بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اود ان اتقدم بالشكر لله سبحانه وتعالى
ثم
اود ان اشكر جميع من شجعني على كتابة القصص
ولا اريد ان اذكر اعضاء بعينهم خوفا من انسى البعض الاخر
بعد الكلام الطيب على
قصة حسن وحسين
و قصة ياسمين
الموجودين في توقيعي
قررت كتابة مجموعة قصصية ان شاء الله لها تأثير طيب على الجميع ومنهم العبد الفقير لله الذي يكتب هذه السطور
هذه قصة قصيرة من جزئين
تحاكي الواقع الى حد كبير
لا اقصد به مجتع بعينه
ان شاء الله اذا حازت على رضاكم
راح اكتب الجزء الثاني
من اراد ان يخدمني توجيه الملاحظات
وهل هذه القصة ترقى لمستوى النشر الكتابي في مجموعة قصصية ؟
القصة من بنات افكاري وليست منقوله من كتاب او غيره
وبيني وبينكم الـ Google
القصة على بركة الله
يعمل جاسم ممرض في أحد المستشفيات الحكومية , الشهر الماضي اطفأ جاسم شمعته الاربعين فخبرته في مجال التمريض تبلع الان 18 عاما قضاها بين اروقة المستشفيات المحلية و الاوربية بالإضافة الى مشاركته في عدد غير محدود من الدورات. كان جاسم ولا يزال مضرب المثل في التفاني والاخلاص في عمله فهو شعلة نشاط لا تنطفئ , ولطالما كان ينظر للعمل انه شغف وحب لا ينتهي , كيف لا وعمله خدمة الناس المرضى وزرع الامل في قلوبهم و رسم الابتسامة في وجوههم.
يأتي باكرا وكأنه يدير املاكه الخاصة , حتى عندما كان في اخن الالمانية خلال فترة التدريب كان رمز للانضباط والتبكير من بين اقرانه المتدربين الاجانب , يشق طريقة باسماً , يسلم على كل من تقع عليه عينه من مرضى ومراجعين , سلامه الحار لمن يلتقي به اول مرة يجعلك تظن ان بينهم علاقة قديمة, جميع المرضى سواسية بالنسبة اليه , لا يوجد مريض مهم واخر اقل اهمية , الجميع يحصلون عنده على نفس القدر من الرعاية والاهتمام , كان المرضى يتمنون ان يكون جاسم هو المشرف على علاجهم.
في احد الايام طلب من جاسم مديره الاجنبي ان يقضي بعض الساعات الاضافية وذلك بسبب حضور احد الشخصيات اصحاب الثروة الغير محدودة لإجراء بعض الفحوصات, لم يكن جاسم يعترض على اي عمل اضافي وكان اخر همه الراتب والدخل الاضافي , فجاسم مرتاح من حيث الراتب الذي كان يجده يكفي احتياجاته الاساسية الي توفر له ولأبناء حياة كريمة. لكن في ذلك اليوم لم يكن جاسم يستطيع البقاء بسبب ارتباطه بمناسبة اجتماعية تخص احد أقرابه الذي رزق بمولود حديثا , كان جاسم يقدر العلاقات العائلية كثيرا لأنها الفرصة الافضل للقاء الاقارب والتواصل معهم فعمله الحالي يجعله بعيدا عنهم ولا يسعه الوقت الا لقضاء وقته بين المستشفى و اسرته الصغيره التي كانت هي اغلى ما يملك.
حاول جاسم الاعتذار الا ان محاولاته بائت بالفشل , اخبر مديره ان حالة الرجل ليست خطرة ولا تستدعي تواجدي فزملائي قادرين على الاهتمام بمثل هذه الحالات , رفض المدير رفضا قاطعا واخبره ان هذا الرجل يحتاج ان يكون معه مواطن وانت تعرف كيف تتعامل مع الشخصيات الهامة ولا يوجد مواطن يعمل في التمريض غيرك ثم ان هذا الرجل شخصية هامة لها وزنها في المجتمع ولا نريد ان نغضب المسؤولين في الوزارة.
عاد جاسم الى مكتبه غاضبا خاصة انه عرف ان سبب تواجده هو خدمة شخصية غنية وهو المبدئ الذي يرفضه جملة وتفصيلاً فموضع الاولويات والوساطات ليست في قاموس جاسم , كان يقول اذا كان الغني مهم في نظر المجتمع فان الفقير مهم اكثر في نظر عائلته خاصة انه العائل الوحيد بالنسبة لهم , لطالما شاهد وتألم للفقراء المرضى وهم يتنظرون بالأشهر لإجراء عملية لاحد افراد اسرتهم , وبالمقابل كان يشاهد الاغنياء واسرهم مخيرين بين العلاج في الداخل او الخارج على نفقة الوزارة ,هذه الامور بالنسبة لجاسم غير مقبولة بالمرة, وكانت مبادئه غير قابلة للمساومة فكم توترت علاقات مع اصدقاءه وحتى أقرباءه بسبب هذه الامور , كان يقول ان الجميع يريد العدل والمساواة لكن عندما تتهيأ لهم الفرصة لتجاوز القانون وأخذ افضليه لا يتوانون في ذلك , ثم تأوه بصوت مسموع قائلا : ااه ما هذا المجتمع الغريب الذي ينادي بالمثاليات و القيم وهو ابعد ما يكون عنها.
اخذت جاسم الافكار يمنه ويسره , ثم اخذ يفكر في حاله ودار بينه وبين نفسه نقاش طويل لطالما اخذ منه ساعات من الوقت , نعم انا سعيد في هذه الوظيفة لكن لا يوجد مواطن يعمل في نفس المجال جميع المواطنين وحتى المواطنات خرجوا في اقرب فرصة , فمنهم من بدء تجارته واصبح من اصحاب الاعمال , ومنهم من فضل العمل الاداري خلف المكاتب وجعل الباب مفتوحا للأجانب, فأصبحت المواطن الوحيد والاكثر شهره الذي يعمل في التمريض ,ثم اضاف نعم ليس عليهم عتب نظرت المجتمع لا ترحم لمثل هذا النوع من الوظائف , كم من رجل فضل الفقر على ان يعمل وظائف ينظر لها بتصغير , صحيح ان الرواتب مجزية الا ان وظيفتي احدى تلك الوظائف التي تقع في لائحة محظورة لأغلب المواطنين , ثم اخذ يعزي نفسه كالعادة متذكرا ان راتبه ممتاز وان الناس تنظر له باحترام والجميع يبادله السلام الحار داخل وخارج المستشفى , حتى المسؤولين في الوزارة صرفوا له راتب خاص خارج جدول سلم رواتب الممرضين. لكن الافكار السلبية سرعان ما عادت , نعم الناس يحبونني, لكن هذا مجرد تعاطف لا اكثر فهم يظنون اني خريج ثانوي لم اجد افضل من هذه الوظيفة, هم لا يدركون اني حصلت على البكالوريوس في التمريض بعد اربع سنوات من العمل الجاد في جامعة بريطانيا الملكية , كما انهم لا يعلمون كم عدد الدروات الطبية التي سافرت الارض شرقا وغربا للحصول عليها. اخرج جاسم ورقة بيضاء من محفظته كانت هذه الورقة تعزيه عندما تعتريه هذه الحالة من الافكار الهدامة , كانت هذه الورقة تحتوي على جملة لأشهر المدربين النفسيين على مستوى العالم وهو ستيفن كوفي هذه الجملة هي " يجب ان تكون نظرتنا لأنفسنا هي ناتج قراراتنا وليس ظروفنا او المؤثرات المحيطة" كانت هذه الجملة هي البلسم بالنسبة اليه فالجملة ببساطة تعني ان نظرتنا لأنفسنا نحن من يجب ان نحددها ونتفاعل مع انفسنا بناء على ذلك لان الجميع يرى نفسه شخص مهم ناجح فيه الصفات الحسنة , لكن اذا كانت نظرت المجتمع هي اساس نظرتنا وتقيمنا لأنفسنا فكثير من الناس سيحكم عليه بالفشل.
عادت الافكار الظلماء لتطغى على احاديث نفسه , نعم ربما انظر لنفسي اني شخص ناجح محبوب بين الناس ويحب وظيفته , وهذه نعمة يفتقدها البعض , لكن كيف سيتقبل ابنائي ان ابيهم يعمل ممرضاً , لطالما كان هذا السؤال عالقا في ذهني كيف سيكون المنفذ من هذا السؤال , هل الاستقالة والابتعاد عن المستشفى , اه اعتقد اني في التقاعد سأعود للمستشفى سريعا لكن هذه المرة قد أعود مريضا وليس ممرضاً ! وماذا عن ابنتي مريم ذات الـ 18 ربيعا التي بدأت بدراسة الطب حديثا , كيف ستكون ردة فعلها بعد ان تصبح طبيبة هل ستتقبل ان يكون والدها ممرضا ام انها ستهرب من الواقع الى مستشفى اخر , اه كيف المنفذ ؟ ما هو الحل لاجنب ابنائي هذا الحرج ؟.....
دخل رجل اجنبي الى مكتب جاسم ليقطع حبل افكار المشوشة ,,,,
( نواصل والا كيف )