شاعرنا هو الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس دولة قطر الحديثه من المعاضيد من بني حنظله من بني تميم .. ولد في قطر عام 1821 وتوفي فيها رحمه الله عام 1931 ميلادي
كان ورعا ً تقياً حنبلي المذهب متمسكا ً بأمور دينه , يصرف واردات أوقافه على الجوامع والخطباء والوعاظ , كان شجاعاً فارساً جواداً فصيحاً , قال فيه بعض مؤرخيه :
( كان أمير قطر وخطيبها يوم الجمعه وقاضيها ومفتيها وحاكمها والمحسن الأكبر فيها )
عاش رحمه الله طويلا حتى قيل انه مات عن 115 عاما ً وتزوج بأكثر من 90 امرأه , وكبر أبنائه وأحفاده فكان في أعوامه الأخيره اذا ركب , ركب معه ستون فارسا ً من نسله .
هذه ترجمه مختصره لسيرته رحمه الله تعالى رحمة ً واسعه .. استقيتها من ديوانه الصادر عن مكتبة المعارف , الطائف .. لمؤلفه : محمد سعيد حسن الكمال .
وجميع القصائد التي سأذكرها في هذا الموضوع مصدرها هذا الديوان .. إن لم أذكر غير ذلك في بداية القصيده ..
نبدأ على بركة الله تعالى ..
سبب هذه القصيده أن أهل قطر كانوا في إمارة الشيخ محمد بن ثاني والد الشيخ قاسم .. ولكنهم في طاعة أمراء البحرين محبة ً وإخاء إلى ان أخرج الله لهم الشيخ قاسم فاستقل برأيه وحكم قطر ..
فطلبوا من الشيخ محمد أن يرسل إليهم الشيخ قاسم لكي يتفقوا ويجددوا العهد والمحبه بينهم .. ولكنه عندما وصل إليهم أمروا عليه بالحبس في أحد المجالس وغزوا قطر ..
(وتصدى لهم وقتها الشيخ أحمد مع بعض القبائل القطريه) فكسروا وأسر منهم بعض شيوخهم .. فأطلقوا سراح الشيخ قاسم ليفتكوا أسراهم .. فحصل ذلك وعاد الشيخ قاسم إلى بلاده ..
فأنشد هذه القصيده :
أرى مـن صـروف الـدهـر مــا كــدّر الصـفـا
وجــفـــن ٍ ســهـــر مــاهـــوب بــالــنــوم ذايــــــل
عـلــى شيـخـنـا الــلــي مــــن زمــــان نــعــدّ لــــه
وبالله هـــــــــو وافـــــــــي جـــمـــيــــع الــخــصـــايـــل
جـــانــــا وهـــــــو شـــيــــخ ٍ عــلــيــنــا مــــفــــوّض
ونـجّــض بـنــا حـكـمـه صــبــي ّ الـصـمـايـل
فـقـمــنــا وقــلــنــا لــــــه عـــلــــى واضـــــــح الــنــقـــا
ســـــلام ٍ وقـــــرّب لــــــك حــســيــن الــرحــايــل
فـــــذا جــيـــت ابــــــو ســلــمــان فــحــنّــا عــيــالــه
تــبـــاريـــك مــــنّــــا لـــــــــه خــــطـــــوط ورســــايـــــل
فـــــــإن كـــــــان يـبــيــنــا يـــرفــــع الــظـــلـــم مــــنّــــا
وان كـــــــــــــان يـــجـــفـــانــــا فــــحــــنّـــــا قــــبـــــايـــــل
روّح ولا نــــــــجـــــــــزي جــــمــــيـــــلـــــه بــــــســــــيّــــــه
عـــلــــى الــبــعـــد نـــذكــــر طــيّــبـــه والــجــمــايــل
فـــقــــال اقــبــلـــوا حـــنّــــا هـــــــل الــعـــفـــو دايــــــــم
بــــمــــان مــــــــن الـــرحـــمـــن مــــابـــــه دغــــايـــــل
وجـــتـــنـــا فـــرامـــيـــن ٍ مـــعـــاهــــم مــخــوتـــمـــه
بــمــواثــيـــق وآيــــــــــات ٍ مــــــــــن الله نـــــزايـــــل
فـركـبــنــا عـــلـــى مـــاشـــورة ٍ زجـــهـــا الـــهــــوا
وجــيــنــا مـــــــن الــشــيـــخ الـمــســمــى نــســايـــل
وقِـلّــطــنــا وسـلّــمــنــا عـــلــــى كـــاســــب الــثـــنـــا
وجـلـســنــا ودارا بـــنـــا الــفــكــر كـــيـــف قـــايـــل
فــقـــال اقــلــطــوا لـلـمـجـلــس الــــــذي خــلافــكــم
وصــــكّــــت عــلــيــنـــا مــحــكــمـــات الــحــبــايـــل
فـيــا رجـــل يـالـلـي مــــا بــعــد داســــت الـخـنــا
ولا قــــــــد تــمـــشّـــت فــــــــي دروب الـــخـــلايـــل
ولا وقّـــــفـــــت فـــــــــــي مـــــاقــــــف ٍ يــنـــقـــدونـــه
ولا وثّـــــــرت درب ٍ عـــــــن الـــحــــق مـــايــــل
فــــــــلا تــجـــزعـــي يـــــــــا رجـــــــــل فالله عــــالـــــم
بــــالـــــســـــرّ والــــنـــــيّـــــات ثـــــــرهـــــــا زمـــــــايــــــــل
أمــا قــد سمعـتـي بسـجـن يـوسـف ومــا جـــرا
عـــلـــى الانــبــيــا وايـــــــوب شـــــــاف الــهــوايـــل
وكــــــــم ابــتـــلـــى الــرحـــمـــن عــــبــــد ٍ يــــــــودّه
وكـــــــم حــــبــــس مــظـــلـــوم ٍ بــلـــيّـــا دلايــــــــل
فــــعــــقــــب ذا فــــمــــشّــــا دولــــتــــيــــنٍ تــــــبـــــــارى
الــــــبـــــــرق فــــيــــهـــــا والــــــرعـــــــد والـــمـــخــــايــــل
ودعــــاهـــــم بــــامـــــان الله والـــعـــهـــد واقـــبـــلــــوا
وهـــــو لـــــه عـلـيـهــم مـــــن قـــديـــم ٍ غـــلايـــل
وطـــرّش طــــروش الـصـلــح مـعـهــم خـديـعــه
ولا ربـــــــح قــبـــلـــه مــــــــن مــــشــــا بــالــدغــايــل
فــمـــن حــيـــن جـــــاو الــــــدار وتـمـكــنــوا بـــهـــا
افقـعـوهـا كــمــا عــــذرا ً طــمــوح ٍ تـخـايــل
تــنــادي بـعـالــي الــصــوت مــحـــد ٍ يـثـيـبـهـا
وتـبـكــي عــلــى مــــن دونـــــه الـبــحــر حــايـــل
فـلــولا الـقـضـا يـــا دار يـجــري عـلــى الـفـتـى
الاقــــــدار مــــــا عــنــهـــا مــطــيـــر ٍ وحـــايــــل
كــــأن الــبــدو والـحـضــر مــــا جـــــو بـســوقــك
ونــقــدع شــبــا يــــا دار مــــن جــــاك صــايـــل
حــمــيــنــاك مــــــــن دولات الامــــــــام فـــيـــصـــل
جـــــمــــــوع ٍ يــقـــديـــهـــا طــــــــــــريّ الـــفـــعـــايـــل
نـطــحــنــا الـســبــايــا يـــــــوم كـــــــرّت ورودهـــــــا
والــشـــيـــخ فــــــــي مــثـــنـــاة جـــمـــعـــه يـــخـــايـــل
نــطــحـــنـــا الــســبـــايـــا بــالــســبــايـــا ودبّـــــــــــرت
ودم الـعــتــيــبــي فـــــــــوق رمـــــحـــــي وشـــــايـــــل
فـــــإن كـــــان مـــــا نـــــروي الـســنــان ونـلـتــقــي
نــــحـــــور الــســبــايـــا بـالــســبــايــا الاصـــــايـــــل
والا فــــــــــــــلا يــــقـــــلـــــط لـــــــنــــــــا راس دلّـــــــــــــــه
والـــطـــيــــب لا يـــعـــبــــا حـــســـيــــن الـــــدلايــــــل
قـــــــد قـــلــــت انـــــــا هـــــــذا ولانــــيــــب شــــاعــــر
ولانـــــيــــــب حـــــبّــــــاب ٍ لـــــبــــــدع الــمـــثـــايـــل
لــــــكـــــــن هـــيـــضـــنــــي خــــــدايـــــــع ربــــوعــــنـــــا
وخــونـــات مـــــا كــانـــت لــهـــم فـــــي الاوايــــــل
فويل ٍ لقاضي الارض من قاضي السما
لا عــــــــاد مــيـــزانـــه عــــــــن الــــحـــــق مــــايـــــل
مصدر القصيده كما ذكرت ديوان الازهار الناديه الجزء 14 ( ديوان الشيخ جاسم بن محمد )
والمصدر الآخر : ديوان الشيخ جاسم بن محمد الصادر في قطر
منقول
|
رد مع اقتباس
