صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 66

الموضوع: $$رحلة النرويج...سبعين يوماُ$$

  1. #11
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    ملاحظة قبل البداية: تحذيرٌ مهم للملولين من القراءة...صحيحٌ أنني أعد الجميع بالمزاوجة بين التحليل والكتابة وبين الصور...إلا أن من يقصدون الصور فحسب يكونوا قد حجّروا واسعاً...وضيّقوا فسيحاً!!

    القصاصة الأولى: وكانت البداية!!

    المكان: عاصمة خليجية
    الزمان: 2/1/2011م
    الحدث: سوف تعرفون طبيعته من خلال الأسطر القليلة القادمة!!

    جلستُ مع زوجتي ورفيقة دربي نحتسي كوباً من الشاي الفاخر في أحد أروقة فندقٍ من الفنادق ذات النجوم الخمسة (five stars )، بعد أن قمنا باستئجار جناحٍ كامل (sweet) لقضاء ثلاث ليالٍ تعيد لنا ذكرى عشر سنين طواها الزمن كأسرع ما يكون، وها نحن نحتفل بهذا اليوم والذي في مثله كنّا عروسين خجولين لا يكاد أحدنا يجد القدرة على رفع طرفه إلى توأم روحه خجلاً وحياءً. أما اليوم فالبنين والبنات يحتفّون من حولنا كفراشاتٍ تتنقّل من زهرةٍ إلى أختها، والحمد لله على إنعامه، والشكر له على توفيق وامتنانه.

    في مثل هذه اللحظة التاريخيّة...هرمنــــــــ...أ..أعني بدأ التخطيط للسفر إلى بلاد النرويج، أما السفر...فلإعطاء هذه السنة (العاشرة من زواجنا) نقلةً نوعيّةً ونكهةً خاصّةً يبقى عبقها فترة طويلة.

    وأما لماذا النرويج؟

    سؤال غريب! لو اخترنا السويد لهبّ إلينا من يقول: ولماذا السويد؟

    ولو اخترنا أسبانيا لوجدنا من يقول: ماذا عن النمسا؟

    وإن اخترنا (غيظاً وحنقاً من قبيل التنزّل الجدليّ!) بوركينافاسوا...لوجدنا من يتساءل ببراءة: ولماذا بوركينافاسوا؟

    بالطبع فإن الكلام السابق إنما هو محض مداعبة..أما الأسباب الحقيقيّة التي دعتني إلى تحديد بوصلة السفر فهي كالتالي:

    السبب الأوّل: نصيحة صديق:
    جمعتني الأقدار في يومٍ من الأيّام بأحد الأفاضل الذين امتازوا بالحكمة والرزانة، وسبحان الله! ...إن اسمه هو "عبدالحكيم"...وكان أن نصحني بتجربة زيارة بلاد "الفرنجة" . ولا تزال كلماته ترنّ في أذنيّ إذ قال:.. عندما تعايش تلك المجتمعات ولو لفترة قصيرة ستفهم ما معنى كلمة "المجتمع الأوروبي"، كيف يفكّر؟ ما هي مشكلاته؟ وأين المنفذ للوصول إلى قلوب مواطنيه وكيفيّة دعوته؟ ما هي همومهم؟ وإلى أي حدٍ وصلوا في الانحطاط الفكريّ والعقدي.

    كلامه كان جديراً بالاهتمام وفيه قدرٌ كبير من الصحّة؛ فإن مخالطة هؤلاء (المخالطة المدروسة بالطبع) ستتيح لي فهم طبائع القوم، وبالتالي إيجاد المفاتيح المناسبة لدعوتهم.

    السبب الثاني: رغبتي الشخصيّة في لقاء المسلمين هناك:
    من المعلوم أن في تلك البلاد أقليّاتٌ مسلمة تحتاج إلى من يلمس همومها، ثم إن لديها من الاحتياجات الدعويّة والشرعيّة والاجتماعيّة، وليس حديثي عن مسلمي أوروبا فحسب، بل هو كذلك يشمل بطبيعة الحال المهاجرون واللاجئون، وهل هم حقّاً (كما يظن البعض) يعيشون في أمنٍ وسلام، وراحةٍ واطمئنان، وطيب خاطرٍ وسعة رزق؟ وهل حصلوا على مبتغاهم الذي لأجله هجروا الأوطان وفارقوا الأحباب؟ فكان النظر لهذه الأطياف عن كثبٍ هدفاً رئيساً من أهداف الرحلة.

    السبب الثالث: للزوجة أقارب في النرويج، ولي كذلك، فكان في قصد تلك الدولة فرصةً عظيمة يُتاح لي فيها أن أصل الرحم، ولربما غاب مثل هذا الهدف عن أذهان بعض (رحّالتنا) غفلةً عن الأحاديث التي توصي بالجار، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ) رواه البخاري.

    وحديثه صلى الله عليه وسلم أنه قال الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله) رواه مسلم.



    السبب الرابع: زوجتي حامل!! وكانت النيّة مبيّتةً في أن تلد في النرويج بجانب أهلها بدلاً من الولادة بعيداً عنهم.

    السبب الخامس: التقرير الشهير الذي خلب لُبّي واستحوذ على تفكيري النرويج...الفاتنة المنسيّة)، ومن خلاله رأيتُ طرفاً من ثوب "النرويج" المطرّز بالجمال الأخّاذ، وما كنتُ أظنّ أن الله تعالى خلق بلاداً كهذه جمالاً وجلالاً...ونحن الذين لم نعلم أو نُدرك من الطبيعة وألوانها إلا ما نراه من أشجار شبه جزيرتا الصحراوية، بخضرتها البلحاء باهتة اللون.





    السبب السادس: كانت العرب تقول: المستحيلات ثلاثة: وهي: الغول، والعنقاء، والخِلّ الوفيّ.

    وبالنسبة إليّ فقد كنت أقول: أساطيرُ سمعت عنها: غاباتٌ غنّاء...وأنهارٌ تجري..وبحيراتٌ واسعة..وثلجٌ متراكم...كلّهنّ أمورٌ كنت أراها محض خيالٍ أو أحلامٌ بعيدة عن متناول اليد.

    وما كان لي من سبيل إلى التحقّق من هذه المستحيلات إلا بالذهاب إلى تلك الدولة الاسكندنافيّة التي تُدعى بالنرويج...









    ولكن ماذا عن التخطيط؟
    تلك هي القصاصة القادمة.

    (قمتُ عمداً بإضافة بعض الصور رغم أنه استباقٌ للأحداث حتى لا تملّ عين القاريء...مع وعدٍ بالمزيد والمزيد منها...والله الموفق)

  2. #12
    تميم المجد الصورة الرمزية قطريه ماركه
    رقم العضوية
    14811
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    ظ‚ط·ظ€ظ€ظ€ظ€ظ€ط±
    المشاركات
    9,727
    ^
    ^

    ما شااااء الله روووعه المناظر تجنن

    ننتظر المزيد
    سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم

  3. #13
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    مع إشراقة هذا الصباح وتغريد طيوره وتزيّن أشجاره، يطيب لي أن أزلدف إلى القصاصة الثانية من سلسلة (رحلة النرويج: سبعين يوماً)..وكان الوعد أن تكون هذه القصاصة فيها من المغايرة ما يُحقّق عنصر الجِدَة والتجديد....

    أما عنصر التجديد فهو (كسر الجمود) الحاصل في التقراير...فإن الناظر إلى خارطة التقارير يجد أن التزام التسلسل التاريخي في البيان هو نوع من "البروتوكول" المتبّع والذي يكاد يصل عند البعض إلى مرحلة (التابو) المقدّس...فلماذا لا (نستبق الأحداث) عن سابق إصرار وترصّد (كأننا في محكمة! )...وهذا بالمناسبة أسلوبٌ متّبع في بعض الأساليب الروائيّة والقصصيّة الحديثة، ولا أظن أن الأفلام تخلو منه (أقول ذلك ولا علم لي بواقع السينما إذ لستُ من أهلها)...وفائدتها أنها تُقدّم نوعاً من التشويق الإضافي للقاريء والمشاهد.

    لن أطيل الحديث أكثر...ولنقل: بسم الله:

    قصاصة متقدّمة:
    ها هي القصاصات متناثرة بين يدي تحتاج إلى إعادة جدولة وترتيب...ومثل هذه الأزمة يقع فيها من لا يحرص على ترتيب أوراقه...أو يعمد على كتابة تجاربه من خلال قصاصات يجمعها من هنا وهناك.


    أهي هذه؟ لا...تلك قصاصة حدثت بعد رمضان في عودتي الثانية.

    لعلها هذه: المكان: عاصمة خليجي... كلا كلا....لقد تحدثنا عن هذه القصاصة.

    آه: ها هي ذي...دعوني أمعن في التاريخ: رقم واحد وبجانبه رقم مطموس بفعل قطرات أصابتها..(ذكّروني ألا أشرب الشاي أثناء الكتابة!)...هي بالتأكيد في الشهر السابع...وهي كذلك في أواسط الشهر وإن كنت لا أعلم أيّ أيّامه...والمفترض أن أتكلّم عن الشهر السادس قبيل السفر...إذن ليست هي مقصودنا.


    لكن لحظة: اممم...لا تبدو لي هذه القصاصة سيئةً على الإطلاق..صحيحٌ أنني لم أكن أحد أبطالها (إلا لو كنتم تُعدّون الراوي بطلاً!)...لكنها تجربةٌ فريدة ورحلةٌ رائعة.

    فلنقرأها سويّاً:

    " ها هو يومٌ مشرق من أيّام (فلكّفيور) flekkfjiord...تلك القرية الهادئة التي تسكن بطون الجبال وترتمي على أحضان البحيرات...لن أعود في ذكر سبب قدومي أو أسهب في وصفها حتى لا أسبب الملل في التكرار...ثم إن الكلمات تقصر عن الوصف بل هي تكسر روعته في النفس...أليس كذلك؟

    أين ذهبت في ذلك اليوم؟ لا أذكر تحديداً...كانت الكثير من الأعباء تنتظرني والتي أخذت من الوقت وسلبته حتى وقت الظهيرة.

    رجعتُ إلى البيت...فإذا بابنتي (حنان) لا تكاد تمسّ الأرض الأرض من السعادة...وما أن رأتني حتى ارتمت في حضني قائلة: فاتكم القطـــــ...كلا...هذه عبارة رئيسٍ مخلوع...لقد قالت أنها كانت في رحلةٍ عظيمة قاموا بها بالسياكل إلى قريةٍ أخرى مجاورة تبعد حوالي 16 كيلومتر عنّا...

    بصراحه: لم أعبأ كثيرة بقولها...لكن وبمجرّد أن بدأت الصور تتكشّف...والحقائق تظهر...اتضح لدي أن الرحلة فريدةٌ بكل المقاييس.

    فلا الدراجات كدراجاتنا...ولا مسار الدرّاجاتِ مألوف...ولا الملابس المتخذة لها كملابسنا...ولا الأدوات كالأدوات...إلخ

    والسرّ في المسألة أن هناك محلّ يقوم بتأجير درّاجاتٍ خاصّة...هذه هي صورتها:


    وهذه الدرّاجات تسير على سكّة قطار! استغلالاً لمسار قطارٍ عفا عليه الزمن ولم يعد يُستخدم في هذه الأيّام...ليُصبح بوصلةً لعشّاق الرياضة...ولكم أن تتخيّلو رحلة في مثل هذا الجوّ المنعش...تمرّ فيه بالبيوت...وترى الطبيعة عن كثب...وتخترق الكهوف الموحشة...وأنت محمّل بأدواتٍ خاصّة لها علاقةٌ وطيدة بالرحلة...

    ولأن الصور أبلغ من الكلمات...سأنقل لكم الصور وسوف أعلّق حين الحاجة:





    تصلح لركوب ثلاثةٍ عليها








    مسار السكّة الحديدية التي تمشي عليها الدرّاجة



    عند دخولهم للكهف كانوا يسيرون بسرعة كبيرة لوجود نوع من الانحدار...وبعض الكهوف مظلمةٌ تماماً...وهذا يُفسّر تزويد مكاتب التأجير للرحّالة بالكشافات ويلبسون ملابس تضيء في الظلام




    المنظر المطلّ...قل سبحان الله














    نسيت أن أقول أن هؤلاء من أقاربي









    برررررررررد






    ابنتي حنان













    وين الطريق يا جماعه؟؟؟






    من هنا كانوا يتزوّدون بالماء العذب



    بنتي عايشه الجوّ











    حررررررررركااااااااااااااااات




    أكتفي بهذا القدر...والذي يظهر لنا جانباً من جوانب النشاطات التي يمكن ممارستها هناك....وإلى لقاء قريب.

  4. #14
    تميم المجد الصورة الرمزية بوخالد911
    رقم العضوية
    5855
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    QTR
    المشاركات
    46,956
    تقريرٌ رائعٌ

    واصل أخي وسأكون من المتابعين بإذنه تعالى..........




    ead.php?t=284476"]اندونيسيا كما رأيت يوليو 2009 بقلم بوخالد911 وتصويره[/URL]
    [/COLOR]

    سفرتي الى سنغافورة + استراليا + بانكوك 2008


    سفرتي الى بانكوك مارس 2009

  5. #15
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    جزاكم الله خيراً....ولستُ بغنىً عنكم....بعد قليل أضع القصاصة التالية

  6. #16
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    بسم الله الرحمن الرحيم



    القصاصة الثانية: التخطيط للسفر

    بدأ التخطيط للسفر على قدمٍ وساق..وقمتُ بمراجعة ما توفّر لديّ من تقارير سابقة حول النرويج –على قلّتها وعوزها- لأفهم طبيعة البلد الذي أنوي زيارته ولأجل رسم صورةٍ ذهنيّةٍ مناسبةٍ عنه.



    أما أوّل الخطوات التي قمتُ بها: حجز تذاكر السفر...وكان الناس قد اعتادوا (فيما أعلم) قطع تذاكر السفر عن طريق مكاتب الطيران أو الشركات السياحيّة..إلا أنني وجدتُ أن قطعها عبر الشبكة العنكبوتيّة وفي وقتٍ مبكّرٍ يوفّر قدراً كبيراً من المال (كان فرق التذاكر الحاصل لأفراد عائلتي الخمسة يُعادل 10 آلاف ريـال!)...وبالمناسبة: كان حجز التذاكر قبل السفر بحوالي خمسة أو ستة أشهر عن طريق الطيران التركي.



    س: ولماذا الطيران التركي؟

    ج:سؤالٌ جيّد..لأنه رحلاته إلى النرويج من الخليج يوميّة أو شبه يوميّة.



    على أنه ينبغي لي أن ألفت انتباهكم أيها السادة إلى أن في الجعبةِ الكثير من الملاحظات التي ينبغي معرفتها حول الحجز الالكتروني والدفع بالفيزا والشراء عن طريق الانترنت..وسوف يأتي المزيد من الكلام حول هذه الأمور في قصاصةٍ قادمة بإذن الله تعالى.



    لننتقل إلى المرحلة الثانية: العقبة الكؤود التي تواجه قاصدي دول الاتحاد الأوروبي في مرّتهم الأولى..وتتمثّل العقبة في مسألة استخراج الفيزا شنجن..فما هو المقصود بها يا تُرى؟؟



    إن كلمة visa schengen جاءت بالأصل من اسم قريةٍ صغيرة اشتُهرت بصنع النبيذ.. تقع في أقصى الجنوب الشرقي من لوكسمبورج بالقرب من النقطة التي تتلاقى فيها حدود لوكسمبورج و ألمانيا وفرنسا.. يبلغ عدد سكانها 425 نسمة.



    وقد اكتسبت هذه القرية شهرتها في 14 حزيران / يونيه عام 1985 ، عندما تم التوقيع على اتفاقية “شنغن” بخصوص إلغاء منهجية المراقبة على الحدود.



    ومصطلح visa schengen دالٌ على تلك الاتفاقيّة التي أُبرمت في تلك القريّة...والتي تبلورت من خلال مرحلتين اثنتين..الأولى عام 1985.. والثانية عام 1990



    أما الاتفاقية الأولى فكانت بين دول البنلوكس(Benelux)-وهي كلمة مكونة من حروف دول (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج) وألمانيا وفرنسا على الإلغاء التدريجي للضوابط على الحدود المشتركة ، وعرفت باسم اتفاقية “شنغن الأولى” ، والتي تنص على مراقبة بصرية بسيطة للسيارات الخاصة من عبور الحدود المشتركة في تخفيض السرعة ، دون أن يتطلب ذلك وقف هذه المركبات. أما الأشخاص الذين غير مطلوب منهم تلبية متطلبات محددة في الحدود الداخلية ، كما ، على سبيل المثال ، متطلبات التأشيرة ، فيمكنهم استخدام اجراءات الممر السريع عن طريق الصاق ملصق اخضر قطره ثمانية سنتيمترات على الزجاج الأمامي .



    والمرحلة الثانية كانت تقضي بتنفيذ اتفاقية شنغن الأولى بين حكومات دول البنلوكس و ألمانيا و فرنسا على الإلغاء التدريجي للضوابط على الحدود المشتركة وعرفت أيضا باسم اتفاقية “ شنغن الثانية ” .أزيلت مراكز الحدود والضوابط بين الدول في منطقة شنغن. وأصبحت تأشيرة شنغن تسمح للسياح أو غيرهم من الوصول إلى أي دولة في الاتحاد الأوربي.



    ولا تزال دائرة دول الشنغن تتسع يوماً بعد يوم...وبين حينٍ وآخر نسمع أن دولةً أوروبيّة دخلت نظام الشنجن...والفائدة هنا تنعكس على السائح في حال قدرته على استخراج تأشيرة ذات إجراءات قانونيّة أسهل ثم يُسافر إلى دولةٍ أخرى غير التي استخرج منها التأشيرة بشرط أن تكون من دول الشنجن.



    (مصدر المعلومات السابقة: صفحة الإجابات من جوجل)



    وبالمناسبة: فإن النرويج من دول الشنجن وإن كانت غير منضمّة إلى دول الاتحاد الأوروبي..إذ أنها ترى نفسها ستتضرّر في سياستها الاقتصاديّة حال انضمامها إليها...ونحن نعلم أنها تعتبر المصدّر الأوّل للنفط في أوروربا.



    سأعود للحديث حول هذه النقطة لاحقاً بإذن الله...وما يُهمّ قوله أن مشكلة استخراج تأشيرة الشنجن للمرّة الأولى مشكلةٌ حقيقيّة...لأن أيّ سفارةٍ تتطلّب كمّاً لا بأس به من العهود والمواثيق والمستندات التي تؤكّد (أهليّة!) المسافر للسفر وقدرته المالية الحقيقيّة كسائح في أورورباً..فهي أشبه بعمليّة تمييز الجواهر الأصليّة من المقلّدة...ناهيك عن بحث الحالة الأمنيّة للمسافر (اللهم حوالينا ولا علينا)..فإذا حصل المسافر على تأشيرته الأولى سَهُل عليه استخراج مثل هذا النوع من التأشيرات للمرّة الثانية بسهولةٍ أكبر.



    كانت متطلّبات الشنجن كالآتي:

    1- تذاكر السفر

    2- صورة شخصيّة للمسافر ( ما بين صورٍ ذات خلفيّة بيضاء أو خلفيّة رماديّة على اختلاف سياسة كلّ سفارة..فينبغي للمرء التأكّد من طبيعة الصورة من السفارة مسبقاً)

    3- كشف حساب من البنك لآخر ستة أشهر

    4- صورة من حجوزات الفنادق

    5- ورقة من البنك تشهد باممتلاك وصيدٍ كافٍ من البنك.

    6- جوازاتٍ بإقامات ساريّة المفعول (هذا بالطبع للمقيمين في دول الخليج) وأن تكون الجوازات غير منتهيّةٍ أو توشك على الانتهاء.

    7- ورقة من جهة العمل موجهّة إلى السفارة لا تمانع بفسرك (بالطبع تكون بالانجليزية).




    بالنسبة للنقاط (1-2-3-6-7) لم تكن لديّ أي مشاكل في ترتيبها، بالنسبة للنقطة (5) كانت هي العقبة...فبعد السؤال والاستفسار قيل لي أن الرصيد المناسب الذي تُستخرج التأشيرة على أساسه يُعادل (90) ألف ريال سعودي –لا تنسوا أننا خمسة أفراد-...كان عندي نصف هذا المبلغ في حينه..فاضطررت إلى الاستدانة من بعض الأفاضل –الصديق وقت الضيق- باقي المبلغ...ثم استخراج الشهادة...وبعدها أعدتُ له المال...مع التنبيه إلى ضرورة أن تصدر الورقة بالصيغة الانجليزيّة وأن تبيّن الرصيد المتاح بالدولار أو باليورو.



    بقيت النقطة (4)...وحلّ هذه عن طريق موقع agoda.com وكان الحجز في البداية حجزاً وهميّاً لأجل إجراءات استخراج التأشيرة...ثم يكون الحجز الحقيقي بعد ذلك.



    وأصدقكم القول أن الذي سهّل لي الكثير من الإجارءات هو موظّف شركة (حية ريجنسي) للسفر والسياحة..فجزاهم الله خيراً.



    وهنا يقفز السؤال التالي: إلى أيّ سفارةٍ أقصد أوراقي؟ وأيّها أسهل في استخراج التأشيرة؟ لا أخفيكم أن الأقوال هنا تتباين تبياناً كليّاً تبعاً لتجارب (رحّالتنا) فلن أخوض في تقييمها أو إبداء الرأي فيها.



    نصحني أحدهم بالذهاب إلى السفارة البولدنيّة باعتبار أن إجراءاتهم سهلةٌ مقارنةً مع غيرها..وكذلك فعلتُ..وبعد مرور يومين اتصل بي موظّف السفارة معتذراً عن قبول الطلب إذ ظنّ أنني مسافرٌ إلى بولندا بينما كانت وجهتي (حسب أوراق تقديم الطلب) إلىالنرويج...فذهبت إلى السفارة وفوجئت بوجود ختم على جواز السفر برفض الطلب..وهذه العلامة لم تكن في صالحي أبداً كما ذكر لي موظف شركة السفر والسياحة..فإنها مدعاةٌ للريبة عند السفارات الأخرى...وقد تكون سبباً قويّاً في رفضها كذلك.



    من هنا كانت الحكمة تقتضي أن أعود إلى السفارة البولنديّة والاحتجاج عند الموظّف بأن صنيعه قد أضرّني..وأني لستُ مسؤولاً عن خطئه في استقبال الأوراق...وطالبتُه بإعطائي مذكّرةً من السفارة تشرح أسباب رفض المعاملة.



    من اللطيف أن الموظّف تفهّم بشكلٍ كاملٍ طبيعة الموقف...وطلب منّي انتظار القنصل كي يُوجدوا حلاًّ لهذه المشكلة...وبعد ربع ساعةٍ خرج إليّ وذكر أن القنصل قد لا يأتي اليوم..واقترح عليّ حلاًّ (توافقيّاً!!): سوف يضع ختماً خاصّاً بالسفارة على مكان الطلب مكتوبٌ عليه canceld وقال أن السفارة التي سأقدّم عليها تفهم طبيعة هذا الختم وأن المعاملة ملغيّةٌ وليست مرفوضة...كذلك أعطاني رقمه الخاص وأبدى استعداده للحديث معهم حال استفسارهم.



    كانت تلك صفقةٌ رابجة...فأخذت الأوراق وقصدتُ بها السفارة الألمانيّة رغم أن سمعتها كانت سيّئة (من ناحية التشديد)...وقد قصدتُها –حسب ما رأيتُ من نفسي- بعد أن استكملتُ أسباب القبول وليس ثمّة مانعٌ يمنع أو علّةوٍ تُبرِّر...ثم إن السفارة الألمانيّة هي وكيلة السفارة النرويجيّة إذ ليس لها سفارةٌ عندنا...فأدخلتُ الأوراق...واشتركتُ في خدمة sms والتي يُرسلون لك رسالةً تتعلّق بنتيجة التقديم...وبعد مرور خمسة عشر يوماً استلمتُ رسالةً تُفيد بضرورة مراجعة السفارة (ولم يُذكر فيها قبلو الطلب من رفضه)...وذهبتُ إلى السفارة وثعابين القلق تنهش صدري...واستلمتُ أظرفاً مغلقةً بها الجوازات...فتحتها: فإذا بالتأشيرات تزيّن صفحاتها: تأشيرةٌ لمدة ستة أشهر تتيح لي البقاء تسعين يوماً في أوروبا وعلى نظام الدخول والخروج المتعدّد multy وحسب ما فهمت من المسافرين أن هذه التأشيرة وبهذه الكيفيّة لا تُعطى بسهولةٍ لأي أحد ومن المرّة الأولى...وبهذا تنتهي هذه القصاصة المعلوماتيّة الحاوية على تجربة تقديم تأشيرة الشنجن...ولا أظنها تخلو من فائدة...وسيبقى معي الجزء الأخير لمرحلة ما قبل السفر وسأختصرها قدر الإمكان حتى أشرع في الحديث عن الأجواء الأوروبيّة...فإلى لقاء قريب بإذن الله



    بقلم: طائر النورس.

  7. #17
    عضو مؤسس الصورة الرمزية كازانوفا
    رقم العضوية
    29307
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    21,956
    راائع وممتع ما سطرته اناملك
    متااابعه لك

    اكمل
    كلامٌ للشّيخ ابن عثيمين-رحمه الله ، قال:

    " إذا رأيتَ نفسكَ مُتكاسلاً عن الطّاعة ؛ فاحذر أن يكونَ الله قد كرهَ طاعتَك ، فانتبه لنفسك"!
    __________________

  8. #18
    عضو مؤسس
    رقم العضوية
    21272
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    5,844
    ,


    ,


    مرحبا


    متابع سلسله الاحداث

    ما بين الكلمه والصوره

    ما شاء الله طريقه المدرس في الفصل

    وصلت المعلومات



    ,

    ,


    اخوك


    شموخ دائم

  9. #19
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    أشكر الدعم (اللوجستي) من المشرفين....

    وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن

  10. #20
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246


    القصاصة الثالثة: دقّت ساعة الزحــ...أ..السفر!!
    وتمّ استخراج التأشيرة بحمد الله تعالى، وبدا للناظر أن البيت يعيش في حالة طواريء رغبةً في التجهّز للرحلة، وتمّ استقبال طلباتٍ كثيرةٍ من الجالية العربيّة في النرويج: "أرجوك...تمر سعودي من الحسا أو القصيم!...تكفى: أبي زعفران!!...لا تنسى تجيب هيل!!!...بل وكان هناك طلباتٌ غريبة: يرضى عليك: جبن أبو مثلّثات!!!!

    طلباتٌ غريبة...كأنهم يعيشون في جزر الوواق...لكن العجب سينقضي والغرابة ستزوال عندما سنعايش المجتمع بأنفسنا ونتلمّس حاجاتهم.

    وكان لنا زياراتٌ شبه دوريّة إلى الأسواق لشراء لوازم السفر وملابسه واحتياجاته..هذا من ناحية...

    ومن ناحية أخرى: زياراتٌ إلى "ريجنسي للسفر والسياحة" لتحديد الفندق الذي سننزل فيه أيامنا الأولى في أوسلو..وقد لاحظتُ أمراً جللاً: في الفترة ما بين الحجز الوهمي السابق للفنادق (قبل استخراج التأشيرة) وما بعدها: تقافزت الأسعار بشكلٍ جنونيّ...حتى خشيتُ إن تأخّر بين المقام وطال لُبثي أن أقابل موجةً جديدةً من الغلاء..الأمر الذي جعلني أقبل بـــ(الرخيص) على حساب (المضمون)...ولم أُكلّف نفسي التدقيق في حال الفندق جماليته...لأني وبكل صراحة: كان مقصدي الأوّل من الحجز الفندقي: إثبات كوني سائحاً حقيقيّاً عند قدومي إلى مطار أوسلو وأني لستُ من زُمرة المهاجرين (وما أكثرهم)..بحيث يمكنهم الاتصال على الفندق للتأكّد من مصداقيّة الحجز الفندقيّ.

    وأزيدكم من الشعر بيتاً: دار بيني وبين أقربائي حوارات مطوّلة كي نتوصّل إلى اتفاقيّة هجليــــج..أ...أعني اتفاقيّة السفر!!(المعذرة: يبدو أنني متأثّر بالسياسة على نحوٍ كبير) ...الحاصل أن الحماسة أخذت منهم كلّ مأخذ...وقد خرجنا من الاجتماعات الاسكايبيّة( نسبةً إلى البرنامج الشهير SKYBE واسمه اسكايب وليس كما تعارف الناس عليه بأنه الاسكايبي) أن كلّ ما هو عليّ أن أحضر بشحمي ولحمي...وقَضّي وقضيضي...ونفسي وعيالي...وما سوى ذلك فهو عليهم...

    في الحقيقة كان هذا الاتفاق مُرْضياً بحدٍّ كبير..لأن النيّة مُبيَّتةٌ في المكوث الطويل في النرويج بما لا يُمكن تكفّل كامل نفاقته فَندقةً واستئجاراً وغير ذلك.

    وأما جهاز الإشراف والمراقبة فكان متمثّلاً في أختي الكبيرة –جزاها الله خيراً- إذ لم تبخل عليّ في لحظةٍ من اللحظات بالمعلومات...والإجابة عن الاستفسارات..وتقديم النصائح..وفي إحدى حواراتها خرج منها السؤال العَفَوي التالي: هل قمتَ باستخراج تصريح سفرٍ لزوجتك الحامل؟ بدا لي عدم الفهم...فأضافت قائلةً –وهي الطبيبة الاختصاصيّة- أن العادة جرت بمنع المرأة الحامل من السفر عند مرور 33 أسبوعاً على الحمل، لذا يلزمني الذهاب إلى عيادةٍ حكوميّة واستخراج تصريحٍ يسمح لها –لزوجتي وليست لأختي بالطبع!- بصعود الطائرة ويُثبت أهليّتها للسفر.


    وبالفعل: ذهبنا إلى العيادة الحكوميّة، فطلبتْ الدكتورةُ من زوجتي الحضور قبل السفر بأسبوع واحدلمراجعة حالتها الصحيّة، ويوم حضورها وتمام المقابلة: أخبرتني زوجتي كيف امتنعت الدكتورة من استخراج التصريح لأجل الحمل المتقدّم..وأمام إلحاح زوجتي وبيان أنها تريد أن تَلِد عند أهلها وافق الدكتورة بشرط
    الراحة التامّة
    الراحة التامّة
    الراحة التامّة
    (صدى الصوت!!)

    إلى حين يوم السفر.

    بالطبع لم تلتزم الزوجة بهذه المواثيق لعلمها بأطنان الأعمال التي تنتظرها...ومن جهتيقدّمتُ لها كلّ ما يُمكنني القيام به بل قمتُ باستئجار خادمةٍ تُعينها في بعض الأحيان...وقد شعرتُ بخطورة الموقف حينما تزايدت آلام بطنها...وعبثاً حاولتُ إقناعها بضرورة تخفيف الأعمال والتقليل منها دون جدوى على الرغم من التوبيخ المستمرّ...لكنّي كنت متمسّكاً بالتوكّل على الله عز وجل مفوّضاً أموري إليه...هو حسبي ونعم الوكيل.

    ثمّة أمورٌ يجب ذكرها حتى لا تُنسى في خضّم الأحداث: لقد قمتُ باستخراج شهادةٍ دوليّةٍ للسواقة (رخصة دوليّة) وهي لا تُكلّف أكثر من مائة وخمسين ريالاً...وتًستخرج من مكاتب السفر والسياحة...وكانت بحق: عظيمة النفع...بل أستطيع القول: لقد كان لها دورٌ محوريّ في رحلتي الطويلة...والأحداث المستقبليّة ستكشف عن صحّة ذلك.

    أمرٌ ثانٍ: ومع صحبة تلفون IPHONE 4 G قمتُ بتنزيل عدد كبير من ملفات PDF والتي تحوي قصصاً وكتباً يُمكن قراءتها أوقات الفراغ هناك...وهي عادةٌ حميدة رأيت أهل الغرب يتمسّكون بها ولا تكاد تخلو أمتعتهم منها...ولأننا أمة (اقرأ) كان الأولى بنا أن نتمسّك بالقراءة أكثر منهم.

    وفوق هذه الملفات...لم أنسَ أبداً تحميل برنامج لترجمة الكلمات...وقد أثبتت الأيام كيف أخرجني هذا البرنامج من مآزق كثيرة.

    أنا المسلم...أنا المسلم..آه...لقد تذكّرت: برنامج مواقيت الصلاة وبرنامج تحديد القبلة...ولا يمكن أن أصف لكم شعوري وسعادتي بهذه البرامج التي كان لها عظيم النفع لي ولمن حولي ولله الحمد.

    وبعيداً عن الآيفون...وقدرته على التصوير...هل اكتفيت بكاميرته؟ الجواب: كلاّ ..كيف يمكن تفويت فرصةٍ كهذه دون الحصول على كاميرا خاصة للتصوير؟

    لكن سوق الكاميرات كبيرٌ للغاية...وعهدي بالكاميرات أيّام الأفلام والتحميض (الله يرحم أيام زمان!!)..فسألت أهل الذكر من المختصّين...فدلّوني على أجمل وأروع وأرخص كاميرا يمكن الحصول عليها.

    إنها من شركة سوني SONY واسمها: DSC-TX9/R من عائلة: ™ ساكنة رقمية - السلسلة T


    ماذا يمكنني القول عنها؟ خفيفة ظريفة...صور 12 ميجا بكسل..ذات قدراتٍ فائقة متنوّعة... تلقائي فائق، تصوير سهل، تلقائي مبرمج، ثلاثي الأبعاد بانورامي متواصل، تصوير ذكي بانورامي متواصل، تصوير متعدد الزوايا متواصل، تصوير ليلاً، تصحيح تلقائي فائق لإضاءة الخلفية، تمويه الخلفية...إلخ

    والأهم من هذا وذاك (وهو ما لم أجده في مثيلاتها): القدرة على التصوير تحت الماء...صوراً وفيديو...أما السعر: 1450 ريال سعودي تقريباً.

    وهذه معلوماتٌ دقيقةٌ عنها:

    http://www.sony-mea.com/product/dsc-...ite=hp_ar_ME_i

    ولكما تناقصت الأيّام...كلما زادت دقّات قلبي شوقاً وفرحاً بالسفر...خصوصاً وأنها المرّة الأولى التي أقدم فيها زائراً لأوروبا...ويعلم الله كم كنت أدفع نفسي دفعاً للقيام بالمهام الوظيفيّة في أيام الانتظار الأخيرة.



    حتى جاء يوم الأربعاء...يوم السفر: 27/6/2011م..تخيّلت نفسي القبطان سموليت وهو يركب السفينة متوجّهاً إلى جزيرة الكنز:



    رفعوا المرساااااااة...افتحوا الأشرعة...الكل على ظهر السفينة...إلى الأماااااااااااااااااااااااااام...إلى جزيرة الكنز

    نياهاهاها



    "انتهت القصاصة...تلبيها قصاصة اليوم الأول من السفر"
    بقلم: طائر النورس

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •