د. ربيعة بن صباح الكواري
منح علاوة لكل طفل قطري أسوة بكثير من دول العالم
منذ 11 ساعة
بما أن الطفل له خصوصية ومكانة داخل المجتمعات، فقد سعت أغلب المجتمعات في كافة دول العالم إلى الاهتمام به ورعايته حق الرعاية، ومنها بعض المجتمعات الغربية والأوروبية بشكل خاص، التي تجعل لشخصية الطفل مكانة مهمة داخل المجتمع الذي يعيش ويترعرع فيه ليشب قادرا على الإنتاج والإبداع .
ففي المملكة المتحدة - مثلا - يصرف لكل طفل منذ ولادته وحتى إنهائه للمرحلة المدرسية راتب أسبوعي أو شهري لتغطية تكاليفه المعيشية، وهي خطوة تبنتها بعض دول الخليج مثل الكويت والإمارات، ولم تطبق في قطر حتى الآن، وحان الوقت لإقرارها ومنح الطفل القطري أحد حقوقه المكتسبة التي لم تقنن بعد .
الطفل في كل مجتمعات العالم هو الركيزة التي يقوم عليها لبناء وتـأسيس المجتمعات لكونه اللبنة الأولى في البناء والتنمية، فالاستثمار فيه لا يضيع بل هو الاستثمار الحقيقي لخلق بيئة منتجة قادرة على الإبداع الخلاق مستقبلا .
• روية قطر لبناء المجتمع :
المتتبع لرؤية قطر الوطنية 2030 يجد أنها جاءت لتبني احتياجات المجتمع من كافة النواحي والاتجاهات. فقد ركزت الرؤية على مشروع البناء والتنمية في هذا الوطن، وجاءت الرؤية لتؤكد على عدة ركائز رئيسية لا غنى عنها في بناء المجتمع القطري، ومن هذه الركائز :
التنمية الاقتصادية :
وذلك من خلال تطوير اقتصاد تنافسي ومتنوع قادر على تلبية الاحتياجات، وتأمين مستوى عال من المعيشة في الوقت الحاضر وفي المستقبل .
والتنمية البشرية:
بهدف تطوير وتنمية سكان دولة قطر ليتمكنوا من بناء مجتمع مزدهر .
والتنمية الاجتماعية :
عبر تطوير مجتمع عادل وآمن مستند على الأخلاق الحميدة والرعاية الاجتماعية وقادر على التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى .
والتنمية البيئية :
ويكون في إدارة البيئة بشكل يضمن الانسجام والتناسق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة .
• الهدف زيادة عدد السكان :
كذلك فإن الاهتمام بالتنمية السكانية، وزيادة عدد السكان من القطريين أصبح عملية مطلوبة، ومن واجب جهات الاختصاص التنبه لهذه القضية التي يجب أن توضع لها كافة الإمكانيات لجعل التركيبة السكانية للمجتمع القطري تسير بطريقة صحيحة، قوامها التخطيط لتنمية وطنية شاملة بعيدة المدى، مع الاهتمام بزيادة عدد السكان لكي تكون تلك التركيبة مواكبة لرؤيتنا الوطنية على الدوام ولا تسير بعكس ما خطط لها . وبحسب تعداد السكان داخل دولة قطر (مواطنين ومقيمين) حتى سنة 2012 م وصل قرابة مليون و836 ألف نسمة بحسب بيانات نشرها جهاز الإحصاء بتلك الفترة، بنسبة زيادة بلغت 5ر7 في المائة مقارنة مع عام 2011 م، وتمثل هذه البيانات الرسمية عدد الأفراد من كافة الأعمار (قطريين وغير قطريين) داخل حدود الدولة . وبلغت نسبة الذكور طبقا لهذه البيانات 74 في المائة مقابل 26 في المائة للإناث . ولم يشر المصدر ذاته إلى تعداد سكان المواطنين القطريين. إلا أن تقديرات متطابقة حديثة تفيد بأن تعدادهم ما زال قليلا، وهو من الأرقام القريبة للعدد المتوقع . بينما بلغ عدد السكان في عام 2013 م إلى 1916426 نسمة، بانخفاض 2.4% عن نسبة زيادة 11.2% عن يونيو 2012 م بحسب إحصائية وزارة التخطيط التنموي والإحصاء . وكان عدد سكان قطر في إحصائية عام 2003 حوالي 611 ألف نسمة .. أي أن الزيادة في عشرة أعوام أصبحت مليونا وثلاثمائة ألف نسمة . وقبل أيام خرجت علينا إحدى الصحف المحلية بأن سكان قطر لعام 2014 م قد وصل إلى (المليونين) وهو من الأرقام الكبيرة وتسير نحو الارتفاع بينما نسبة المواطنين في انحدار .
• نعم للعلاوة لكل طفل قطري :
للحق نقول :
إن صرف علاوة لكل طفل قطري فكرة رائدة وهي مطبقة في دول الخليج وليست فكرة جديدة والمسألة تحتاج إلى قرار جريء لخدمة أجيال الوطن، والسبب أن عدد سكان قطر ما زال قليلا مقارنة بالعدد الإجمالي للسكان لكوننا نعيش في دولة غنية فمن الواجب ترفيه المواطنين بما نملك من ثروة لخدمة الطفل ليشب على حب الوطن والتفاني في خدمته عندما يكبر .
وهذه العلاوة سبق أن تحدثت عنها في مقالات سابقة وأكدت فيها أن الحاجة تستلزم صرف هذه العلاوة للأسباب الآتية :
- زيادة الإنجاب وكثرة عدد السكان، فنحن قلة مقارنة ببعض الدول المجاورة .
- رفع دخل الأسرة الشهري .
- مواجهة صعوبات المعيشة وارتفاع الأسعار والتلاعب بالسلع المتناقضة في أسعارها .
- توفير جميع المستلزمات للطفل من ملبس ومأكل ومشرب .
- الاهتمام بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك رعاية رياض الأطفال .. وغيرها .
• وبعد :
فإن صرف علاوة شهرية لكل طفل قطري يسهم مساهمة كبيرة في زيادة عدد، المواطنين ويحل مشكلة التركيبة السكانية في البلد ويرفع نسبة القطريين ولو كان ذلك بنسبة بسيطة مقارنة بالوافدين الذين يتميزون في أكثر الأحيان بامتيازات وحوافز لا يحصل عليها الكثير من المواطنين مثل :
الترقيات السنوية في الوظيفة والتأمين الصحي ودفع رسوم المدارس لأطفالهم وتوفير السكن المؤثث وتوفير قرض السيارة ومنح العلاوة السنوية ومنح البونص الوظيفي السنوي ومنح بدل الهاتف، بجانب بعض العلاوات الأخرى التي لا نعلم بها .. وهذه حقيقة لا مبالغة ! .
• كلمة أخيرة :
نتمنى صرف علاوة لكل طفل قطري لبناء قطر الحديثة تشجيعا لزيادة عدد السكان وخدمة الأجيال، وهذا هو الأمل في قيادتنا الرشيدة بقيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، هذا القائد الذي أحب شعبه فبادله شعبه نفس الحب .
صحيفة الشرق القطرية