بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة واقعية عن حسن الظن بالله
كان هناك طبيب تونسي الجنسية يعمل بإحدى المستشفيات الخاصة وكان هدفه في الحياة الذهاب للحج،فقضى سنوات طويلة في العمل لجمع المبلغ المطلوب للحج،وكانت لديه حالة مرضية بالمستشفى لطفل صغير يعاني من مرض صعب وبعد فترة طويلة من العلاج بدأ الطفل يتماثل للشفاء ففرح الطبيب لذلك وتوقع شفاؤه بعد ستة أشهر،وفجأة جاءت أم الطفل للطبيب تعتذر له عن استمرارهم في البقاء بالمستشفى للعلاج لعدم تمكنهم من تكملة مصاريف علاج ولدها بسبب ظروف حصلت لزوجها منعته من الاستمرار بالعمل،حزن الطبيب كثيراً لهذا الخبر وذهب مسرعاً لمدير المستشفى يروي له القصة وطلب منه مساعدة الطفل في تكاليف العلاج كي يكمل شفاؤه فرد عليه المدير إن هذه المستشفى ليست للصدقات،جلس الطبيب ليلته تلك يفكر في أمر الطفل وكان في حيرة من أمره هل يدفع مبلغ علاج الطفل من ماله الذي خصصه للحج وتعب في جمعه طيلة هذه السنوات أم يترك الطفل ويؤثر الحج،فقرر بعدها أن يعطي المال لأهل الطفل كي يكملوا علاج ولدهم،ونام ليلته هنيئاً ورأى في منامه أنه يطوف ويسعى ويرمي الجمرات ويؤدي مناسك الحج مع الحجيج،وقام على اتصال هاتفي من مدير المستشفى يستنجد به ويقول له أنا في مأزق ولا أحد يستطيع أن ينقذني غيرك،قال له الطبيب ما الأمر،رد المدير نحن على علاقة وطيدة مع رجل ثري يذهب للحج كل عام ويأخذ من عندنا بالمستشفى طبيب يرافقه في رحلة الحج،وهذا العام لم يتمكن الطبيب المرافق لهذا الرجل الثري من مرافقته بسبب ظروف ولادة زوجته،فاعتذر ولذلك اتصلت بك كي تكون مكانه وترافق الرجل الثري في رحلة الحج هذا العام،وهو سيتكفل بتكاليف حجك كاملةً وسيدفع لك مبلغ يكفيك لستة شهور إضافية،
أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه،فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل حسن ظنه بربه أن يجازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقبلها منه، فالذي حمله على حسن العمل حسن الظن،فكلما حسن ظنه بربه حسن عمله،
ويكون مستند حسن الظن على سعة مغفرة الله ورحمته،وعفوه، وجوده،والله فوق ذلك وأجل وأكرم وأجود وأرحم،
فإن حسن الظن بالله تعالى شعبة من شعب إيمان العبد لا يكمل إلا بها، وواجب شرعي يجب عليه أن يتصف به فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال،قال الله تعالى(أنا عند ظن عبدي بي)متفق عليه عن أبي هريرة،
وفي رواية(فليظن بي ما شاء)
والمعنى،أعاملُه على حسب ظنه بي،وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر،
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه(والذي لا إله غيرُه ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل)رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن،
ففي جامع الترمذي،عن ابن مسعود رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسدَّ فاقتُه،ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل)وإنزالها بالله،أن توقن وتظن أن الله تعالى يفرج عنك ويزيلها،
فما الذي يحمل على حسن الظنِّ بالله،آية في كتاب الله(وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)الأحزاب،
تأمل في هذه القصة،شدة الحاجة إلي الله، وكيف يجتمع في قلب العبد تيقنه بأنه ملاق الله، وأن الله يسمع كلامه ويرى مكانه، ويعلم سره وعلانيته،ولا يخفى عليه خافية من أمره،
الله أكبر،هذا هو حسن الظن بالله،
فعلاً إن هذا الطبيب أحسن ظنه،فأكرمه الله تعالى بما تمنى وزيادة
نعم إنه الكريم الجَواد المعطي الوهاب سبحانه وتعالى،
ينبغي للمؤمن أن يحسن ظنه بالله في كل موطن وحال، فإنما نحن بالله، ولا حول ولا قوة لنا إلا به،
اللهم إرض عنا وارزقنا حُسن الظن بك وصدق التوكل عليك
اللهم املأ قلوبنا حسنَ ظن بك
اللهم آمين.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كازانوفا
