أوبك ترى انخفاض الطلب على نفطها في 2015 والإنتاج السعودي مازال مرتفعا
رويترز - 13/11/2014

قال تقرير لمنظمة أوبك يوم الأربعاء إن الطلب العالمي على نفط المنظمة العام القادم سيقل كثيرا عن مستوى إنتاجها الحالي بسبب طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة في حين ما زالت السعودية أكبر منتجي اوبك تلزم الصمت بشأن هل ستخفض الإنتاج لتزيل فائض المعروض من السوق.

ولم تعقب السعودية علانية على هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2010 الأمر الذي جعل بعض المراقبين يتساءلون هل بدأت السعودية تتخلى عن سياسة إدارة السوق لتتابع بدلا من ذلك العمل من أجل أهداف جيوسياسية.

وبعد أشهر من الصمت خرج وزير النفط السعودي علي النعيمي يوم الأربعاء ليؤكد مجددا السياسة التي تتبعها المملكة منذ وقت طويل والتي تهدف الى استقرار الاسواق العالمية مهونا من شأن الحديث عن "حرب أسعار" لكن لم يبدر عنه أي مؤشر على رده على تراجع أسعار الخام.

وكان سكوت السعودية حتى الآن أثار عددا من النظريات فمن قائل أن الرياض ربما تأمل خفض انتاج النفط الأمريكي الذي يتطلب استمرار طفرته أسعارا عالية أو لعلها تريد ايذاء إيران وروسيا اللتين تحتاجان إلى أسعار عالية لموازنة ميزانياتهما عقابا على مساندتهما الرئيس السوري بشار الأسد.

وهبطت أسعار العقود الآجلة لنفط برنت في أكتوبر تشرين الأول دون 83 دولارا للبرميل ويوم الثلاثاء سجلت 80.46 دولار أدنى مستوى لها منذ العام 2010.

وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري صدر يوم الأربعاء إن الطلب على خاماتها سيتراجع إلى 29.20 مليون برميل يوميا (ب-ي) في العام القادم منخفضا نحو مليون برميل يوميا عن مستوى الإنتاج الحالي.

وهذا آخر تقرير شهري قبل اجتماع وزراء نفط دول أوبك في فيينا يوم 27 من نوفمبر تشرين الثاني لمناقشة هل يواجهون انخفاض الأسعار عن طريق تقليص الإنتاج للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في عام 2008.

ويبدو أن فائض المعروض سيكون أكبر في الأشهر الستة الأولى من عام 2015 إذ تشير تقديرات المنظمة إلى أن العالم سيحتاج إلى 28.45 مليون برميل يوميا فحسب في المتوسط من خامات أوبك.

وقال كارستن فريتش المحلل في كوميرتسبنك "في النصف الأول للعام سيكون الطلب أقل كثيرا من 29.2 مليون ب-ي ومن ثم سنشهد فائضا كبيرا في المعروض إذا استمرت اوبك في الانتاج على نفس المستوى. ويشرح هذا على الأرجح سبب الهبوط الحاد للأسعار في الأسابيع الماضية."

وقال التقرير الذي أصدره خبراء اقتصاديون في مقر أوبك في فيينا إن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ابلغت منظمة أوبك أنها أنتجت 9.69 مليون برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول دونما تغير يذكر عن 9.704 مليون برميل يوميا في سبتمبر أيلول.

وأبقت أوبك على توقعاتها الرئيسية للعرض والطلب في سوق النفط العالمية عامي 2014 و2015 دون تغيير.***** ‬‬‬‬‬‬‬ وتتوقع المنظمة أن يتسارع نمو الطلب العالمي إلى 1.19 مليون برميل يوميا في عام 2015 من 1.05 مليون في عام 2014 وأبدت أوبك تفاؤلا بشأن آفاق السوق.

وقالت أوبك "نظرا لأن المؤشرات الاقتصادية تشير إلى استمرار التعافي للاقتصاد العالمي فإن أي تحسن إضافي في اقتصاديات البلدان الرئيسية المستهلكة للنفط سيساعد على اتجاه الطلب نحو مزيد من الانتعاش."

وعلى الرغم من ارتفاع الطلب العالمي فإن اوبك تتوقع أن يهبط الطلب على نفطها في عام 2015 إذ أن زيادة المعروض من خارج المنظمة ولاسيما في الولايات المتحدة بسبب طفرة إنتاجها من النفط الصخري تسبب ضغوطا على حصة اوبك في السوق.

وحسب تقييم مصادر ثانوية استشهد بها تقرير أوبك فإن الطلب العالمي على نفط أوبك سيهبط 245 ألف برميل يوميا في عام 2015 دونما تغير عن موقفها الشهر الماضي.

ويشير هذا إلى فائض قدره نحو مليون ب-ي في عام 2015 و1.8 مليون ب-ي في النصف الأول للعام إذا واصلت أوبك الإنتاج دونما تغيير.

وقال التقرير اعتمادا على أرقام من مصادر ثانوية إن إنتاج أوبك هبط 226 ألف ب-ي عما كان عليه في سبتمبر أيلول وأن الانتاج السعودي تراجع 70 ألف ب-ي موافقا إلى حد كبير الخفض السعودي البالغ 50 ألف ب-ي الذي أورده مسح لرويترز في 31 من أكتوبر تشرين الأول.

وكان أعضاء في أوبك منهم الكويت قالوا إنه من غير المحتمل إجراء خفض في الآنتاج في الاجتماع القادم للمنظمة لكن بعض المندوبين بدأوا يتحدثون بشكل غير رسمي عن ضرورة اتخاذ إجراء ما لكنهم يشيرون إلى أن التوصل إلى اتفاق لن يكون سهلا.