قبل أكثر من سبعة عقود .. كان المُجتمع الأمريكي يعيش في ثقافةٍ غذائية محدودة ، " نأكل مما نشاء و نشرب مما نشاء " .. و عليه .. كان بديهيًا أن تتمخض هذه الظاهرة عن الشركات الغذائية التي نافست بعضها البعض في إنتاجية الأطعمة و تسويقها و دغدغة بطون الناس بكل ما لذ و طاب ..
و لكن .. كيف جاءت نتائج محدودية الثقافة الغذائية ؟
تقول التقارير أن مُعظم الأمراض التي باتت مُستعصية جاءت كنتيجة حتمية للتراكمات الغذائية و التي يتناولها الإنسان خلال عقود من الزمن ، دون أن يعي بما تحمله هذه العادات المفرطة من آثار سلبية ليست على الشخص نفسه و حسب ، بل إن الأدهى و الأمر هو أن هذه الأمراض تتناقل وتتوارث لتصل إلى الأبناء و منهم إلى الأحفاد و هكذا ..
دقت الأزمة الصحية المتزايدة بسبب العادات الغذائية السيئة نواقيس الخطر لدى الأطباء و العلماء و المتخصصين بعلوم الصحة و الطب ، حيث طالبوا من الحكومة الفيدرالية أن تضع حدًّا لما أسموه " بالحرب الغذائية " و التي تقوم فيه الشركات الغذائية بتوريدها كأسلحة فتاكة إلى كافة أطياف المجتمع ، أحد أعضاء الكونجرس أفاد حول هذه القضية الخانقة بالتالي : لو كانت الشركات الغذائية التي تقوم بتصنيع الأطعمة و توريدها على المجتمع من خارج الولايات المتحدة الأمريكة لقمنا بإصدار قرار فوري بضرب الدول الحاضنة لهذه الشركات .. لأنها ببساطة تقوم بقتلنا ببطء تام ..
و قد أصدرت الحكومة الأمريكية قرارًا و مشروعًا ينص على أن تقوم الشركات المصنعة للغذاء و الأطعمة المعالجة بتقليل السعرات الحرارية و نسبة الدهون و الدسم و أن تلتزم بالمعايير التي ستضعها الرقابة الصحية لديهم ، و الأهم من كل ذلك هو إصدار ملصقات تحذيرية على المواد الغذائية المعالجة و التي تخالف المعايير الصحية المطلوبة ، شأنها من ذلك شان علب السجائر و ما شابه ..
و هذا المشروع الذي أراه بالمشروع العظيم له أبعاد ستظهر بوادره بعد 20 سنة من الآن ، فالأمراض المزمنة و المميتة والمتوارثة .. أتضح أن أكثرها يأتِ بسبب سوء استخدامنا للأطعمة .. خاصة المُعالجة منها .. كما أن الدراسات في أمريكا أكدت بأن ما يُنفق من أموال على مكافحة السمنة و أنظمة الحمية و العمليات كلفت أكثر مما تكلف ميزانيات القضاء على المجاعة في العالم بأسره ..
دعونا نُلقي نظرة على أهم ما جاء في الفيلم الوثائقي الصادر في هذه السنة ..
يُتبع