السلام عليكم
بما أن هذه هي دارنا ، وهنا دأبنا على مقاسمة أحزاننا وأفراحنا على حد سواء ، أحببت أن أزف لأحبتي نبأ سعيدا ، والحكاية هي أنه من المحتمل بنسبة قد تتجاوز التسعين بالمئة أن أحصل الموسم القادم على منصب " مدير مدرسة " إن شاء الله وإن رزقنا الله الصحة والسلامة والعافية .
ولكن بالجنوب المغربي وسأبقى بعيدا عن أبنائي لمسافة 1100 كلم ذهابا وأخرى إيابا ، وفي منطقة نائية جدا بسفح جبل سروا ثالث أعلى قمة جبلية بالمغرب ... بيئة قاسية جدا جدا ومناخ قاري جاف ، الثلج شتاء لثلاثة أشهر والحر ابتداء من شهر أبريل شهر الحب في الثقافة الفرنسية.
فالمدرسة التي اشتغلت بها خلال السنوات 95-96-97-98 بها منصب شاغر الآن وقد عبرت عن رغبتي في تولي هذا المنصب وتقدمت بطلب رسمي لمدير الأكادمية وسنرى إن كان سينافسني أحد لشغل هذا المنصب ، لكن لا أتوقع منافسة تذكر خصوصا ورصيدي من النقط المؤهلة لشغل هذا المنصب هو : 83.5 نقطة بعدما حصلت اليوم من السيد المفتش على نقطة الإمتياز وهي : 19.5 على عشرون ، ومنحني رئيسي الحالي في العمل أعلى نقطة ممكنة وهي : 30 على 30 .
الثلاثون نقطة التي منحني المدير إياها تتعلق بالعديد من المعايير التي يتم التقييم على أساسها ومنها : السلوك والإنضباط والهندام والإشعاع في المحيط المدرسي والتنظيم ...
إذا تم اختياري فسأخضع لمقابلة بمقر الأكادمية الجهوية للتربية والتكوين بمدينة agadir وسأقدم عرضا تربويا ومشروعا تربويا من ست صفحات مع نهج السيرة الذاتية والذي يجب أن يكون غنيا جدا .
أتوقع أن أجتاز كل هذا بسهولة فائقة إن شاء الله ، لكنني أخشى من المنافسة فقط ، والمنافسة ستكون من أي مترشح من جميع أنحاء البلاد والذي قد يتقدم للمنصب بنقط أوفر ، لكنني أحظى بأفضلية أني اشتغلت هنالك أربع سنوات واللجنة المكلفة بالإنتقاء ستراعي هذا الأمر من دون شك كوني أحفظ المسالك الجبلية الوعرة ومتمرس على العيش هنالك بالإضافة لشبكة العلاقات التي نسجتها مع المحيط قبل خمسة عشر عاما وما تزال تلك العلاقات قائمة إلى حدود اليوم.
هذا بالإضافة للعديد من الأمور المهنية الأخرى والتي ستصب في صالحي إن شاء الله.
وبعزمك جميعا على أغادير ... تذكرة واحدة ستكفي ..أو تذكرتان ...واحدة إلى كازا وأخرى إلى شط أغادير الساحرة .
واللي ما يحضر سأوجه له استفسارا شديد اللهجة ، خلاص بدأت " أتمودر "
الصراحة هذا المنصب لا يليق بتاتا بشخص مثلي ...فأنا إنسان طيب خخخخخ وأراعي ظروف الغير وحكايات الموظفين ستمزق صبري الصغير وسيكون علي ان أختار بين الأمرين ، إما رجل دولة أو رجل الشعب ، الدولة أمي والشعب أبي وسأكون ابنهما معا ، وسآخذ زملائي ممن سيشتغلون معي إلى عالم مثالي من الإخاء والمحبة والتعاون ، وأقصى ما قد يصيبني من هذا هو الإعفاء وسأعود لمنصبي كمدرس ثم ماذا سيحدث إن عدت للقسم وحجرة الدرس الباردة ...
كل هذا الحديث سابق لأوانه ، لكن هذا هو السيناريو الذي سيحدث من دون شك ...
دعواتكم لي بالتوفيق ...زملائي وزميلاتي هنا سيتغربون كيف لهذا الشخص الصامت أن يترشح لمنصب لا مجال فيه للصمت ، فالهاتف لا يهدأ واللقاءات والبرامج والأسفار والشركاء والمراسلات ......... لكني أعتقد أني سأنجح في ذلك كله وبجهد أقل ومن دون أن أنسى هواياتي المفضلة ...
ادخروا ثمن التذاكر لأغادير ، أعتقد ان النتائج ستظهر خلال شهر ابريل القادم بحول الله
إلى ذلكم الحين دمتم سعداء