رئيس جمهورية بنين خلال لقائه برجال الأعمال: قطر قوة اقتصادية صاعدة وجاذبة للاستثمارات
الراية - 13/11/2014

أكد فخامة الرئيس توماس ياي بوني رئيس جمهورية بنين على الآفاق الاقتصادية المستقبلية الواعدة لدولة قطر.. مشيرًا إلى أن دولة قطر تتمتع بقوة اقتصادية ومالية قوية نتيجة عزم وإرادة مؤسساتها القوية.

كما أكد أن قطر ستمثل قوة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في المستقبل ومحط أنظار جميع الدول نظرًا لما تتمتع به من استقرار اقتصادي وسياسي.. وقال: إن دولة قطر استغلت مواردها بشكل مثالي من خلال استثمارها الجيد في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن بلاده تطرح مشاريع عملاقة وترغب في مساعدة دولة قطر لها.. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها أمام حشد من رجال الأعمال القطريين خلال لقاء نظمته غرفة تجارة وصناعة قطر.

وأشار رئيس جمهورية بنين في كلمته إلى أن دعم وتعزيز علاقات العمل بين بلدينا يظهر الرغبة الحقيقية لدى دولة قطر وجديتها في دعم الدول الصديقة، فضلاً عن حرصها على تنويع اقتصادها وموارد دخلها ليس فقط بدعم المشاريع الاستثمارية داخل الدولة وإنما أيضًا بالخارج، خاصة أنها معروفة باستقرارها السياسي والاقتصادي والأمني والمالي فضلاً عن المجالات الأخرى.

وأوضح أن زيارته الحالية لدولة قطر هي الرابعة، حيث تجمعه صداقة قوية مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.. مؤكدًا أن هذه الزيارات تبرهن على العمل المشترك جنبًا إلى جنب مع القيادة الحكيمة لدولة قطر من أجل تعزيز علاقات التعاون الثنائية، مضيفًا "نحن نعرف أن قطر لا تحتاج إلى تقديم فهي معروفة وتقوم بعمل جبّار من أجل الشعب القطري والإنسانية في العالم، وما رأيته هنا كلما جئت لزيارتها يظهر الجمال الموجود في كل شيء والرغبة الصادقة في تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة، ونحن نتبادل هذه القيم والرغبة الصادقة".

ومضى قائلاً: "من خلال خبرتي، فهناك تنمية من أجل مصلحة الشعوب، وأنا متأكد عندما آتي إلى هنا فإنني آتي وأرى التجربة والخبرة التي يتمتع بها قادة دولة قطر.. مؤكدًا أن التعامل مع مجتمع الأعمال القطري سيعكس ما نبحث عنه وذلك بالعمل الجاد".

تسريع التعاون

وتطرّق رئيس جمهورية بنين إلى جهود بلاده في التنمية الاقتصادية.. مشيرًا إلى أنه خلال السنوات الأخيرة قرّرت أن تسرّع عمليات التعاون في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية بإفريقيا الغربية وهي نفس المنطقة التي فيها اتحاد دول غرب إفريقيا.. لافتًا إلى أن شعوب هذه المنطقة بفضل ثرواتها الطبيعية تعمل على تطوير اقتصادها وذلك بدعم من دولة قطر".

وأوضح الرئيس بوني أن "النمو الاقتصادي في بنين يأتي من القطاع الزراعي ومنها القطن، وأيضًا بفضل التعاون مع البلاد المجاورة حيث توجد استهلاكية حجمها 300 مليون مستهلك، وهناك أيضًا نمو سكاني حُدّد بـ5 %، وهناك تفاوت بين النمو السكاني والاقتصادي والموارد، وبالرغم من أن النمو الاقتصادي أقل بقليل من النمو الديمغرافي لكن الفارق يعتبر كبيرًا إذا أردنا القضاء على الفقر وحل المشاكل الأمنية والوصول إلى المياه ورفع نسبة التعليم والأمن وغيرها من المسائل والاتصالات والنقل".

دور القطاع الخاص

وشدّد رئيس جمهورية بنين على الدور المهم الذي يلعبه القطاع الخاص في كلا البلدين في دعم قطاع الأعمال والنهوض بالاستثمارات حيث إن بنين تعمل بالشراكة الفعّالة بين القطاعين العام والخاص من خلال تسهيل كل الإجراءات وتقديم الحوافز الممكنة لأي مستثمر أجنبي، مذكرًا بأن هناك أطرافًا كالبنك الدولي الذي جعل بنين في عام 2014 من بين الدول العشر التي تطبق نظام الإصلاح الزراعي، فضلاً عن أنها حصلت على 20 نقطة بمجال التربية العام الجاري، وذلك يعكس رغبة الدولة الشديدة في تسريع وتعزيز الموارد وتوزيعها.

وأكد بوني على الرغبة في تنويع مصادر دخل بلاده، مشددًا على أن هذا الخيار الاقتصادي ليس في بنين فقط ولكن في القارة الإفريقية التي تبحث عن تعزيز موقفها في المسرح الدولي، لافتًا إلى أن القطاعين العام والخاص في بنين وإفريقيا يعملان بشراكة وثيقة للاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية وغيرها من الإمكانات التي تتمتع بها بنين والقارة السمراء.

وأعرب عن سعادته باستطاعة جمهورية بنين أن تعتمد على دولة قطر في دعم هذه الجهود وتعويض النقص الحاصل في اقتصادها خاصة في مجال الطاقة، فدولة قطر من أولى دول العالم في تصدير الغاز الطبيعي المسال، بجانب كونها مصدّرا للطاقة التي تمثل ازدهارًا بالنسبة لبنين.

وأشار إلى الفرص المتاحة ببلاده، حيث تتمتع ببنية تحتية تمكن من إنتاج المواد اللازمة لتطوير شبكات الطرق والمطارات والاتصالات وغيرها من المجالات، وذلك يكون مدعومًا بالمورد الرئيسي حتى يتمكن القطاع الخاص من أن يثبت كفاءته وأن يكون إيجابيًا.

ولفت إلى رغبة بلاده بعد دراسة الثروات الطبيعية من اليورانيوم والحديد والكثير من الثروات الطبيعية، في تطوير بعض القطاعات مثل: الزراعة والصناعة ومواد البناء والخدمات والتجارة والصناعات التقليدية والسياحة وغيرها.

وأعرب رئيس جمهورية بنين عن أمله في أن يتم العمل بكل جد لوضع قواعد تعاون مثمر مشتركة مع دولة قطر، تنتقل من مرحلة التحدّث إلى العمل والتطبيق.. لافتًا إلى أنه لدى بنين هيكل وإطار عمل وضعا خصيصًا للمستثمرين الأجانب ليحصل كل من يرغب في الاستثمار بالبلاد على التسهيلات اللازمة، وليس ذلك فقط بل يمكن للمستثمر الاتصال برئيس الدولة شخصيًا بما يساعد على تسهيل الاستثمارات.

واقترح أن يتم توقيع بعض اتفاقيات التعاون المشترك وأن يكون هناك حضور قطري في بنين، وأن يتم وضع آليات لتسهيل العمل والاستثمارات لخدمة تعزيز الاقتصاد المشترك، وتحقيق مشاريع وشراكات كثيرة.

آليات التعاون

من جانبه أكد السيد محمد بن أحمد بن طوار نائب رئيس غرفة قطر، على أهمية لقاء الرئيس توماس ياي بوني رئيس جمهورية بنين برجال الأعمال القطريين؛ وذلك لبحث سبل وآليات دعم وتعزيز علاقات التعاون بين الجانبين، والانتقال بها إلى مستوى الطموحات وبما يتناسب مع حجم الإمكانات المشتركة.

وأعرب بن طوار عن أمله في أن تترجم هذه اللقاءات إلى مشروعات تحقق قيمة مضافة لاقتصاد البلدين الصديقين، وأن تحقق الزيارة أهدافها المنشودة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين.

وقال بن طوار: إذا كنا في دولة قطر نعتبر هذا اللقاء فرصة قيّمة للتشاور والتباحث، فإنه في الوقت ذاته يمثل بداية حقيقية نحو إقامة علاقات تجارية متميزة تعتمد على المعرفة واستكشاف فرص ومجالات التعاون المتاحة والممكنة ما يهيئ لانتقالة إيجابية للعلاقات التجارية بين الجانبين.

وأضاف: "استطاعت دولة قطر أن تقطع شوطًا كبيرًا في مسيرتها التنموية مستندة في ذلك إلى رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تسعى إلى تسخير كافة مواردها لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية مستدامة تعود بالنفع على شعبنا وشعوب منطقتنا والمناطق المحيطة".. بالإضافة إلى هذا كان فوز دولة قطر باستضافة مونديال كأس العالم 2022 تحديًا جديدًا استلزم تسخير كل الإمكانات والطاقات لتلبية هذه الطموحات.

وأعرب عن أمله في أن يكون اللقاء فرصة لتعريف مجتمع الأعمال القطري بفرص ومجالات الاستثمار بجمهورية بنين لإتاحة الفرصة لإقامة شراكات متوازية ومتوازنة بين الجانبين، وإقامة مشاريع تخدم البنية التحتية في بنين وتساهم في نمو اقتصادها بشكل يخدم شعبها، وأن يحقق اللقاء الأهداف المرجوة منه.

وطالب عدد من رجال الأعمال بضرورة تقديم مشاريع صناعية وسياحية جاهزة حتى يتسنى دراستها وهو ما وعد به الرئيس البينيني بوجود زيارات قادمة ستطرح فيها المشاريع بالتفصيل حيث سيكون الضامن لكل استثمارات قطرية في بلاده.