سلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
صبحكم الله بالخير و جعل أيامكم كلها سعادة و هناء ..
أحداث نعيشها و أصوات نسمعها ..تتردد كثيرا هذه الايام ، وبين أوساط الأمة الإسلامية ، داعية إلى اعتماد العقول المجردة المشوبة بهوى النفوس ، في تسيير أمور الحياة في العموم ..
وما أراها إلا من آثار علم الكلام و الفلسفة المعتمد على العقل البحت، والانبهار بطريقة الغرب في الاعتقادات والتصورات ثم التطبيقات على أرض الواقع..
من المعلوم لدينا جميعا أن المسلم متعبد بتحكيم الشريعة في كل شئ ، وأن يجعلها نصب عينيه في كل موضوع يقبل عليه،
أيا كان هو .. إذ الشرع هو الضابط الصحيح لعقول الناس و أهوائها ..فسنح للخلق التفكر في حدود ما تستوعبه عقولهم
واباح لهم أنسب ماتستهويه نفوسهم ، وإلا .. فلو أطلق الإنسان العنان لهما - أي العقل و الهوى - لرأيت حقيقة ما يسمى بالخبط العشواء ، و الفوضى العارمة !
ولذا ، فمن الجدير بالمرء المسلم أن لايقبل على أي مسألة إلا و ميزان الشرع بين يديه ..
فلا يبدأ بالتنظير العقلي المجرد :كــ : رأيت ، و أتوقع ، و أظن .. إلخ ..
أو بالهوى المطلق : كــ : الواقع كذا- إن أراد تبرير الفعل لنفسه ، وأنا أحب كذا ، و الناس كلهم يفعلون كذا ، .. إلخ ..
إن من أعظم المصائب ، أن يدعي الشخص المثالية و التجرد الكامل للحق و أصوله ، وهو في الحقيقة بعيد كل البعد عنه ،غائي عن مقاصد الشريعة ونظرتها البعيدة ، منغلق على الاكتفاء بالواقع الذي يعيشه وهذا النوع ، ينطبق عليه قول الله عز و جل : (( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ))
وأخيرا أقول : لعلنا أن نتريث في إقدامنا على الأمور التي تواجهنا مستقبلا ، ونجعل القطبين - العقل ، و الهوى - تابعين لقائدهما : الشرع !
تسعدنــي الإضافات المثرية للموضوع من قبلكم ..
مع التحيــــــة ..