بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله كان الاجتهاد والحرص في رمضان والاقبال على الله،والاكثار من النوافل،والاستشعار بلذة العبادة،والاكثار من قراءة القرآن الكريم،والحرص على صلاة الجماعة،مجتهدين ان يكون كما يحب الله ورسوله داعين الله ان نكون من المتقبل صيامهم ودعائهم ومن المعتوقين من النار،اللهم آمين،
وهاهو شهر رمضان،هذا الضيف العزيز،الكريم قد رحل،وكأن الله عز وجل يريد أن يقول لنا بأن الدنيا دار رحيل،
فهل نكون ممن قبلت اعمالهم في رمضان،ومن الذين أعتقهم الله فيه من النيران وأدخلهم برحمته الجنان،
إنّ من علامات قبول الحسنة أن تأتي بحسنة بعدها،
ومن علامات بُطلان العمل وعدم قبوله،العودة إلى المعاصي بعد الطاعات،
فهل ستواصل اجتهادك بالذكر والدعاء وقراءة القرآن كما كان حالك في رمضان،
وهل جربت السعادة والارتياح ونشاط النفس عند الصيام والقيام، وتتمنى لو ايامنا كلها رمضان،
انقضى شهر الصيام،فإن زمن العمل لا ينقضي إلا بالموت،
ولكنها خواطر تجول في حس كل واحد فينا ذاق حلاوة الطاعة والإيمان في شهر الرحمة والغفران،فأنسته تعب الصيام وطول القيام وعزم على أن يكون لحياته ولنفسه شأناً آخر بعد رمضان،
ولئن انقضت أيام صيام رمضان،فسيعود إلينا كل عام،فإن الصيام لا يزال مشروعاً ولله الحمد في كل وقت،
ولديه الفرصة بأن يبقي على عهده وأن يحتفظ برصيده الذي اكتسبه من تلك الليالي الطيبة بل وينميها أيضاً حتى يصبح هذا هو ديدنه ودأبه في الحياة ذلك السمت الذي طبعه رمضان في قلوبنا واستنارت به قلوبنا وأرواحنا وتشبعت به نفوسنا،
ونحن على العهد،وأن نبقى على وصال من الصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن وصلة الأرحام،ويتجدد معها نسمات الإيمان ليبقى العهد موصولاً حتى تعود إلينا نفحات رمضان القادم ،
هاهو شفق هذا اليوم الفضيل على وشك أن يغيب وتكاد تنتهي أيامه الغرور ولياليه الحسان وساعاته العذبة بكثرة العبادات،
رمضان يودعنا،وفي القلب شوق يغلي،بقيت سويعات قليلة ويعلن رحيله علينا،هذا الضيف الكريم بخيره وبركاته ,, يرحل بعدما جاء بمضاعفة الأعمال ,وحط الأوزار،
هذا رمضان الذي كنا ننتظره بالأمس،الآن تكاد شمس آخر يومه تغيب عـنا فهل يا ترى أعتق الله رقابنا من النار,وهل تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا،
أكثروا في هذا اليوم الأخير من الشهر الكريم شهر الصيام وزيادة الإيمان،من الدعاء للواحد الديان،والإجتهاد في كل العبادات عسى الله أن يختم لنا رمضان بكثرة العبادات وصالح الأعمال،
فلله عتقاء من النار كل يوم وفي أخر يوم من رمضان يعتق الله من النار بقدر ما أعتق في أيامه السابقة ,وهذا إنما يوفى أجره بعد الانتهاء من العمل كما قال الحبيب المصطفى صلاوات الله وسلامه عليه،
فيا لخسارة المحرومين من هذه الفرصة العظيمة،فرصة الدخول إلى الجنة،
ويا لخسارة المحرومين الذين دخل عليهم رمضان وهم يبارزون الله بالمعاصي فخرج رمضان وتركهم بعد أن أصبحوا أسود ما كانوا عليه من المعاصي،
بكت العيون على الفراق،قد كان ضيفاً حلّ بعد اشتياق
ضيفاً كريماً مُلِئ بفضائل الأخلاق،صيام وقيام،وطيب الإنفاق
رمضان فيك الخير يبقى في الاعماق،يبقى يُضيء القلب.. حتى موعد الإشراق،غابت الكلمات فلم نجد ما نعبر به عن بالغ الأشواق
تمضي الليالي والشهور فما لمثله من مذاق
وكم تهفو له النفوس،وتبحث عنه في الآفاق
يا ليت ربي يبلغنا رمضان أعواماً،فكم له القلب يشتاق،
والحنين يزداد،ماذا نقول ونسماته تشفي العليل،وتؤنس المستوحش،وتنير في القلوب ضياء ونوراً،

نسأل الله أن يتقبل صياكم وصلاتكم وقيامكم وركوعكم وسجودكم ودعائكم وختم بالباقيات الصالحات وأن يجمعنا وإياكم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،وأن تستمر عبادتنا إلى ما بعد رمضان،
فاللهم أعد علينا رمضان ، وقد صفت نفوسنا ورقت قلوبنا وخلت من الضغائن والأحقاد،وقد كتبتنا في سجل الفائزين برحمتك يا رب العالمين،وقد مننت على عبادك الموحدين بتوبة ومغفرة ورحمة من عندك لا يشقون بعدها أبداً،وما زالت مساجدنا عامرة بذكرك ،
اللهم آمين.