الا اذا كان السند كان عبارة عن صكا اسلاميا والذي بدأ ينتشر مؤخرا في كثير من الدول الاسلامية ومنها قطر والحمدلله,, لأن أرباح السند العادي ينطبق عليه حكم الفوائد الربوية لأنه ثابت ولا يهم ان كانت الشركة رابحة أو خاسرة,,
أما الأسهم فقد قسمها العلماء الى 3 أقسام وهي
1- أسهم الشركات التي يكون نشاطها الأساسي حلال,, وجميع تعاملاتها تتم حسب الشريعة الاسلامية
هذه الأسهم التي اجازها العلماء ولا خلاف عليها انشاء الله,, مثل أسهم البنوك الاسلامية كالمصرف وبنك قطر الدولي الاسلامي,, أو أسهم شركات التأمين الاسلامية,, أو أسهم الشركات التي يكون تعاملها حسب الشريعة الاسلامية فقط مثل الشركة العقارية والمواشي والمخازن والاجارة,, كل هذه الشركات نشاطها الرئيسي حلال وتكون معاملتها مطابقة للشريعة الاسلامية وشرائها حلال باذن الله ولا خلاف على ذلك انشاءالله
2- اسهم الشركات التي يكون نشاطها الأساسي حلال,, ولكن قد يدخل في نشاط الشركة بعض الأمور الغير جائزة
كأن تتعامل مع بعض البنوك الربوية كالاقتراض منها أو ايداع مبالغها فيها,, أو أنها تقوم باصدار سندات دائنة للغير أو انها تشتري سندات من الغير,, أو أن نسبة قروضها يجب أن لا تتجاوز ال30% من رأس مالها,, هذه الشركات اختلف العلماء فيها,, فمنهم من رأى عدم جواز شراء مثل هذه الأسهم سدا للذرائع,, ومنهم من أجاز اقتناء تلك الأسهم بشرط التخلص من نسبة الربا فيها,, فمثلا لو ان شخصا عنده 1000 سهم في شركة من هذه الشركات وحصل على 5000 ريال كربح سنوي,, وأن نسبة الفوائد الربوية والقروض من هذه الأرباح 10%,, فان على هذا الشخص أن يتخلص من 500 ريال من مجموع ال5000 ريال والتي هي عبارة عن أرباحه في هذه الشركة,, أي يصفى على 4500 ريال بعد التخلص من الجزء المشبوه,, بس يجب على الشخص أن يجتهد في معرفة الجزء الذي يجب عليه التخلص منه ولا يتقاعس,, وتختلف هذه النسبة من سنة لأخرى وهكذا,, ومن أمثلة هذا النوع من الشركات الملاحة,, كيوتل,, الكهرباء والماء,, الأسمنت,, أي معظم شركات قطاعي الصناعة والخدمات في دولة قطر,,
3- شركات نشاطها الأساسي حرام
مثل البنوك التقليدية,, والتي تقوم على أساس الاقراض بالربا,,أي أن نشاطها الرئيسي حرام,, وكذلك شركات التأمين التقليدية التي اجمع العلماء على حرمة نشاطها الأساسي,, وبعض الشركات الأخرى كالسينما الذي يعتبر نشاطها الرئيسي حرام ,, وبعض الشركات التي نشاطها الأساسي حلال ولكن نسبة القروض تفوق النسبة التي أقرها العلماء وهي 30% كشركة المتحدة للتنمية,,
هذا النوع من الأسهم أجمع علماء الأمة على حرمتها ولا يجوز اقتناءها أو شراءها لأن صاحب السهم فيها هو عبارة عن مالك للشركة,, وبذلك فان الكثير من الناس الذين يمتلكون أسهما في تلك الشركات هم لا يعلمون بأنهم مؤيدون لقيام تلك الشركات كالبنوك الربوية وغيرها,, لذلك فانني أنصح كل من يقرأ كلامي هذا أن يتأكد قبل شراءه لأي سهم من أسهم أي شركة أن يعرف من أي نوع هي من الأنواع الثلاث التي ذكرتها
وبالله التوفيق