الدوحة 22 اكتوبر
إطلاق استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030 قريبا


كشف السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة عن أن استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030 قد تم اعتمادها رسميا، وسيتم قريباً الإعلان عنها، وإطلاع الجهات المعنية عليها.
وقال المهندي ، في تصريحات صحفية على هامش الجلسة التعريفية، عن (استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030) التي نظمتها الهيئة اليوم :"إن الهيئة العامة للسياحة قادت عملية حوارية واسعة تخللتها اجتماعات عدّة مع كافة المجموعات المعنية، بالإضافة إلى عدد من الاختصاصيين العاملين في المجال السياحي، من أجل تحقيق العملية المتكاملة لتطوير الاستراتيجية".
وأضاف أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030 وضعت وفقاً للأهداف والمبادئ التوجيهية الخاصّة برؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الأولى 2011-2016 ، والاستراتجيات القطاعية الأخرى، التي شدّدت على ضرورة الحدّ من اعتماد قطر على قطاع الطاقة وتنويع اقتصادها.
ونوه رئيس الهيئة العامة للسياحة بأن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة أخذت بالاعتبار كافة الأفكار والملاحظات التي قدمتها الفئات المعنية التي ساهمت في إنجاح عملية إعداد هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى أن هذه الفئات تشمل وزارات وهيئات حكومية أخرى، وجهّات من القطاع الخاص والمجتمع المدني، فضلا عن عدد من الاختصاصيين العاملين في هذا المجال.
وتابع أن الهيئة العامة للسياحة ستسعى جاهدة إلى شرح منافع الاستراتيجية الوطنية للسياحة وما تنطوي عليه، بما يجعلها في متناول الجميع، ويتيح لكل الجهات المعنية أن تبدي رأيها فيها ، وأن تساهم في تنفيذها بنجاح.
وتوقع المهندي أن تعود الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة بفوائد كثيرة على قطر ككلّ، وعلى الجيل الحالي وأجيال المستقبل من القطريين ، معربا عن الثقة في أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة ستساعد في تنويع وإثراء الاقتصاد القطري، وتؤدّي إلى زيادة عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتشجّع ريادة الأعمال وروح المبادرة، وتعزّز دور القطاع الخاص الوطني في المشاركة الفاعلة في قطاع حيوي وسريع النمو.



تحسين البنى التحتية وتسهيل استخدام وسائل النقل وزيادة الأنشطة الثقافية والاجتماعية

وفي سياق متصل، رأى السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة ستساهم في حجز موقع مهم لدولة قطر على الخريطة السياحية العالمية، وتتيح للعالم أن يكتشف ويتعرّف ما لدى قطر من مقوّمات سياحية، فضلاً عن ثقافتها الغنية وتراثها المتميز.
وضمن الإطار نفسه، أكد أن المواطن القطري سيلمس من خلال السير في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة تحسينات واسعة وواضحة في مختلف بلديات الدولة من تحسين البنى التحتية، وتسهيل استخدام وسائل النقل، وزيادة الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتوفير بيئة أكثر صحّة واستدامة، وتعزيز خيارات الترفيه الملائمة للعائلات، كاشفا في هذا الصدد أن تركيز الدولة سيكون على تعزيز السياحة العائلية التي تحترم العادات والقيم الاجتماعية القطرية، وتبني عليها وتبرزها.
وفيما يتعلق بالوضعية الخاصة بالاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، أوضح المهندي أنها صُمّمت للتأكّد من أنّ كافّة البلديات ستستفيد من ارتفاع معدّل السياحة، من خلال إطلاق المشاريع والبرامج التي تروج لزيارة كافّة المناطق والبلديات القطرية.
وألمح المهندي إلى أن من شأن الاستراتيجية المذكورة أن تساعد على الحدّ من الهجرة الداخلية أو الاستقرار في الدوحة عبر خلق المزيد من الفرص الاقتصادية خارج العاصمة، وعرض مجموعة أوسع من النشاطات الترفيهية في كلّ أنحاء قطر.
ولفت كذلك إلى أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة راعت الموازنة بين تطوير القطاع السياحي واستدامة البيئة، وقال " إن الاستراتيجية طُوّرت من قبل القطريين ومن أجل قطر، وهي بالتالي لخدمة الجميع"، معتبرا أن نجاحها يتوقّف على قدرة جميع مكونات المجتمع على العمل معاً، والتعاون في سبيل تطبيقها.
ونوه كذلك إلى أن الهيئة العامة للسياحة تولّت تطوير الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة، كما ستتولى مراقبة تطبيقها، كونها الهيئة المسؤولة عن التخطيط لسياحة مستدامة في قطر وتنظيمها وتعزيزها، فيما سيجري تنفيذ تلك الاستراتيجية على مراحل.
وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة في تصريحاته الصحفية أنّ نجاح الاستراتيجية، وقدرتها على بلوغ الأهداف المرجوّة يتوقّفان على التعاون بين القطاعات العامة في الدولة، بالإضافة للتعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني لضمان تطبيقها بفاعلية.


تعمد نشر إحصائيات ربع سنوية يهدف الى تثقيف القطاع الخاص بمردود الاستثمار السياحي

واستطرد السيد عيسى محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة، قائلا "إن استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030 تجيب عن عدة أسئلة هامة ، أبرزها هو الأسباب وراء الاهتمام بقطاع السياحة في قطر" مؤكدا أنها ستكون فرصة لتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في القطاع السياحي.
وفي هذا الصدد، أشار إلى تعمد هيئة السياحة نشر إحصائيات ربع سنوية بهدف تثقيف القطاع الخاص بمردود الاستثمار السياحي لتحفيزه في هذا الجانب ، كاشفا عن طرح منتجات وأفكار سياحية جديدة ، ووضع آلية لتنفيذها.
واعتبر أن السياحة محرك للتنمية المستدامة، وأداة فعالة ومستدامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وضمن المشهد نفسه أكد المهندي إمكانات دولة قطر الكامنة والكبيرة في المجال السياحي ، قائلا " إن لدى قطر الكثير من المقومات والمنتجات السياحية مما يمكن أن تقدمه للسياح، غير أن التحدي يتمثل في النجاح في لفت الانتباه إلى ما لدينا في هذا المجال ، والعمل على تسويقه وتطوير منتجات سياحية جديدة "، مضيفا أنه رغم أن الكثرة يرون في السياحة مرادفاً للترفيه والاستجمام فحسب، فإن السياحة في الواقع قطاع أوسع بكثير، إذ تشمل كذلك: سياحة الأعمال والسياحة الثقافية والرياضية والصحية والبيئية والتعليمية.
وكشف عن أن الهيئة العامة للسياحة ستطرح خريطة للاستثمارات السياحية خلال 2014 ستضم أماكن ومواقع لعمل مشاريع استراتيجية في قطاع السياحة.
وأوضح كذلك أن الهيئة لديها خطط للاستفادة من افتتاح مطار حمد الدولي والذي سينعكس إيجابا على القطاع السياحي ، مشيراً إلى وجود مقر لهيئة السياحة بالمطار ، ستطلق من خلاله برامج تفعيلية عبر خطة مشتركة مع الخطوط الجوية القطرية.
وتابع المهندي أن الهيئة في إطار دعم القطاع السياحي قامت مؤخرا بافتتاح مكتب تمثيلي في فرنسا ، وهو الثاني بعد مكتب النرويج، مشيرا إلى استمرار الهيئة في هذا الإطار دعما للترويج السياحي عالميا من خلال هذه القنوات، ومن ثم تحفيز الاستثمار في القطاع.

تصل إسهامات قطاع السياحة في قطر إلى 1 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي

وعلى صعيد متصل، توقع السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة أن تصل إسهامات قطاع السياحة في قطر إلى 1 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2015 ، منوها في الوقت نفسه بأن تطبيق استراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030 تضمن تحقيق نمو في القطاع بنحو 8 بالمئة سنويا خلال الأعوام المقبلة.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة تتوقع أن يسهم قطاع السياحة بنحو 3.3 بالمئة في إجمالي الناتج المحلي بحلول 2030، فيما يسهم قطاع السياحة حاليا بنحو 0.8 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
وأوضح المهندي أيضا أن قطاع السياحة يسهم حاليا في توفير 1.8 بالمئة من إجمالي الوظائف في قطر، متوقعا زيادة هذا الرقم ليصل لنحو 2 بالمئة، أي ما يوازي 34 ألف وظيفة بحلول 2015 ، وليصل إلى 5.3 بالمئة من إجمالي الوظائف في قطر ، أي ما يوازي 127 ألف وظيفة بحلول 2030.
ونوه بأن الهيئة العامة للسياحة استطاعت خلال الفترة الماضية أن تعمل على تنشيط المعارض، والارتقاء بمستواها لتكون عامل جذب للسياح ، لافتا في هذا الخصوص إلى الحرص خلال عيد الأضحى المبارك على جذب الفعاليات العالمية للعمل على تنشيط السياحة ، كاشفًا عن زيادة أعداد السياح القادمين خلال فترة العيد من دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 16 بالمئة، و10 بالمئة من خارجها.
واستطرد قائلا، إن نسبة أشغال الفنادق ارتفعت إلى 60 بالمئة خلال 2012 ، وزيادة في عدد الغرف حوالي 18 بالمئة ، مقارنة بـ 2011 لتصبح 114 ألف غرفة فندقية.
وفي ختام تصريحاته، أكد المهندي أن الهيئة تهدف إلى جذب السياح إلى قطر، معتبرا أن ارتفاع أعداد المسافرين من قطر لا يمثل مقياسا لنجاح برامج واستراتيجيات الهيئة من عدمه، مدللا بأن ألمانيا صدرت في عالم 2011 حوالي 77 مليون سائح ، والصين في 2012 صدرت حوالي 83 مليون سائح، وفي نفس الوقت جذبتا إليهما أعدادا كبيرة من السياح.