أحد أصدقائي .. و هو جار لي في نفس الوقت .. تُوفي والده في حادث مؤسف وقع قبل 18 سنة ، و منذ ذلك الوقت و هذا الصديق لم يُفكر أبدا بتعلم القيادة .. حيث يُصيبه الخوف والرعب كلما فكر بشأن قيادة مركبة خاصة به ، شاب جيد و نشيط في عمله و متزوج و له منزل ولم يبلغ الأربعين بعد ... مشكلته الوحيدة هي فوبيا قيادة السيارات و تجنبه حتى لمحاولات التعلم بسبب العقدة التي أصابته جراء وفاة والده .. حاولت معه مراراً وتكراراً و قلت له أن التجربة وحدها كفيلة بكسر شبح الرهبة و الخوف ... وعليه أن يخوض غمار التجربة وليس شرطاً أن يقود في الأماكن المزدحمة بل نصحته بالقيادة بالفرجان و الشوارع الداخلية إلى أن يفرض تحكمه شيئا فشيئا على مسألة القيادة .. و قال لي أن أكثر ما يُضايقه من هذا الجانب هو أن اعتماده على سائق خاص له و لأسرته و أبنائه حرمه من الشعور بالخصوصية التامة أثناء تنقله و عائلته بالمركبة في مشاويرهم اليومية .. لأنه يعتمد على سائق خاص في جميع تنقلاته مع أسرته ..
فهل صادف أحدكم أن واجه فوبيا قيادة السيارات ؟ ..
و هل هذه الفوبيا تستحق التطرق لمعرفة وسيلة علاجها و التخلص منها ؟ ..
كيف يُمكننا أن نساهم في دعم المصابين بفوبيا قيادة السيارات.. نفسيا و معنوياً من خلال إيجاد حلول ناجعة لهم كي يكسروا شبح الخوف من القيادة ؟
سأنقل لكم بعض ما وجدت بالجوجل حول هذا الشأن ..
بدايةً .. فوبيا القيادة .. تعني شعور الشخص بالخوف الشديد و الاضطراب و القلق من مسألة قيادة السيارة ، هذه الفوبيا قد لا تكون " ظاهرة " و في نفس الوقت هي مسألة واقعية لا يمكن تجاوزها دون معرفة أسبابها و طرق التخلص منها ..
من أسباب هذه الفوبيا هو التكوين النفسي الضعيف .. و هذا التكوين يقود الشخص لإفتقاد الجرأة أثناء القيادة .. مما يجعله بحاجة إلى أسس يرتكز عليها حتى تُساعده على تجاوز هذه الفوبيا ..
و علمياً : كل من يعاني الفوبيا يحتاج إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي .. و أبرز السمات الناجحة في هذا السياق ... هو بالتدريج المؤثر .. وذلك من خلال التجربة و الممارسة تدريجيا ... و من قبل مختصين يساعدونه على أن يتخلص من مشاعره السلبية من خوف وقلق واضطراب ... حيث يستطيع بعدها القيادة بإطمئنان و مع مضي الوقت ستزيد فرص تمكنه من القيادة بأريحية لإن التجربة والممارسة تولّد و تعزز من خبرته في القيادة ...
أما طبياً : قد تستدعي بعض الحالات أن يخضع البعض لإشراف طبي و علاج معيّن بالإضافة إلى التمارين الطبيعية المُساعدة على الإسترخاء .. حيث يساهم الإشراف الطبي في التغلب على التوتر و القلق و مشاعر الخوف و الإضطراب ..
و العزيمة أهم عامل في نجاح الحلول العملية و الطبية للقضاء على فوبياة القيادة .. و من دون التوكل على الله و العزيمة و الإصرار فلن تُجدي هذه الحلول المقدمة لأي نتيجة إيجابية ..