من الأخبار الطريفة و القديمة والعالقة في الذاكرة ، خبر إنشاء مجموعة من الرجال في ألمانيا لجمعية تعنى بحقوق الرجل ، و ذلك بعد أن ضاقت الدنيا بهم ذرعاً بسبب عُنف زوجاتهم ، و اللاتي طالبن بحقوقهن و إنصافهن في مجتمع طالما سمعنا أنه يُعطي المرأة كافة حقوقها ، أو هكذا تمايل الليبراليون رقصاً و هم يتغنّون بمثالية المجتمعات الغربية .
و إن كانت سيدات المجتمع الغربي لم يسمعن بسماحة الدين الإسلامي و إعطاءه للمرأة كافة حقوقها ، فلابد و أنهن سمعن بأفلاطون و الذي خاطب مدينته الفاضلة قائلاً : أيتها المرأة .. مكانك هو البيت و مهمتك الرئيسية هي رعاية زوجك و أولادك ، لأن المجتمع قد كلّـفك بذلك ..
و لنا أن نسأل عما يُمكن لنساء الغرب أن يُطالبن به لو طُبّق عليهن خطاب افلاطون ، قطعاً سيُطالبن بالكثير من الحقوق و الواجبات التي يحظين بها دون الشعور بذلك .
المشكلة عند نساء الغرب تكمن في سوء فهم المساواة و جعلها في موازين المُماثلة ، فإذا كان الرجل يخرج من منزله ويذهب حيث يشاء فهذا لا يعني أن تُطالب المرأة بالمُماثلة في خروجها دون أن تُسأل أو تُحاسب على الوقت ، كما أن المساواة ليس في أن ترتدي المرأة الجينز و تكشف عن شعرها و جسدها أمام كل من هب و دب ، و ليس في أن تُغلظ من صوتها و تدخن السجائر و تشرب الخمر و ترتاد المراقص و البارات ، و ليس كما يتصور نساء الغرب و الكثير من الحقوقيّين المدسوسين بيننا و الذين يُنادون لتحرير المرأة و سلخها من قيمها الأصيلة ..
عموماً إن كان للرجال في الغرب جمعية حقوق واحدة .. فإن للنساء مئات الجمعيات التي تُطالب بحقوقهن رغم أن القوانين لديهم قامت بتحريرهن إلى أن وقعن في براثن العبودية .. و نحن هنا لا نُريد للمرأة أن تستمع للمدسوسين بإسم الحقوقيين و الذين يطلبون من المرأة أن تخلع ثوب الحياء وثوب الرقة و النعومة بل نُريد منها أن تستمر بكونها جنساً أصيلاً مُحافظاً و لطيفاً و إلا .. سيتعاون الرجال بشكل مؤكد لإنشاء جمعية تعنى في حفظ حقوق الرجل خصوصا في عدم المُماثلة به ..