السلام عليكم
للقرويين علاقة وطيدة بسوقهم الأسبوعي الذي ينعقد بقريتنا هنا كل يوم خميس
يأتون إلى السوق على متن دوابهم من مسافات تتعدى أحيانا خمسة عشر كيلومترا صعودا ونزولا ...هنا يقضون كافة أغراضهم ...يشترون الخضر والفواكه والسكر والدقيق والزيت ... يزورون مستوصف القرية ويتسلمون الدواء مجانا من ممرضة القرية ويتلقون الحقن ...يبيعون أغنامهم وماشيتهم ويشترونها أيضا ...
أسكن على بعد أربعين مترا من هذا المكان ، لكن ظروفي مختلفة بالتأكيد ... أقضي كافة أغراضي من المدينة كلما تأتى لي النزول ، وعلاقاتي بهذا السوق لا تتعدى زيارتي القصيرة له لألتقي بالناس وأسلم عليهم ... لكنني اليوم أزوره لأني في إجازة وصديقي الذي سيأخذني بسيارته بعد قليل إلى " أولماس " لقهوتي السوداء طلب مني أن التحق به في السوق لأحظى بالمقعد الأمامي كونه سيحمل العديد من المسافرين ... عدنا قبيل لحظات فقط وقد ستمتعت بقيادة تلك السيارة العتيقة التي تأن كل مفاصيلها ...لا شيء فيها غير الإسم " مرسديس 307 "
سأظهر ولو بغير وضوح في مقعد السائق حينما طلب مني الجلوس في مكانه والضغط على الفرامل
هذه هي ما يسمى محليا " البردعة " وهي توضع على هر الدواب باستثناء الحصان الذي يوضع عليه " السرج "
قال شاعر أمازيغي
أوسيخد ثاريكث انيخ إيكا وحذاذي الحر **** ساعة غاس ثابارذا آيثوالف ثاذاوثنس
حملت سرجا وأنا أعتقد أن هذه الدابة من جنس الأحصنة *** إلا أن ظهره لم يعتد سوى على البردعة
( ويقال هذا البيت دائما كلما توسمت الخير في أحدهم إلا أنه يثبت كل مرة أنه لا يستحق )
سترون في الصور شخصا يعد هذه " البرادع " ويجهزها حسب المقاس المطلوب ... بضعة خروق وأكياس يعبئها بالتبن ويخيطها جيدا ...
بداية أعتذر عن الصور إن لم يكن ذلك في محله ...فالثقافات تختلف وأخشى أن يكون في الأمؤر إزعاج لأي جهة كانت .. إذا صبرتم معي سترونني بوضوح وسترون المنزل الذي أعددته لصديقنا الرائع " حمد " ههههه لكن أمامي 120 صورة تنتظر التحميل ولا ادري هل ساتمكن من القيام بذلك هذه الليلة ام لا ... لكنني سأحاول
ترون شخصا يشتغل " حدادا " ومنهته بالأساس إصلاح الفؤوس والمعاول وتجهيز قوائم الدواب وإلباسها قطعة حديدة في اظافرها وتثبيتها بالمسامير (6 مسامير ) ...كل دابة هنا تحمل 4 قطع ويساعدها ذلك على حماية قوائمها ...عندما تسير على الأرصفة تصدر صوتا موسيقيا عذبا " طق طق طق طق طق طق "