... لقد كبرت يا أبي وأصبحت صلبا مثلك تماما ...وتزوجت ولي ثلاثة أطفال ...تزوج محمد أيضا وزينب وخديجة ومحجوبة ............لالة محجوبة كما كنت تناديها ..ما زلت أحترم حبك الكبير لصغيرتنا وأحبها ...أنجب كل أبنائك وبناتك إلا خالد فقد انتقل للعيش في إسبانيا ويفكر في الزواج هذا العام إن شاء الله ...
في عيني من الأخضر ما يذكر الجميع بك ...في كل مرة يخبرني أحدهم أنني أشبهك كثيرا ...أعتز بذلك وأعتز بتعبك المسائي البعيد حين كنت تعود مرهقا من أشغال البناء في مسجد القرية ... لقد مات إمام المسجد الذي كنت تصلي فيه والذي كان يشاركك أشغال البناء ...وتم هدم المسجد لبناء مسجد أكبر ...
مازلت أحتفظ ببطاقتك الوطنية ...الشيء الوحيد الذي يحمل صورتك الشخصية ...تقبلها بناتي من حين لآخر ويدعين لك بالرحمة ..
تعلمت منك الصبر وربما أتفوق عليك في ذلك ...والصمت والإنعزال والحيادية ...كل هذا انتقل بطريقة ما منك إلي ...يحبني الناس كثيرا مثلما كانوا يحبونك لأني لا أحشر نفسي أبدا في أي أمر لا يهمني ...لكني ولدت في زمن صعب يختلف عن زمنك ...وارتكبت أخطاء لن أغفرها لنفسي أبدا ...لكنني متمسك بالهدوء لأنه سبيلي الوحيد للنجاة .
لا تخشى عني أبدا من أي شيء ...لقد كبرت بالشكل الصحيح تماما كما كنت تتمنى ...
رحمك الله يا أبي العزيز ورحم كل موتى المسلمين .
اختي ضوى صباحك رحمة