صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 66

الموضوع: $$رحلة النرويج...سبعين يوماُ$$

  1. #21
    عضو مؤسس الصورة الرمزية كازانوفا
    رقم العضوية
    29307
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    21,956
    احلى مافي الموضوع انك قربت ليوم ميلادي ههههه
    موضوع شيق وطريقه جدا جميله واندمجت كتيرر بسردك لقصة سفركم
    كلامٌ للشّيخ ابن عثيمين-رحمه الله ، قال:

    " إذا رأيتَ نفسكَ مُتكاسلاً عن الطّاعة ؛ فاحذر أن يكونَ الله قد كرهَ طاعتَك ، فانتبه لنفسك"!
    __________________

  2. #22
    تميم المجد الصورة الرمزية ضوى
    رقم العضوية
    9292
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    43,010
    ممتع جدا استمر فقد تكون النرويج محطتنا الصيفية التالية
    اللهُمْ خِفّافاً لا لنْا ولا عَليّنا لا نؤُذيِ ولا نُؤذى، لا نَجّرح ولا نُجرح، لا نَهيّنْ ولا نُهانْ، اللهُمَ عَبُوراً خَفيّفَاً لا نُشّقيِ بأحدً ولا يُشّقى بنا أحد

  3. #23
    عضو
    رقم العضوية
    43929
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    63
    ما شاءالله

  4. #24
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    شاكرين لكم متابعتكم.....وإلى القصاصة التالية:

  5. #25
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    القصاصة الرابعة: بين السحاب
    "آي.. بطني تؤلمني"..."تصبّري يا زوجتي العزيزة...تصبّري...12 ساعة فحسب...دعي أقدامنا تطأ الأراضي النرويجيّة وبعدها تستقبلك مستشفياتها....أو...اممم...ما رأيك أن تلدي في الطائرة!؟..سمعتُ أن هناك امتيازات عديدة تُعطى للمولود في الطائرة له ولعائلته...أهئ أهئ..."

    كلامٌ لا يُتوقّع من الزوجة أن تستسيغه أو تتقبّله...المرأة في مثل هذه الحالات تتوقّع مواساةً مناسبة وتقاسماً في اللآلام والهموم...لا النظر إلى الأمور بمنظار شخصيّ أو براجماتيّ...

    سرعان ما طارت تلك الخواطر وتعابث الشيطان بي لحواراتٍ غير واقعيّة –أي أن ما سبق لم يكن حواراً حقيقيّاً-...وعدتُ إلى عالم الواقع.

    أمامنا ساعات فحسب...تم التأكد فيها من تفريغ الثلاجة من محتوياتها حتى لا تتلف وتتعفّن...قفل الغاز ...فحص النوافذ والتأكد من إحكام غلقها حتى لا نفاجأ بكثبان الرمل داخل بيتنا...والأهم: نسخةٌ احتياطيّة من مفاتيح البيت توضع عند جارٍ أمين تحسّباً لأي طاريء من أي نوع.

    كان السفر في الحقيقة الساعة الواحدة تقريباً...وكان من المفترض أن نكون في المطار قبلها بساعتين...وفي الساعة العاشرة تماماً حضر جارنا العزيز ليخذنا إلى المطار...وركبنا مسرعين والكلّ في ترقّب وتوجّس...ومشاعر أخرى مختلطة تتناوب على النفس بشكلٍ فوضويّ.

    جرت العادة منّي أن أنسى شيئاً مهمّاً في كلّ سفرة بالرغم من كلّ الاحتياطات...وبعد فجأة من الزمن!...أعني: وفجأة صرختُ قائلاً:

    الجوازات!!
    طلبتُ من جاري أن يوقف سيّارته مباشرةً...وبشكلٍ جنوني شرعتُ بالبحث عن الجوازات بين أوراقي وأغراضي حتى وجدتها بحمد الله..وتنفّستُ الصعداء...إذن هي حالةٌ من رُهاب المواقف جعلتني أظنّ أني نسيتها.

    وتعود بي الذاكرة إلى الوراء...إلى عشر سنين مضت (لن أقول كأوراق الخريف التي تساقطت...لأنني ذكرتُ هذا التشبيه في القصاصة الأولى!!).

    كان ذلك قبل الزواج بثلاثة أيّام فحسب!..وقد جرت العادة عندنا أن بروتوكولات الزواج تقتضي ثلاث حفلاتٍ آخرها الزفّة...وزوجتي كانت في بلدها...وأنا في الغربة...وبالطبع وقبيل السفر قمت بمراجعة كل شيء: ملابس الزواج...أغراض شخصيّة...متطلّبات ضروريّة...كلّه تمام يا أفندم!...

    وجاء أحد الأفاضل ليزورني مودّعاً عصر يوم السفر (إلى الزوجة بالطبع...هل نسيتم؟)..والمقرّر أن يكون السفر فجراً أي بعد ساعاتٍ فقط...وأثناء الوداع قال لي الفاضل وبالحرف الواحد: "بس عسى ما تكون نسيت جوازك"!

    جوازك!!!

    وهنا كما يحدث مع كونان "تبقّقت عيوني عالآخر!!"



    وكأني بالبروق والصواعق من حولي...والمشهد كلّه استحال إلى السواد الحالك...والكاميرا تقوم بواجبها من "الزووم"!!...لقد تذكّرت أن جوازي موجود في مبنى إحدى الدوائر الحكوميّة لأجل معاملة ما...وقد أنساني الشيطان أن أذكره...والمصيبة الكبرى أن اليوم التالي وما يليه من الأيام إجازةٌ رسميّة...بمعنى أن تقول: "وداعاً أيها الزواج!!!".

    أجريتُ اتصالات موسّعة جداً جداً للوصول إلى طريقةٍ تتيح لي استخراج الجواز قبل السفر...وعقارب الساعة تلاحقني...وتبيّن أن الموضوع بيد أحد المسؤولين القادرين على استخراج الجواز من المبنى...لكنّه مدعوٌّ لحضور إحدى حفلات الزواج في مدينة أخرى...والعد أن نتقابل أمام مبنى الوزارة الساعة الواحدة ليلاً...طبعاً الرّجل "مستانس" بينما العبدُ الفقير كشريحة بطاطا على مقالاة...كان أحد الأصدقاء يُعابثني قائلاً: لا يمكن أن نترك المدام من غير عريس...ما رأيك لو بعثنا لها بآخر!!...وأنا أخرسه ثم أدور حول نفسي كأسدٍ حبيس الجدران...ويوم أن صار الجواز بيدي عزمتُ ألا أنام أبداً إلا وأنا داخل الطائرة..والمؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرّتين كما قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.

    "بييييب....وصلنا مبنى المطار"...أين العربة؟؟ هيّا نركض...دخلنا مبنى المطار وقمنا بإدخال أمتعتنا الشخصيّة...كان بيدي ماء زمزم والذي طلبه أحد أفراد الجالية العربيّة هناك...فرفضت السلطات إدخاله...قلت لهم: ألا يمكن تغليفه حراريّاً وإدخاله مع الأمتعة...كان الجواب: كلا...

    ماذا أفعل بالماء؟؟؟

    ماذا أفعل؟؟

    هنا وجدتُ رجلاً باكستانيّاً فأعطيته ماء زمزم...ودعواتك يا شيخ.

    خبّروني عن شخصٍ ذهب يودّع صديقاً له في المطار..أكان يتوقّع العودة إلى بيته محمّلاً بهذه المياه المباركة؟؟؟ من المطار؟؟ إنها الأقدار الخفيّة التي لا تتحرّك خيوطها إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة المبنيّة على الحكمة البالغة.

    صور في المطار: حنان الكبرى...وئام الصغرى...وفارس












    لم يبقَ إلا البوّابة الأخيرة ونكون في الداخل...لكن ها هي إحدى الموظّفات توقف زوجتي: هل أنتِ حامل؟؟ ماذا؟؟ تريدين أن تورّطينا؟؟

    -نعم: وهذا تصريح طبّي بصعود الطائرة..وما هي إلا دقائق إلا ونحن بين جوانح ذلك الصندوق التركي الطائر...ينطلق مخترقاً أجواز الفضاء.

    ما أجمل الليل بهدوئه...صمتٌ مطبق وثوب سهرةٍ أسود مرصّع بنجومٍ كثيرة تنبئك بضآلة الإنسان وحقارته..من أنت أيها الإنسان حتى تغترّ بمالك وسطوتك وقوّتك؟؟ ..{ ما غرّك بربّك الكريم؟ الذي خلقك فسوّاك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركّبك}.

    هذه صورةٌ للوجبة الليليّة:



    وصورٌ من الطائرة:









    الأولاد فرحون للغاية بهذه الرحلة الطويلة التي لم يعتادوها...لا أذكر إن كانت ثلاث ساعاتٍ أو أربع...لكنّي انتبهت إلى علامات الحنق الواضحة من زوجتي...اقتربت منها فانهالت منها عبارات العتاب والتوبيخ...ولوهلةٍ لم أفهم سرّ هذا العتاب ثم تذكّرتُ فضحكت.

    في خلال الأشهر الماضية كنت مدمناً لمشاهدة الأفلام الوثائقيّة..وكان من محض القدر أن أكثر مشاهداتي لحوادث الطيران في نيشيونال جيوجرافيك وغيرها...حتى ترسّخت تلك المخاوف لديها...ومع كلّ ارتفاعة وانخفاضة تبلغ القلب لدى الحناجر...ويخرب بيت شيطانك يا طائر النورس...صبراً عليّ سأنتّف ريشك لكن دعنا نصل بسلامة الله!.

    كان الوصول فجراً إلى مطار أسطنبول...ذلك المطار الطويل العريض الذي يدلّك حجمه وكثرة بوّاباته على أنه نقطةُ وصلٍ حقيقيّة بين الشرق والغرب.





    مما لاحظته في المطار اعتزاز الأتراك بلغتهم القوميّة..فمثلاً: كنت أسألهم عن البوّابة رقم: ##$&*...بالانجليزي...فيجيبوني بالتركيّة!! على الرغم من إتقانهم للإنجليزيّة بكل تأكيد...ليت لنا معاشر العرب شيئاً من هذه العزّة بمقوّماتنا الحضاريّة.

    لن أتحدّث عن الانسلاخ القِيَمي المشاهد من بنات الخليج فضلاً عن غيرها من الدول...أعتقد أنّه تمّ طرح هذه القضيّة كثيراً وكتبتُ فيها شيئاً في تقرير السابق بعنوان: "ليس مجرد تقرير" عن رحلتي إلى ماليزيا...ولن أتحدّث عن عبارات نحو: "ياي...تبغى الناس يقولوا عنّا متخلّفين؟؟" طيب يا سيّدتي المحترمة الربّ داخل وخارج البلاد واحد...وأحكامه سواء...والقيم ثابتة..وسوف يكون لي عودة تتعلّق بهذه النقطة في قصاصة متأخّرة تتعلّق بمشاهداتي في النرويج.

    التقيت في المطار بعددٍ من المسافرين الخليجيّين وقد هيّأني الله لمساعدتهم على طريقة: "الأعور بين العميان...ملك"...فقد ساعدتني بقايا اللغة الانجليزيّة التي احتفظت بها منذ أيام الثانويّة في دلالتهم ومساعدتهم.



    أهم نقطةٍ نخرج بها هنا: ضرورة الوصول إلى البوّابة في الوقت المناسب..لأن أحداً لن يبحث عنك أو يسألك..وكان هناك رجلٌ سعودي كبير السنّ نسبيّاً كادت طائرته أن تُغادر لولا إرشاده في الوقت المناسب.

    وصلنا أخيراً إلى البوّابة..التفتيش...وكالعادة: السؤال عن حمل زوجتي وإبراز التصريح...ثم ركوب الطائرة المتوجّهة إلى النرويج.

    بالطبع: أغلب ركّاب الطائرة كانوا من الاسكندنافيين...ونسبةٌ لا بأس بها من الجالية الصوماليّة...في الحقيقة أن الجالية الصوماليّة في شمال أوروبا لهم القدح المعلّا والنصيب الأكبر من نسبة العرب والمسلمين...والأجمل من هذا: محافظتهم على الحجاب واللباس المحتشم..والحمد لله .

    وصلنا أخيراً إلى مطار أوسلو...وبدأ العدّ التنازلي لأهم وأخطر اللحظات...فالزيارة الأولى لأي دولةٍ أوروبيّة هي قنطرةٌ لما بعدها من الرحلات: إما أن تدخلها بيسرٍ وسهولة...فتفتح لك آفاق الزيارات التالية...وإما أن تتعرقل ويُعاد بك إلى بلدك إن لم يقتنعوا بكونك سائحاً.

    وصل الدور إليّ...وكانت موظّفة وليس موظّفاً...فنظرت إلينا (الخبيثة) وإلى ملامحنا الشرقيّة...فقادتنا إلى غرفة التحقيق...

    وبدأ التحقيق بأسئلة كثيرة عن أسباب الزيارة وعن معرفتنا بأحد من الناس في النرويج...ثم الاتصال بالفندق...والاتصال بمن أخبرتهم عن القريب ثم محادثته ما يزيد عن الساعة الكاملة.

    كان القلق قد أخذ منا كل مأخذ...خصوصاً وأن التحقيق زاد عن الأربع ساعات..وبدأنا نتناقل الأحاديث القلقة والمتذمّرة والضابط يستمع إلينا من طرفٍ خفيّ..ثم اكتشفنا بعد ذلك أنه من المغاربة...فانطلقنا نسأله عن سرّ هذه المعاملة الجافة والتحقيق السخيف...فأجابنا بكل أدبٍ واحترام: لو قلتم لنا أنكم قادمون للهجرة لانتهى التحقيق على الفور...لأننا سننقلكم إلى معسكرٍ بحيث نُخلي مسؤوليتنا كأمنٍ للمطار...لينتقل الموضوع إلى شئون الهجرة.

    قلت له بصرحاة: ما بالنا قد تم إيقافنا دون العالمين؟

    فأجابني والابتسامة تعلو محيّاه: (العالمين) تمّ التأكد من ملفّهم الأمني..والعربي كما تعلم هو رديفٌ للإرهابي عند الغرب...والمعذرة: الموضوع ليس بيدي وإلا كنت ساعدتكم.

    وبعد تلك الساعات الطوال جاءتنا (الخبيثة)..لتقول: تم التوصّل إلى اتفاق...ويمكنكم دخول الأراضي النرويجيّة بسلام...

    ساعاتٌ مرهقةٌ وسفرٌ طويل...واحتجازٌ لا مبرّر له..ومعاملةٌ رديئةٌ...لكننا لم نتشاءم من هذا كلّه..لأن الشؤم شرّ...ولكنها بالتأكيد قد تركت في النفس جروحاً غائرة.

    أين هذا من الابتسامة المشرقة التي أخبرنا بها صاحب تقرير "النرويج الفاتنة المنسيّة"؟...وأين ما تحدّث عنه من السؤال المؤدّب: إن كنت تريد الهجرة فبإمكانك الذهاب إلى ذلك المكتب في طرف المطار؟؟

    أخذنا الأمتعة ولم يتبقّ أمامنا سوى اجتياز بوّابة المطار الخارجيّة..وفي الذهن أسئلةٌ ظلّت تطرق العقول بإلحاح: لماذا كلّ هذا العنت في المقابلة؟ وهل هي قاعدةٌ تنطبق على كلّ قادمٍ إلى أوروبا؟ وما هو الاتفاق (اتفاق أوسلو!!) الذي تمّ بين المطار وبين قريبي؟؟؟

    سنتناول هذه الأسئلة ونعلم إجاباتها...وأنا مصرّلإ على معرفتها قبل رؤية المنظر الخارجيّ للمطار...ولكن: تلك قصاصة أخرى.

    بقلم: طائر النورس

    ملاحظة هامشيّة: منذ هذه اللحظة سترون (ماسورة) الصور تنفجر بالعديد من الصور والمشاهدات...انتهى عصر الجفاف وبدأ عصر التوثيق والمشاهدات...فلا تبتعدوا عنّا كثيراً

  6. #26
    عضو مؤسس الصورة الرمزية كازانوفا
    رقم العضوية
    29307
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    21,956
    راااائع
    اكمل ............
    كلامٌ للشّيخ ابن عثيمين-رحمه الله ، قال:

    " إذا رأيتَ نفسكَ مُتكاسلاً عن الطّاعة ؛ فاحذر أن يكونَ الله قد كرهَ طاعتَك ، فانتبه لنفسك"!
    __________________

  7. #27
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    بارك الله فيك....وأشكر لك المتابعة

    غداً بحول الله وقوته الحلقة التالية

  8. #28
    عضو مؤسس الصورة الرمزية كازانوفا
    رقم العضوية
    29307
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    21,956
    الله يحيناااا ان شالله واياكم
    كلامٌ للشّيخ ابن عثيمين-رحمه الله ، قال:

    " إذا رأيتَ نفسكَ مُتكاسلاً عن الطّاعة ؛ فاحذر أن يكونَ الله قد كرهَ طاعتَك ، فانتبه لنفسك"!
    __________________

  9. #29
    عضو
    رقم العضوية
    38377
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    102
    تقرير رائع جدا..

  10. #30
    عضو
    رقم العضوية
    37320
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    246
    القصاصة السادسة: في قلب أوسلو

    "أرجوك...تكفى!!...تجاوز بوّابة المطار"

    "أبداً...لن أتجاوزها حتى أعرف سرّ هذا الهراء وذاك (العَبَط) في الاستقبال".

    "أنت تعلم أن كثيرين يقدمون على أوروبا بهدف الهجرة إليها، ولئن كان بعضهم يأتي مهاجراً أو لاجئاً بطريقةٍ شرعيّة لاعتباراتٍ سياسيّةٍ أو إنسانيّة...فإن غيرهم أ..."

    "مفهوم مفهوم...يريدون أن يميّزوا الصادق من الكاذب...والذهب الجيّد من الذهب الرديء...دعنا من هذا..ماذا عن العهود والمواثيق..و الثرثرة (جرجر واجد...كلام بالزاف...كلام ساكت...إلخ إلخ) الذي أخذوه منك؟"


    "سألوني عن كل شيء: اسمي واسمك...عملي وعملك...وضعي ووضعك...وبيتي وحجمه..ومالي وحدّه..ثم تكفّلت بشكلٍ رسمي وتعهّدتُ ألا تكون لاجئاً...وطلبوا مني أن أبلغ الشرطة رسميّاً حين مغادرتكم...وإلا فإن كلاب الانتربول ستلاحقكم...وكاميرات المراقبة ستبحث عنكم...وستخصّص جائزة ماليةً كبيرةً لمن سيبلّغ غنكم...و..."

    "كفى كفى...ولا داعي لمبالغات الانتربول هذه...يكفي أن أعلم ضرورة إبلاغك المطار أو الشرطة قبيل سفري...والآن...أنا مخنوق مخنوق...منكود...لا أريد البقاء في أرض المطار الظالم أهلُهُ..هيا بالله عليك قبل أن أنفجر".


    ...بمجرّد الخروج من أرض المطار تم استقبال الأقارب والسلام المختلط بمشاعر الفرحة والغلّ معاً...حتى الصور التي بدأت بالتقاطها عند بوابة المطار أبتْ إلا أن تكون سوداء المنظر تضامناً مع صاحبها!!...



    ولما أكثرتُ في التصوير نهرني الأفاضل وذكروا لي ما معناه أنك لم تر من الفيل إلا ذنبه...ومن الديك إلا رأسه..لم تر البلد حقيقةً...فما الهراء الذي تقوم بتصويره؟؟

    قلت لهم متصنّعاً الحكمة: إن السائح الحقيقي يقوم بتصوير كل شيء...الرديء والجيّد معاً..لأن عمليّة الفرز تكون في مرحلةٍ لاحقة...ولرُبّ صورةٍ ندمت يوماً على عدم تصويرها...ومشهدٍ لم أقم بتوثيقه.

    *بكل تأكيد فإن كل قاريء للموضوع ينتظر منّي أن أقول: "ركبنا السيارة متوجّهين إلى الفندق.."

    أقول: كلا...سوف أحوّل الكلمات الخمس السابقة إلى أسطرٍ عديدة...فإن هناك الكثير من الأمور المهمة التي يجب أن تُقال:

    أولاً: مسألة إيجار الوقوف في المطار...اكتشفتُ أن مبلغ الوقوف كان كبيراً جداً جداً جداً...ربما حوالي 200 ريال سعودي...حقّاً: أول الغيث قطرة!.

    ثانياً: كنّا سبعة...وكانت مقاعد السيّارة سبعة...قلت: ممتاز...إذن الأماكن تكفينا بالتمام...قالوا: كلاّ:
    لأنكم أحضرتم حوالي أربع شنط (أو شنطات: يجوز عند الكوفيّين!!)..وحقيبة السيارة لا تكفي إلا لاثنتين...

    ويمنع منعاً باتّاً وضع حقائب بجانب (جنابكم!).

    ويمنع منعاً باتّاً وضع حقائب فوق السيّارة إلا بوجود الصندوق العلويّ المخصّص (ركّز على كلمة الصندوق)...

    ويمنع منعاً باتّاً ركوب أربعة أشخاص في مكانٍ مخصّص لثلاثة...حتى ولو كان الرابع طفلاً صغيراً...بل: حتى ولو كان رضيعاً!!...فالرضيع والطفل لهما مقعدٌ خاصٌّ يتم شراؤه وتركيبه في السيارة...وطبعاً: هناك تشديد كبيرٌ جداً جداً جداً على ربط أحزمة الأمان.

    الله أكبر...هذه الثانية إذن!!

    إذن ما العمل يا رفاق؟؟

    بعد مداولات ومشاورات وجدل بيزنظي..انتهى الأمرُ بوضع شنطتين في صندوق الأمانات في المطار مدّة يوم...وبمبلغ 300 كرونة نرويجيّة.

    الثلاث كرونات تعادل حوالي ريالين سعوديين...الرقم هنا تقريبي فلا تأخذوه بحرفيّته.

    حسناً أيها الرفاق...ما باليد حيلة...فلان: هيّا نركب السيّارة.

    -إلى أين يا طائر النورس؟

    *......!!

    -أنت من سيقوم بقيادة السيارة!.

    وبصوت يُغالب البكاء: *ولماذا أنا؟

    -لأنك الوحيد من بيننا من يحمل رخصة قيادةٍ للسيارة...أليست الرخصة الدوليّة التي استخرجتها بحوزتك؟؟

    *بلى..ولكن...لماذا لم تفكّروا في لحظةٍ كهذه فتبادروا إلى استخراج رخصة؟؟

    -اركب السيارة...وسوف تعرف السبب في ثنايا الطريق.

    إنا لله وإنا إليه راجعون...بعد كلّ هذه الساعات من الانتظار...أسوق جبراً لا اختياراً وأنا مرهق؟؟ بسم الله...سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.

    بدأنا بالسير...وتبرّع قريبي بالشرح: إن الحصول على رخصةٍ في النرويج يعادل في صعوبته شهادة ماجستير في دولٍ عربيّة!!...أولاً: دراسة نظريّة تستمرّ عدّة أشهر...ثم اختبارٌ كاختبارات التوفل TOFEL(ذلك الاختبار في اللغة الانجليزيّة) من صعوبته...وكثيراً ما يتساقط الممتحنون صرعى الرسوب والإعادة..ثم تطبيقٌ عملي واختبارٌ في الشارع في الشتاء وفي الصيف (لقياس القدرة الحقيقيّة للسواقة في مختلف الظروف المناخيّة لا سيّما في الشتاء)..والأدهى من ذلك كلّه: تكلفة الحصول على هذه الرخصة تعادل 17 ألف ريـال سعودي.

    لا أقول إلا: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به.

    وبدأت المساحات الخضراء تتبدّى للناظرين مزيلةً من القلوب أدرانها...ومن الروح ما علق بها من الغيظ والحنق...الجوّ رائع...ودرجة الحرارة منخفضة...لم أر في حياتي مثل هذا الاخضرار.












    أظن أن الوقت أخذ منّا نصف ساعة للوصول إلى الفندق الذي تمّ حجزه...

    الفندق بالمناسبة قديم جداً جداً جداً ولا يستأهل ال400 ريال المدفوعة في حقّه كفندق من فئة النجوم الأربعة..ويبدو أنها سمةٌ عامة في فنادق النرويج أنها لا تُضاهي مثيلاتها في أوروربا ولا في آسيا كماليزيا ونحوها...ولم يشفع للفندق سوى المناظر المبهجة من حوله...والبحر من خلفه.





































    ومن سخافاتهم أنه ليست ثمّة مواقف مخصّصة لنزلاء الفندق إلا أن تدفععععععععععععععع...وسوف نعرف لاحقاً كم دفعت.





    دخلنا الغرفة...وفوجئنا بأربعة أسرّة ضيّقةٍ ارتمينا عليها كيفما اتفق...لتنطلق صفارات الإنذار!!

    أعني إنذار الجوع...لا تنسوا أننا لم نأكل الغداء...فتركت العائلة في الفندق وذهبتُ أنا وأحد أقربائي إلى مركز المدينة لشراء الغداء...وذلك لأن منطقة الفندق تعتبر نائيةً نوعاً ما.

    يسمّونه بالسنتروم SENTRUM ويعنون به مركز المدينة...والتقينا بعددٍ من الأفاضل الذين نعرف بعضهم...والذين أصرّوا مشكورين أن نأكل في مطعم كردي (أقرب المأكولات التي تناسبنا)...

    وماذا كانت الوجبة؟؟

    أربعة صحون أرز أقل ما يُقال عنها أنها عاديّة جداً...وربع دجاجة في صحن كلِّ واحد منا...وصحن إدامٍ واحد...

    والفاتورة: 500 كرونه أي حوالي300 ريال سعودي فقط لا غير!!

    هنا أصبتُ بصدمةٍ حضاريّةٍ بدأت تتكشّف أوراقها...البلد أسعاره غالية بل ناريّة...يرحم الله أيام البوفيه في ماليزيا ب25 رنجت .

    أخذتُ الوجبات لعائلتي التي تنتظرني في الفندق...وعدتُ مسرعاً إليهم...ومنّيتُ نفسي ب SHOWER مغتسلٌ باردٌ وشراب...لأغسل به تعبي ونصبي...ماذا؟؟ أين مفتاح الحمام؟؟

    أين مفتاح الحماااااااااااااااااام؟؟

    هل أخذته يا فارس؟؟؟

    جاء الجواب من الغالية زوجتي: كلا..

    يبدو أن أولاد الفايكنج لا يبالون بمشاهدة بعضهم لبعض...ليس ثمّة مفاتيح تغلق بها أبواب الحمامات ولا أي مغلاق...إنا لله وإنا إليه راجعون.

    اغتسلتُ مع دخول الليل...والتعب قد أخذ منّا كلّ مأخذ.

    كنت أريد أن أحدثكم عن أمرين يتعلّقان بالحمامات: أرضيّته...و...أنتم بكرامه!!...وكنت أريد الحديث...أ....عن....هاااااااااوم....عن الماء...ما بال الماء؟؟؟.....لقد نسيت...يبدو أنني مرهقٌ جدداً...حتى أنني لا أستطيع الحديث عن نهاية هذا اليووووووووووووو.....خ خ خ خ.

    بقلم طائر النورس.

صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •