سعود الفيصل: إذا أرادت إيران حل المشاكل فعليها سحب قواتها من سوريا والعراق واليمن
أكد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي
الثلاثاء 20 ذو الحجة 1435 هـ - 14 أكتوبر 2014 مـ , الساعة: 16:00 رقم العدد [13104]
جدة: «الشرق الأوسط أونلاين»
أكد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني اليوم (الاثنين)، أنه لا يوجد أي تحفظ على ايران كوطن ومواطن، والتحفظ على دورها السياسي في المنطقة، معتبرا انه "في كثير من هذه النزاعات (ايران) هي جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل". واضاف "في سوريا مثلا لديها قوات... تحارب سوريين. في هذه الحالة، يمكننا القول ان القوات الايرانية قوات محتلة في سوريا لأن النظام فقد شرعيته".
وقال الفيصل "اذا كانت (ايران) تريد ان تساهم في حل المشاكل في سوريا، عليها ان تسحب قواتها من سوريا". واضاف ان "الشيء نفسه" ينطبق على مناطق اخرى "سواء في اليمن او العراق وأي مكان". وخلص الى القول "اذا ارادت (ايران) ان تكون جزءا من الحل فأهلا وسهلا بها".
وأكد الفيصل، أنه لا يمكن للأسد أن يلعب دوراً في مستقبل سوريا بعد أن حول بلاده الى بؤرة ارهاب.
واضاف الفيصل أن ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح أراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتله وتشريده، بل أسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للإرهاب، الذي وجد ملاذا آمناً فيها، وأصبح يهدد المنطقة والعالم تحت سمع هذا النظام وبصره. وقال "نحن متفقون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والعمل على تسريعها لحل هذه الأزمة، وعلى أساس مبدأ تشكيل هيئة انتقالية للحكم في سوريا، وفق ما نص عليه إعلان (جنيف1)، كما أننا متفقون على أن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به، وأنه لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل باعتباره فاقداً للشرعية".
وفيما يتعلق بالقضايا السياسية، أوضح الفيصل أنه تم بحث مجمل الأوضاع في المنطقة وعلى الساحة الدولية، بما في ذلك جهود التحالف الدولي القائمة لمحاربة الإرهاب في كل من العراق وسوريا، بوصف ذلك مسؤولية دولية نشارك جميعا في تحملها، لدرء خطر الإرهاب الذي يهددنا، ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأكد الأمير سعود الفيصل ضرورة محاربة الإرهاب في استراتيجية شاملة أينما وجد ومهما كانت مبرراته أو التنظيمات والدول التي تقف وراءه، آملاً أن لا تكون جهود التحالف الدولي الراهنة قاصرة على مهمة محددة، وضرورة استمرارها في إطار مؤسسي حتى يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام، حتى لو استغرق الأمر سنوات. وأردف قائلاً " لقد بحثنا في الاجتماع نتائج المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي استضافته القاهرة بالأمس وشاركت فيه المملكة وألمانيا، خصوصا وأن بلدينا من الدول الأعضاء في لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية، وإذ تنوه المملكة بالمؤتمر وبجهود الشقيقة مصر، وجميع الدول المشاركة فيه، إلا أننا نرى في نفس الوقت أن المجتمع الدولي دائما ما يتحمل أعباء هذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت إلى جانب الشعب الفلسطيني" .
وشدد على أهمية إيجاد حل نهائي عادل ودائم وشامل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في وطن مستقل وآمن وقابل للحياة.
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن الاجتماع استعرض تطورات الأوضاع في اليمن، والأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها أخيراً، مبيناً أنه لا بد من الإشارة إلى أن اليمن بتركيبته الجغرافية والديموغرافية لا يمكن له أن ينعم بالأمن والاستقرار إلا من خلال العيش المشترك القائم على المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكوناته الاجتماعية والمذهبية دون تغليب فئة على أخرى.
ومضى الفيصل بالقول "هذا الحل قدمته المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، لذلك فإننا ندعو اليمنيين بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تحكيم لغة العقل على صوت السلاح، وتغليب مصلحة اليمن الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح أطراف أجنبية في المنطقة لا تروم الخير لليمن ولا لشعبه ولا حتى للأمة العربية".
من جانبه، شدد وزير خارجية ألمانيا الأتحادية فرانك فالتر شتاينماير، على عمق العلاقة التي تجمع بلاده بالسعودية، في المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية، وتكثيف التعاون في مختلف النواحي، مبيناً أن ألمانيا ستصبح في عام 2015م دولة الضيف في مهرجان الجنادرية، متطلعاً من هذه الفرصة لزيارة المملكة في هذا الوقت.
وقال شتاينماير "تمت خلال المباحثات اليوم مناقشة الأوضاع في اليمن، وبفضل المملكة ومجلس التعاون الخليجي بدأ اليمن عملية تحول وهناك تقويض الآن لهذه العملية من قبل بعض القوى في اليمن مما يعرقل تشكيل حكومة جديدة في اليمن عمداً"، مبيناً أن المحور الثاني في المباحثات كان الوضع في الشرق الأوسط في العراق وسوريا. وأضاف "أن تنظيم ما يسمى داعش الإرهابي يهدد المنطقة، ويشكل تهديداً للعالم مما يفرض ضرورة القيام بالعمل المشترك ضد التنظيم، مشيراً إلى أن المملكة تسهم في العمل العسكري من خلال الغارات الجوية، مؤكداً أن العمل العسكري ضروري من ناحية، ولكنه ليس كافياً ، ولذلك لا بد من بحث سبل كفيلة لإيجاد استراتيجية سياسية مواكبة للعمل العسكري. وتابع يقول "أجرينا هذه المباحثات اليوم حول التداعيات بالنسبة للسياسة الداخلية بالعراق، وتحدثنا عن مواقفنا المتبادلة فيما يتعلق بإيران لتسهم بشكل بناء في مكافحة تنظيم ما يسمى بـ(داعش) وما يجب اتخاذه إلى جانب الخيار العسكري والعمل السياسي مما يجب العمل في مجال الإغاثة الإنسانية وفيما يتعلق باللاجئين". وأضاف "نحن نرفض أي محاولة لخلق معادلة بين الإسلام وتنظيم ما يسمى داعش الإرهابي، ونشكر من أوضحوا أنهم يرفضون أيدلوجيته وكل من يعمل في هذه الأعمال البشعة"، مشيراً إلى أن هناك عدة موضوعات تم التطرق إليها في المباحثات مثل العمل المشترك الذي تمت مناقشته أمس في مؤتمر إعادة بناء قطاع غزة. وقال "نحن نسهم كل فيما يخصه في هذا الإطار ونتوقع في نفس الوقت أن يدوم ما يتم بناؤه الآن بعد الحرب الرابعة على غزة، ولذلك لا بد من أن ندعم مسارا معينا ألا وهو استثمار إعادة البناء، ولكن في نفس الوقت وقف إطلاق النار بشكل مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى تتم العودة للمباحثات حول الدولتين".