أليهود والارهاب والعالم يتفرج والضعيف
ينداس وهم الآن يدعون محاربتهم الاٍرهاب
الفلسطينيون العزل المسحوقون على يد العدو المهين على مدى الاحتلال عندما يقذفون حصيات أو أحجارًا أو يقومون بعمليات استشهادية صغيرة يهرع العالم كله – الذي تقوده أمريكا بدون جدارة واستحقاق وبصورة غير شرعية – ليواجه هذا «الإرهاب المدمر المروع» بكل مالديه من إمكانات.
أما إسرائيل التي ظلت تفعل الأفاعيل وتمارس أبشع أنواع الجرائم والتعذيب مع الفلسطينيين والعرب الآخرين منذ تواجدها غير الشرعي في أرض فلسطين، فإن قادة العالم لم يتجرأوا ليصفوا فعلاتها السيئة «إرهابًا» ويطالبوا العالم لمكافحة هذا الإرهاب.
لماذا لم يسم العالم المذابح الإرهابية التي ظلت تقيمها إسرائيل لحصد أرواح الفلسطينيين، والتي ذهبت بأرواح نصف عرب فلسطين «إرهابا»؟!
قتلت إسرائيل بشكل جماعي آلاف الفلسطينيين في «صبرا وشاتيلا» وفي «قبية» و«دير ياسين» و«السموع» و«كفر قاسم» و«الحرم الإبراهيمي» ولكن القادة لم يتحركوا لاتخاذ أية إجراءات ضد «الإرهاب» الذي قامت – ولاتزال تقوم – به دولة غير شرعية أقيمت لتذليل العرب المسلمين في داخل العالم العربي.
لماذا أتيح لإسرائيل أن تمد بذراعيها إلى أي مكان في العالم العربي؟ وتدخل بجيوشها ومعداتها وأسلحتها وطائراتها أية دولة عربية؟ ففي الماضي قصفت المفاعل النووي العراقي، وشردت عناصر المقاومة الفلسطينية في لبنان، وقصفت المواقع الفلسطينية في تونس بعدما جعلتها تغادر لبنان، وقامت بتصفية «أبوجهاد» أحد أبرز وجوه الكفاح الفلسطيني في فلسطين المحتلة، وطاردت السيد ياسر عرفات وحاولت اغتياله واغتيال زملائه مرات وكرات باعتبارهم – في الماضي عندما لم يكن قد وقع ياسر عرفات معاهدة السلام معها – رموز «الإرهاب الفلسطيني». وأخيرًا قتلته بالتسميم كما أثبتت المصادر الموثوق بها.
وفي الحاضر حَوَّلت غزة جحيمًا لا تطاق بكل نوع من العمليات غير الإنسانية، وشردت سكان القدس الشرقية الفلسطينيين بإكراه واحتلت أراضيهم وخطت خطوات واسعة نحو تهويد القدس وتداهم المسجد الأقصى من حين لآخر بقواتها.
بعدما كان أعطى مؤتمر «شرم الشيخ» إشارة خضراء لتصنع إسرائيل ما تشاء مع العرب والفلسطينيين – إذا وقفوا بشكل من الأشكال حجر عثرة في طريق تحقيق جميع أحلامها – قصفت القرى الجنوبية في لبنان وبالتحديد في الفترة ما بين 11 و 27/أبريل 1996م، وحاصرتها بحرًا وبرًّا وجوًّا، وجوعت أهلها، ونسفت منشآتها، وأجبرت مئآت الآلاف من سكانها إلى مغادرتها، ودمرت البنية التحتية الحياتية والاقتصادية في ذلك البلد العربي الذي تحتل هي – إسرائيل – منذ 14 عامًا شريطاً كبيرًا - خمس عشرة بالمائة - من أراضيه في غير شرعية وعلى مرأى ومسمع من العالم كله.
ولم تكتف إسرائيل بذلك وحده، بل تجرأت – وهي مدللة لدى أمريكا والغرب أو هي في الأصل كما يقول بعض الصحفيين العرب ولاية أمريكية إضافية منفلتة بسبب الجغرابيا فقط من عقد الولايات المتحدة الأمريكية – على القصف العشوائي لبلدة «قانا» في جنوبي لبنان حيث يوجد مقر لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فاستهدفت المقر وجميع السكان المدنيين المحيطين به، فسقط منهم 103 قتيلاً وأكثر من ثلاث مائة جريح.
وأجرت الأمم المتحدة – محاولة فاشلة منها على الإبقاء على بعض الماء في وجهها – تحقيقًا تدين فيه إسرائيل بصوت خافت للغاية أنها إنما استهدفت المقر والسكان الآمنين عن تعمد، فنهضت أمريكا وإسرائيل على الفور ونفتا التعمد، وقالتا إن الكارثة – التي وصفتاها بـ«الحادث» - إنما وقعت عن خطأ ودونما تعمد!!
يتساءل الإنسان في عجب: لماذا أعطيت إسرائيل هذا الامتياز القاضي بأن تمارس أي نوع من الجرائم والاعتداءات مع أي فرد أو دولة دون أن تقابل بأي ردع يذكر؟!