بسم الله الرحمن الرحيم
سأوري هاهنا ما يواجهني من أحداث تركت طابعاً في نفسي ونالت جزءاً من ذاكرتي ومذكراتي ..
من نافدتي الخميس 14-8-1435هـ
ذاك اليوم وفي قرابة الساعة العاشرة صباحاً وحين كنت جالساً بمكتبي في العمل إذ بهاتفي يرن فنظرت فإذا هو رقم من داخل مدينة الرياض فقمت بالرد مباشرة :
انا: الو
المتصل: السلام عليكم
انا: وعليكم السلام
المتصل: الأخ أحمد؟؟
انا: نعم تفضل
المتصل: انا فلان من ....
انا: اهلاً وسهلاً اخي الفاضل كيف لي أن أخدمك؟؟
المتصل: هل تستطيع الحضور الآن لمقر عملي؟؟
انا: بكل تأكيد فهو قريب جداً من مقر عملي ولكن مالدافع لذلك؟؟
المتصل: الموضوع يطول في ذلك اخي احمد ولا أستطيع سرد كامل تفاصيله ينبغي عليك التكرم في المجيئ لكي نتناقش في موضوع يخصك انت
انا: حسناً اخي الفاضل لك ذلك سأكون عندك في أقل من نصف ساعة إن شاء الله
المتصل: حسناً وسوف تجد تصريح لدى موظفي الأمن بإسمك لتسهيل مهمتك والسماح لك بدخول سيارتك في المواقف الخاصة
انا: شكراً لتلطفك سأنطلق حالاً ..
فركبت سيارتي وإنطلقت وانا غارق في التفكير وفي قرارة نفسي أقول ما عساه أن يكون ذاك السبب الذي لأجله انا خارج الآن وما أن إقتربت من البوابة ودخلت حتى أتاني رجل الأمن ليتحقق من هويتي فقلت له: انا مدعو هنا وأعتقد أن لدي تصريح بالدخول وقبل أن أنهي حديثي بادرني قائلاً: انت احمد؟؟ فقلت: نعم فقال: اهلاً وسهلاً هل لي ببطاقتك الشخصية لأتأكد من انك نفس الشخص فأبرزتها له ورحب بي مجدداً وسمح لي بالدخول، فركنت السيارة في المواقف الخاصة وترجلت منها وانا غارف بتفكيري ما عساه أن يكون ذاك ما عساه أن يكون؟؟
فعبرت عبر البوابة الداخلية وكنت قد نسيت مكان مكتب المتصل وفي أي طابق تحديداً فتوجهت إلى موظف الإستقبال وسألته: أين مكتب فلان؟؟ فأرشدني إليه وما أن دخلت عليه حتى قام من مكانه وسلم علي ورحب بقدومي ترحيباً حاراً وقال: تفضل بالجلوس وقام بطلب فنجانان من القهوة الإيطالية فقلت في قرارة نفسي: أيعقل أن يكون الموضوع مهماً لهذا الحد؟؟ فغافلني بينما كنت منخرطاً في تفكيري قائلاً: انا دعوتك لأمر هام فقلت: وما هو؟ فقال: هنالك عرض لك من الملحقية الثقافية للعمل في كندا أو استراليا فتعجبت من ذلك وقلت وما السبب في إختياري لذلك؟؟ فقال: انت ملم بمجال نحتاج فيه ذوو خبرة فيه فقلت: وما هو؟؟ فقال: انت تعرفه ونحن نتابع أنشطتك في مجال عملك وتابعنا مقالك التي أرسلته لمجلتنا مع أننا لم نقم بنشره ولكن قرأه اغلب المسؤولين وعلى رأسهم معالي الوزير فوقع في نفسي أن الموضوع أكبر مما تخيلت وبدأ يبدي بعض الملاحظات في مقالي المرسل لهم وفي نفس الوقت كان متعاطفاً معي محترماً لرأيي ففاجأته برفضي عرضه المقدم فبدى مندهشاً وقال: لماذا ألا تعلم بأن الكثير يتمنوا أن يتحقق لهم ما عرضناه عليك فقلت: من هؤلاء ستجدون ممن هم أفضل مني في الإنتاجية وتسيير الأمور فأنا إنسانٌ تحكمني قناعاتي ولا أحابي فيها أياً كان فإحتدم النقاش ما بيننا ثم سألني أنت كتبت أن إحدى الملحقيات قد إنطفئت من داخل الأترجة المضيئة وعللت بذلك ولكن أختلفنا في التأويل فنجدك أحياناً ناقداً وأحياناً ساخراً وأحياناً محايداً وحتى لا يتعللنا تفسيراً خاطئاً لما تقصده فهل يمكن أن تشرح لي ماتعنيه في ذلك؟؟ فقلت: أعتذر منك اخي الفاضل لا أستطيع أن أجيبك على هذا التساؤل وتعاطفاً مني تجاهك سأشرح لك ما عنيته بالأترجة المضيئة ولم إخترت هذا الوصف بالذات فقال متلهفاً: نعم أريد تفسيرها بمفهومك فقلت: من المعلوم أن الأترجة كلما كبرت ونضجت إزدادت حلاوة ومع إتساعها تزداد إضاءة فيطغى نورها على ذاك الظلام فقال: تفسير رائع ولكن من هي التي إستحقت إسم الأترجة المضيئة فقلت: أما هذا التساؤل فيجيبك عنه القلم الذي أمامك ..
بقلم وثائقي