بورصة قطر تشارك في منتدى برلين الإقتصادي حول التنمية المستدامة
بيان صحفي - 11/11/2014

شاركت بورصة قطر في أعمال منتدى برلين الاقتصادي 2014-24 الذي عقد في العاصمة الألمانية برلين في الفترة 8-10 نوفمبر.

وقد عقد هذا المنتدى الذي ينظمه معهد الدبلوماسية الثقافية الألماني تحت عنوان "الإقتصادات المستدامة والتكنولوجيات المستدامة والقطاعات المستدامة" في إطار احتفالات برلين بالذكرى 25 لسقوط جدارها.

وجمع هذا المنتدى أكثر من 300 من الخبراء العاملين من مجالات السياسة والاقتصاد جنبا إلى جنب مع كبار الأكاديميين وممثلين كبار الشركات العالمية والاسواق المالية الدولية.

وألقى السيد راشد بن علي المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر كلمة في أعمال هذا المنتدى بعنوان" تحقيق التنمية المستدامة: وجهة نظر بورصة قطر كأحد الاسواق الناشئة"، حيث تحدث فيها عن تجربة قطر في تحقيق التنمية المستدامة ودور بورصة قطر في خطة التنمية المستدامة القطرية.

وفي كلمته دعا السيد المنصوري إلى وضع خطة عمل من قبل الحكومات والمؤسسات وأن تركز هذه الخطة على تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بمصالح الأجيال اللاحقة.

وأشار السيد المنصوري إلى أن أهمية التنمية المستدامة تنبع من ضرورة وجود رؤية مستقبلية لذلك. وتحدث في هذا السياق عن رؤية قطر الوطنية للعام 2030، التي تمثل رؤية استراتيجية عليا شاملة وبعيدة المدى لتحقيق التنمية المستدامة بكافة جوانبها.

ولبيان الحكمة من هذه الرؤية الوطنية الشاملة، أشار السيد المنصوري إلى تشديد سمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أهمية خلق توازن بين مصالح أجيال الحاضر والمستقبل وايجاد مجتمع مزدهر يتميز بالعدالة الإقتصادية والإجتماعية وتساوي الفرص والإنسجام بين الإنسان والطبيعة.

وأضاف السيد المنصوري قائلاً أنه على هذا الاساس فإن قطر تحظى بخطة استراتيجية واضحة المعالم للتنمية المستدامة وللمجتمع الذي نحاول تطويره، حيث تقوم هذه الرؤية على التعامل بحكمة مع القضايا الإجتماعية والبيئية والإقتصادية فيما يتعلق بالإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.

وأضاف قائلا إن الرؤية الوطنية توفر أيضاً دليلا حول التحديات الرئيسية التي تواجه قطر في تحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة.

وتشمل هذه التحديات احتضان التحديث ولكن مع الحفاظ على التقاليد والتراث الثقافي، وتشمل أيضاً التعرف على احتياجات الجيل الحالي دون المساس بمصالح الأجيال القادمة واحتضان وتشجيع النمو الاقتصادي دون التأثير سلباً على التنمية الاجتماعية والبيئية.

وأضاف قائلا إن هذه الرؤية تحدد أيضا أربع ركائز للتنمية المستدامة، وهي تطوير رأس المال البشري لبناء مجتمع مزدهر، وتحقيق التنمية الاجتماعية لخلق مجتمع عادل وتحقيق التنمية الاقتصادية لبناء اقتصاد تنافسي ومتنوع وتحقيق التنمية البيئية لضمان الانسجام بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة.

واشار إلى أن بورصة قطر تؤمن بضرورة المساهمة في تعزيز الاستدامة باعتبارها مسؤولية وطنية وإنسانية وذلك من خلال تقديم ودعم المبادرات التي تتعامل مع قضايا الإدارة البيئية والاجتماعية والحوكمة الرشيدة.

وأضاف أنه على اعتبار أن الشركات المدرجة تغطي شريحة واسعة من الاقتصاد القطري، وهو ما يمثل حوالي ثلثي الناتج الاقتصادي الإجمالي، فهي بالتالي المفتاح لتحقيق مسؤوليات التنمية المستدامة والتأثير على القطاعات الأخرى وجميع الأطراف المشاركة في الاقتصاد.

وأضاف قائلا إن البورصة حريصة جداً على تشجيع الشركات العائلية والشركات التي يملكها القطاع الخاص على التحول إلى شركات مساهمة عامة تلتزم بمبادىء الحوكمة وتحظى بفرص أفضل لتحقيق استدامتها ومشاركتها في اقتصاد مستدام ، حيث أن العديد من هذه الشركات لها وجود وحجم كبير ومؤثر في الإقتصاد المحلي.

وفي سياق حديثه عن دور البورصة في تحقيق التنمية المستدامة، بيّن السيد المنصوري أن البورصة تدرك أنه "من أجل الحفاظ على دورها الإقتصادي الوطني، فإنه ينبغي علينا المحافظة على استدامة مؤسستنا وأعمالها التي نضطلع بها. كما ينبغي علينا أن نضمن أن الإستراتيجية الخاصة بمؤسستنا تتماشى مع استراتيجية ورؤية التنمية المستدامة لدولة قطر، وأن نستمر في خلق القيمة، وتنويع العائدات، وأن نستثمر في رأس المال البشري وتطوير موجوداتنا وقدراتنا التكنولوجية حتى نتمكن من الاستمرار في ممارسة الأعمال والمسؤوليات المنوطة بنا والمساهمة في النمو الاقتصادي لصالح بلادنا وشعبنا. "

واختتم السيد المنصوري كلمته بالتأكيد على دور بورصة قطر في هذه المرحلة مؤكداً أن البورصة تعمل بجد على مواجهة التحديات التي تواجهها كسوق ناشئة وأنها تدرك المسؤوليات التي تضطلع بها لتطوير وتعزيز عجلة التنمية المستدامة في دولة قطر.

ويعتبر منتدى برلين الاقتصادي من أكبر المؤتمرات التي تتناول موضوع الاقتصادات المستدامة على مستوى العالم. وقد اشتمل المنتدى لهذا العام على العديد من العروضى التقديمية والمحاضرات والندوات التي شارك بها ممثلين من كبار الشركات العالمية والعديد من الخبراء في هذا المجال، كما اشتمل على العديد من حلقات النقاش وورش العمل والجلسات التفاعلية والأنشطة الاجتماعية.