الرياض (رويترز) - عوض مؤشر سوق الأسهم السعودية خسائر الأسبوع الماضي والتي تكبدها على خلفية عدم التيقن بشأن ضربة عسكرية محتملة لسوريا لكن انحسار المخاوف دفع المؤشر للصعود أكثر من ثلاثة بالمئة هذا الأسبوع.
كانت مخاوف المتعاملين من الاضطرابات السياسية بالمنطقة هوت بالمؤشر من أعلى مستوى في خمس سنوات والذي سجله في 21 أغسطس آب عندما وصل إلى 8215 نقطة ليتكبد خسائر تجاوزت السبعة بالمئة حتى نهاية الأسبوع الماضي.

ويرى محللون أن السوق تتهيأ لأداء إيجابي خلال الفترة المقبلة مدعومة بتركيز المتعاملين على أسهم الشركات القيادية لاسيما مع اقتراب موسم إعلان نتائج الربع الثالث من العام في مطلع أكتوبر تشرين الأول.

وقال وليد العبد الهادي محلل أسواق الأسهم "السوق عاد يستجيب للمحركات الداخلية أكثر من المحركات الخارجية بعدما خف تأثير العوامل الجيوسياسية بشكل كبير."

وتوقع أن يسيطر نمط الشراء على التعاملات في أكبر سوق للأسهم بالشرق الأوسط خلال الأسبوع المقبل وأن يسلك المؤشر مسارا صعوديا باتجاه مستوى المقاومة والحاجز النفسي القوي 8005 نقاط مع دعم عند 7766 نقطة.

وبحلول الساعة 1053 بتوقيت جرينتش ارتفع المؤشر السعودي 0.22 بالمئة إلبى 7872.6 نقطة متجها للصعود للجلسة الرابعة في خمس جلسات.

وقال تركي فدعق رئيس الأبحاث والمشورة لدى البلاد للاستثمار "منذ أن صرح جون كيري باحتمال تأخر الضربة الموجهة ضد سوريا والسوق يسلك مسارا إيجابيا ويحاول العودة لمستوياته الأولى ... لكن مستوى 8000 نقطة سيظل مستوى مقاومة قويا ومهما."

كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال يوم الثلاثاء إن واشنطن تتوقع أن تتلقى أفكارا من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بخصوص كيفية تأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وجاءت تصريحاته بعدما قالت روسيا في وقت سابق من الأسبوع إنها ستحث سوريا على وضع ترسانتها من الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية إذا كان ذلك سيمنع توجيه ضربات عسكرية لها ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما العرض بأنه ينطوي على احتمالات ايجابية
وقال فدعق "أتوقع خلال الأسبوع المقبل أن يحاول المؤشر ملامسة مستوى 8000 نقطة مع الأخذ في الاعتبار أن أي تطورات بشأن سوريا ستلقي بظلالها على الأسواق."

ويرى فدعق أنه في حالة النزول سيكون مستوى الدعم عند 7800 نقطة.

وعن العوامل الداخلية التي قد تؤثر على التداولات يقول العبد الهادي إن أبرزها انتهاء فترة حظر تعاملات المسؤولين التنفيذيين والتي ستعمل على "تحرير المؤشر" بصورة أكبر وتوجد زخما على الأسهم القيادية التي تكبدت خسائر بين عشرة و15 بالمئة إبان فترة هبوط المؤشر.

ولفت إلى أن الأنظار ستتركز على أداء سهم الراجحي الذي أصبح مرآة للمؤشر السعودي وبمنزلة "نسخة كربونية" منه بعدما قاده للصعود لأعلى مستوياته في خمس سنوات ثم كان من أبرز الأسهم التي ساهمت في الاتجاه الهابط وموجة الارتداد التي تلته.

ويرى فدعق أنه مع دخول النصف الثاني من سبتمبر أيلول سيبدأ المتعاملون في التركيز على توقعات الأرباح للربع الثالث وهو ما سيعزز التداول وبخاصة في أسهم الشركات الكبرى.

ويرى فدعق أن التوقعات إيجابية بوجه عام لنتائج قطاعي البتروكيماويات والبنوك وأن الشركات العاملة بقطاعي التجزئة والصناعات الغذائية ستنجح في مواصلة النمو القوي.